ما حدث من اختراق إسرائيل للأجواء الايرانية واستباحاتها والهجوم على المنشآت العسكرية والمدنية فى إيران هو فشل استخباراتى إيرانى مريع ما كان يجب أن يحدث على الإطلاق.
كانت هناك مؤشرات ومقدمات عديدة على الضربة الإسرائيلية/الأمريكية على إيران منذ مقتل قاسم سليمانى فى العراق، وبعدها اغتيال إسماعيل هنية فى عمق الأراضى الإيرانية، وربما أيضاً حادث طائرة الرئيس الإيرانى السابق، وكذلك اغتيال حسن نصر الله ورفاقه فى لبنان.
كل هذه الشواهد وغيرها كانت لابد أن تكون جرس إنذار قويا للإستخبارات الإيرانية بضرورة اليقظة والحذر والاستعداد للهجوم الإسرائيلى المحتمل فى أى لحظة بعد تصريح مسئول إيرانى رفيع المستوى لوكالة رويترز للأنباء أول أمس أى قبل وقوع الهجوم بـ 24 ساعة أن «دولة صديقة فى المنطقة حذرتنا من ضربة عسكرية محتملة».
كما نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» عن مسئول إيرانى آخر قبل وقوع الهجوم أيضا أن طهران وضعت خطة الرد على الهجوم المحتمل وأن مسئولوين عسكريين اجتمعوا لمناقشة خطة الرد على الهجوم المحتمل.
معنى ذلك أن إيران تجاهلت كل ذلك وتركت منشآتها العسكرية النووية وغير النووية فى العراء، وكذلك تركت بعض قيادتها العسكرية والنووية دون حماية كافية، ودون استعداد لتلك الهجمة العدوانية الإسرائيلية.
أتفهم أن إيران لم تكن ترغب أن تكون البادئة بالحرب لأسباب سياسية وإقليمية ودولية، ولكن تظل مشكلة عدم الاستعداد للهجوم المضاد مما أدى إلى خسائر بشرية ثقيلة طالت رئيس الأركان، ورئيس الحرس الثورى، وقادة القوات الجوية، وعدد من أبرز علماء الطاقة النووية وغيرهم، بالإضافة إلى ضرب القوات الجوية على الأرض، وشل مضادات الدفاع الجوى.
الحرب الإسرائيلية ـ الإيرانية انتقلت من المساحة الرمادية إلى المساحة الواضحة والعلنية حيث بدأت إسرائيل تلك الحرب بضرب الأذرع والأطراف الإيرانية فى سوريا، ولبنان، واليمن، الآن انتقلت الحرب إلى «الرأس» فى إيران فى محاولة لقطع الرأس وتغيير النظام الإيرانى.
تحقيق الهدف الإسرائيلى يتوقف على قدرة إيران على الرد العنيف والمؤثر، واستمرارية هذا الرد، ومدى الخسائر التى يمكن أن تلحقها بالمنشآت والمعدات فى إسرائيل.
بدايات الرد الإيرانى مبشرة، لكن البدايات وحدها لا تكفى والساعات المقبلة ربما تكشف المزيد.
التعليقات