شاهدت بعض حلقات «مملكة الحرير» التى تعرضها قناة «أون»، ورغم أنها قصة خيالية فإنها تعرض جانبا حقيقيا من قصص فساد بعض الممالك الإسلامية والعربية التى كانت وراء انهيار الحضارة العربية ـ الإسلامية، ودخول العالمين العربى والإسلامى عصور الظلام التى مازلنا نعانيها حتى الآن.
بعد أن دخلت الحضارة الأوروبية عصور الظلام، سطعت الحضارة العربية ـ الإسلامية على العالم كله، شرقه وغربه، ووصلت إلى حدود الصين، وامتدت إلى الهند، وكذلك حدود فرنسا، واستمرت فى الأندلس «إسبانيا» ما يقرب من 8 قرون كاملة، وتوغلت فى إفريقيا، وفتحت بلدان عديدة ومتنوعة فى كل أرجاء العالم.
تبدلت أحوال الممالك العربية والإسلامية، بعد أن تسلل الفساد إلى تلك الممالك، وأصبح الصراع على الحكم هو العنوان الرئيسى لتلك الممالك، وتفرغ القادة والحكام لمؤامرات السيطرة على الحكم من خلال القتل، والفتن، ولم يشغلهم سوى مطاردة النساء، وحفلات «المجون» ليل نهار، والجرى وراء الأساطير والخرافات والسحر والشعوذة.
«مملكة الحرير» مغامرة فنية رائعة ونموذج جاد من المسلسلات التى تمزج بين الأساطير والحقيقة، لتوضح حجم الخلل الحاد الذى أصاب الحضارة العربية ــ الإسلامية بعد أن ظلت تقود العالم مايقرب من ألف عام.
قادت الحضارة العربية ـ الإسلامية العالم كما يفعل الغرب الآن وقت أن كانت تؤمن بالعلم، والعمل والاختراعات والابتكارات، وانهارت بعد أن استسلمت للخرافات، والصراعات والمؤامرات والسفه والتواكل والتفرغ للاستيلاء على عروش الممالك الخاوية التى سرعان ما وقعت تحت الاحتلال الأجنبي.
انهارت «ممالك الحرير» سريعا وجاءت موجات الاحتلال تزيد عمق الألم ومرارة الأحزان فترات طويلة، قبل أن تنحسر تلك الموجات الاستعمارية البغيضة فى منتصف القرن الماضي.
الآن تقف الشعوب العربية أمام تحديات هائلة تستهدف هويتها، ونهضتها والعمل على تركيعها، وكسر إرادتها، وهو ما تقوم به إسرائيل الآن فى المنطقة، فى محاولة منها لإعادة رسم خريطتها على مقاسها، فهل تنجح إسرائيل أم يفيق العرب؟!
التعليقات