دعا عضو مجلس النواب الأمريكى عن الحزب الجمهوري، راندى فاين ــ أمس الأول الجمعة ــ إلى قصف قطاع غزة بالسلاح النووى لأن القضية الفلسطينية - بحسب وجهة نظره - قضية «شريرة»!
حالة عضو مجلس النواب الأمريكى تعكس حالة الخلل فى مزاج وعقل النائب الأمريكى عن الحزب الجمهوري، وتحوله إلى نائب للإرهاب فى الكونجرس الأمريكي.
للأسف فإن اليمين المتطرف الآن هو السائد فى المجتمع الأمريكي، وهو الذى نجح فى الدفع بالرئيس الأمريكى ترامب إلى سدة الحكم واجتياز الانتخابات الأمريكية الأخيرة.
فى اعتقادى أن هناك «ماراثون» فى اليمين المتطرف الأمريكى لإرضاء إسرائيل، بدءا من الرئيس الأمريكى ترامب، ومرورا بعدد كبير من أعضاء الحزب الجمهورى فى الكونجرس الأمريكى بشقيه
(النواب والشيوخ)، وهو ما يوفر حاضنة قوية للإرهاب الإسرائيلي، ويسهم فى دعم نيتانياهو وعصابته الإجرامية لاستكمال مخططات الإبادة والتهجير فى غزة.
لو استطاع نيتانياهو قصف غزة بالسلاح النووى لفعل، لكن مشكلة السلاح النووى تكمن فى تأثيراته الواسعة على مناطق كثيرة بما فيها المستوطنات القريبة، وكل المناطق التى يقطنها الإسرائيليون بما فيها المناطق داخل حدود إسرائيل نفسها.
ما يفعله نيتانياهو فى غزة أخطر من السلاح النووي، لأنه يدمر غزة بالكامل فى إطار مخطط ممنهج يمكن أن يؤدى فى النهاية إلى إبادة الشعب الفلسطيني، وتهجير من تبقى منهم بعد ذلك إلى خارج الأراضى الفلسطينية.
أعتقد أن عضو مجلس النواب الأمريكى راندى فاين شخص «معتوه» ومختل عقليا ونفسيا، لكنه نموذج للفكر الأمريكى المتطرف الذى يحكم دوائر صنع القرار فى أمريكا الآن، والذى يحتاج إلى وقفة عربية عاجلة لإعادة النظر فى مستقبل العلاقات العربية - الأمريكية على المستويين القريب والبعيد، ووضع سيناريوهات متعددة، وبدائل حول طرق التعامل مع الإدارة الأمريكية الحالية والمستقبلية بطريقة عقلانية تحافظ على المصالح العربية الجماعية، بعيدا عن الإفراط والتفريط، أو التفاؤل والتشاؤم، أو التبسيط المخل أو التعقيد الزائد.
التعليقات