ثلاث سيناريوهات ايرانية لربما تكون هي المطروحة لفض التظاهرات على الساحة العراقية الآن.
أولهما يتمثل في إطلاق طائرة مسيرة تابعه للحرس الثوري الإيراني تضرب ساحات التظاهر بالصواريخ،أو أن تقوم عناصر تابعة لنظام الملالي بتفجير أحد مستودعات الأسلحة التابعة للحشد الشعبي في محافظة الأنبار والإدعاء بأن الطيران الإسرائيلي قد قصفها.
يتبعها الرد باطلاق صواريخ أرض أرض باتجاه إسرائيل واشغال الشعب، ثم يروجون إعلاميا بأن هذه نفس الطائرات التي ضربت معسكرات الحشد الشعبي واستهدفت مستودعات الأسلحة هي إسرائيلية، أطلقها العدو الصهيوني مما يلهي حشود العراقيين من المتظاهرين في حرب وهمية مع الجانب الإسرائيلي بزعم أنه من يقتل المتظاهرين.
وينفي الشكوك الموجهة للحشد الشعبي بأنه من يدير المخطط التخريبي الخبيث بالتعاون مع النظام الإيراني.
ثانيا إعلان وفاة السيد السستاني أخيرا لتضمن هدوء، على جبهة العراق وبنفس الوقت تشغل المتظاهرين والشعب بمراسم حزن تليق بمرجع شيعي كبير، يحترمه الشيعة المسيسة وغير المسيسة ممن نزلوا للتظاهرا في العراق.
يليهما فترة هدنة للتشاور لإيجاد شخصية بمواصفاتة سيستانية وبذات الوقت تتخلص من إحراجات إسقاط حكومة الخضرا.
ثالثا من المتوقع إختلاق أزمة مع الكويت أو السعودية واتهامها بتمويل التظاهرات وتتفاعل معها الجيوش الإلكترونية للسياسيين تصل إلى حد المواجهة العسكرية سريعا واشغال الشعب بحرب محدودة.
وقد أفادت بعض التسريبات الواردة من المنطقة الخضراء حول تفضيل حكومة عبد المهدي الخيار الثالث واختيار الكويت والدخول بمواجهة عسكرية معها واكتساحها إن لزم الأمر لأن إسرائيل ليست لعبة حسب ماقال أحد مستشاري عبد المهدي، ولأن كل العراقيين مؤمنون بعراقية الكويت ولإشغال أهل البصرة والناصرية بسلب ونهب الكويت ولكي تملئ الأحزاب جيوبها من بنوك الكويت وهكذا تصبح المعادلة رابح- رابح، الشعب والأحزاب رابحون، حفظ الله الكويت قيادةً وشعباً وأرضاً.
بذلك يتضح لنا رؤية المملكة العربية السعودية التي طالما ما حذرت العالم كله من خطر إيران كنظام حاكم يرعى الإرهاب في العالم العربي والأوروبي، ويعمل بأجندات خفية تعتمد على نشر التشيع الديني والطائفية بين الشعوب المخترقة وصولا للتشيع بمفهومه السياسي وهو الموالاة بشكل كامل لمرشد الثورة الإسلامية آية الله على الخامنئي، كمرجعية دينية أساسية فلا يجوز الخروج عليه أو الاعتراض على أي قرار سياسي يتخذه حتى وإن كان بفرض السيطرة والهيمنه على القطاعات الهامة والحيوية داخل الدول بل والوصول إلى سدة الحكم في الدول العربية.
بل نتذكر جيدا أن خلال هجمات أرامكو الأخيرة حذرت القيادة السعودية العالم الدولي من خطورة وجود ميليشيا إرهابية تحمل أسلحة استراتيجية تمنحها لهم إيران لتصبح كرئيس العصابة الذي يحرك أفراد عصابته ويوجههم في الاتجاه الذي يريد ليخدم مصالحه الشيطانيه فقط.
بل أننا وبالحديث عن ما يحاك من مخططات لإفشال المظاهرات في العراق يجب أن نذكر أولا أن هذه المظاهرات كانت أقوى دليل على ضعف بل واقتراب زوال النفوذ الإيراني داخل العراق ولبنان أيضا، وهذا ما تنبه له الشعب الإيراني وعبر عنه بمظاهرات حاشدة رجت شوارع المدن الإيرانية مطالبين برحيل الولي الفقيه الذي أذاق شعبه الويلات بسبب دعمه للإرهاب وسياسته الداخلية والخارجية غير المتزنه والتي عادت على شعبه بالعقوبات الاقتصادية والجوع والفقر والبطالة.
ويبقى هناك عاملين مهمين لنجاح الثورات الشعبية في إيران ولبنان والعراق ضد نظام الملالي، أولهما أن يكون هناك دعم عسكري لهذه المظاهرات المدنية وهذا يمكن أن أتوقع حدوثه في العراق ولبنان كون أن هناك ضباط داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية مازالوا محتفظين بهويتهم الوطنية رغم كل محاولات الاختراق الإيراني لمؤسساتهم، ولكن استبعد الدعم العسكري في للمظاهرات الشعبية في إيران كون أن الحرس الثوري هو المهمين الأول والأخير على كافة مفاصل الدولة، ولكن هذا لا ينفي وجود انشقاقات في مؤسسة الحرس الثوري الإيرانية ولقد شهدنا جميعا انشقاق العديد من ضباط وقيادي الحرس الثوري الفترة الماضية ومنهم علي الأنصاري ولجؤه للسفارة الأمريكية بإحدى الدول.
وأما عن الشرط الآخر لنجاح المظاهرات هو أن يتلقى المتظاهرين دعم وتأييد دولي بل وأن يكون هناك تحرك من قبل الأمم المتحدة، لتدين بشكل واضح ومعلن الانتهاكات التي يتعرض لها المتظاهرين في كل الدول المتضررة من التدخل الإيراني، وأن يكون هناك اجماع دولي ومطالبات بعقد جلسات بالمحكمة الدولية ومجلس الأمن، لإصدار قرارات صريحة وواضحة في حق النظام الإيراني الحالي والمليشيات الإرهابية التابعة له، من أجل تقليم اظافرهم بالمنطقة وإجبارهم على عدم التدخل في شؤون الغير.
التعليقات