مصر ــ السيسى

مصر ــ السيسى

عبدالمحسن سلامة

بالأمس كتبت مصر فصلاً جديداً من فصولها التاريخية الرائعة امتداداً لتاريخها الطويل والعريق فى الحفاظ على الثوابت الوطنية والقومية، وتعديل بوصلة العالم فى اتجاه الحق والعدل والسلام.

مصر فى عهد الرئيس السيسى أضافت فصلاً جديداً امتداداً لفصول عديدة قديماً وحديثاً منذ صلاح الدين الأيوبي، وسيف الدين قطز، وجمال عبد الناصر، وأنور السادات بطل الحرب والسلام.

ما حدث بالأمس إنجاز تاريخى ضخم يحسب للرئيس عبد الفتاح السيسى الذى تحمل ما لا يتحمله بشر خلال العامين الماضيين من ضغوط وإغراءات، متمسكاً بثوابت مصر التاريخية فى الحفاظ على الأمن القومى العربي، ورافضاً تصفية القضية الفلسطينية، وداعماً بقوة لوقف الحرب والإبادة.

بثبات، وهدوء، وقوة، وعقلانية ساهمت مصر ـ السيسى فى تغيير المواقف المتطرفة للإدارتين الأمريكية والإسرائيلية، وجمعت شرم الشيخ أمس كل الفرقاء على طاولة واحدة يتقدمهم الرئيس الامريكى دونالد ترامب، ورئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، ورؤساء العديد من الدول، والحكومات الأوروبية والعربية والإسلامية فى مشهد لم يحدث من قبل، حتى فى اثناء توقيع اتفاقية السلام المصرية ـ الإسرائيلية أو اتفاقية أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

لست متأكدا حتى كتابة هذه السطور من حضور رئيس الوزراء الاسرائيلى نيتانياهو من عدمه، خاصة بعد الاتصال الثلاثى الذى حدث بين الرئيس السيسى من جهة وترامب ونيتانياهو من جهة أخرى فى هذا الإطار.

المؤكد أن ترامب قد جعل نيتانياهو يتجرع السم وأرغمه على الموافقة على الاتفاق.

لا يمكن التقليل من دور الرئيس الأمريكى ترامب لأنه هو الضامن الرئيسى للاتفاق، وهو القادر على إرغام إسرائيل على تنفيذه .

فى كل الأحوال فقد نجحت مصر بذكاء فى تحويل خطة ترامب إلى خطة دولية بعد ان حضرت كل هذه الدول الفاعلة والمؤثرة فى النظام الدولي، وكذلك حضور الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية، مما يزيد من ضمانات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بمراحله المتعددة.

أمس كان يوماً تاريخياً عظيماً بدأت فيه المرحلة الأولى، وهو ما يحسب للرئيس عبد الفتاح السيسى بكل فخر ،بعد أن قدمت مصر للمجتمع الدولى فرصة رائعة لإحلال السلام العادل والدائم فى الشرق الأوسط..

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات