ترامب والبداية فى مصر

ترامب والبداية فى مصر

عبدالمحسن سلامة

زيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى مصر خلال الساعات القليلة القادمة هى الزيارة الأولى له إلى مصر، وتأتى للمشاركة فى احتفالات توقيع اتفاق شرم الشيخ بشأن خطة ترامب لوقف إطلاق النار فى غزة، وتطبيق الخطة التى تستهدف إنهاء العدوان الإسرائيلى على غزة، وإعادة إعمار القطاع، وصولاً إلى إقامة السلام العادل والدائم فى الشرق الأوسط وقيام الدولة الفلسطينية .

بداية، فإن مصر لعبت الدور الرئيسى باعتراف كل الشركاء الإقليميين والدوليين فى إنجاح المفاوضات الصعبة بين الطرفين «إسرائيل وحماس»، وانتهت إلى تلك النهاية التى جعلت العالم يتنفس الصعداء بعد عامين كاملين من الدمار، والقتل والخراب.

فقد سكان القطاع ما يقرب من 80 ألف شهيد ومفقود وتدمير أكثر من 90% من مبانى القطاع بشكل تام، و10% بشكل جزئى، وهكذا شهدت غزة أكبر عملية إبادة جماعية فى التاريخ الحديث.

لعب الرئيس عبدالفتاح السيسى دوراً محورياً عظيماً فى إفساد هذا المخطط الشيطانى حينما أعلن ثوابت الموقف المصرى المتمثلة فى رفض التهجير، ورفض تصفية القضية الفلسطينية، والإصرار على وقف الحرب، وإدخال المساعدات.

كان الموقف المصرى حكيما يحافظ على الثوابت دون اندفاع كما كان يريد المتآمرون، والمتهورون، والحنجوريون، وفى نفس الوقت دون انبطاح كما يريد المطبعون، والمنهزمون، والمستسلمون.

قاوُمت مصر الضغوط والإغراءات فى آن واحد، وحافظ الرئيس على ثوابت الموقف المصرى التى أعلنها منذ بداية الأزمة واندلاع الحرب على غزة، وترجمها فى مؤتمر القاهرة للسلام، وتمسك بها فى كل المراحل.

أثبتت الأحداث الميدانية صدق وموضوعية الموقف المصرى، وسقط القناع الزائف عن وجه إسرائيل القبيح، ولم تعد إسرائيل تلك الدولة التى تتغنى بالديمقراطية، وحقوق الإنسان، والرغبة فى العيش فى سلام مع جيرانها، وتأكد العالم أنها دولة عنصرية، نازية، وقامت بأكبر عمليات إبادة جماعية فى العصر الحديث.

ازدادت عزلة إسرائيل، وتزايدت رقعة الاعترافات الدولية بحقوق الشعب الفلسطينى.

من هنا كان ذكاء الرئيس الأمريكى ترامب فى اختيار التوقيت المناسب وإعلان خطته، ونجاح مصر والوسطاء فى قطر، وتركيا وأعضاء التجمع العربى الإسلامى فى انتزاع موافقة حماس ليبدأ مشوار الألف ميل.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات