البيض « كاشف» للأزمات

البيض « كاشف» للأزمات

عبدالمحسن سلامة

فوجئت بردود الأفعال الكثيرة من القراء، تعقيبا على مقال «البيض التركى وتجار الأزمات» الذى تم نشره يوم الأربعاء الماضى، وكان يتعلق بأسعار البيض التركى المنخفض عن البيض المصرى، رغم فارق التكلفة الضخم، بسبب ارتفاع تكاليف نولون النقل بالطائرات، وارتفاع تكاليف العمالة التركية ، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة التدفئة فى المزارع التركية، إلى جانب زيادة وزن طبق البيض التركى.

رغم كل هذا فقد كانت مفاجأة انخفاض أسعار البيض التركى عن البيض المصرى، وهو ماكشف بوضوح عن ضعف الرقابة على الأسواق، وكشف حيتان تجار الأزمات ليس فى البيض فقط، وإنما فى الكثير من السلع فى الأسواق المصرية سواء كانت سلعاً غذائية مثل اللحوم والدواجن، والألبان، أو سلعا صناعية مثل الأدوات الكهربائية، وكذلك مواد البناء كالحديد والأسمنت وغيرهما.

لفت انتباهى اللواء عبدالغفار يوسف، رئيس بورصة الدواجن السابق، إلى ضرورة أن تكون هناك إستراتيجية للدولة المصرية تخص السلع الغذائية بالذات، تتضمن الرقابة الصارمة، وكذلك إعطاء مجموعة من الحوافز للمستثمرين فى هذا القطاع الحيوى، كما فعلت تركيا على سبيل المثال.

الحوافز المقترحة تتضمن تسهيلات للمستثمرين الجادين الراغبين فى إنشاء مشروعات جديدة تتعلق بإنتاج الدواجن واللحوم الحمراء والالبان والأسماك وغيرها من السلع الغذائية الإستراتيجية، من خلال شمول هذه المشروعات بحوافز ضريبية وإعفاءات لمدد معينة، وخاصة فى المشروعات الجديدة، لجذب الاستثمارين المحلى والأجنبى إلى تلك المشروعات المقترحة، وكذلك إعفاء مستلزمات إنتاج هذه المشروعات من الرسوم الجمركية بنسب معينة، وهو ما سوف يساعد على ضخ استثمارات هائلة جديدة فى هذه المشروعات الحيوية والإستراتيجية.

أما فيما يتعلق بالرقابة فلابد أن تكون هناك جهة معينة ضمن جهاز حماية المستهلك لحساب تكاليف الإنتاج، وهوامش الربح المقترحة لكل سلعة من السلع الموجودة فى الأسواق (غذائية، صناعية، كهربائية، مواد بناء، وغيرها) وإعلان ذلك بكل شفافية للمستهلكين والحكومة بعيدا عن التسعيرة الجبرية، حتى تتخذ الحكومة الإجراء المناسب سواء بفتح باب استيراد السلع المماثلة، أو فرض رسوم احتكار على من يقوم بالمضاربة فى الأسعار والاحتكار.

أتمنى أن تهتم الحكومة بتلك الأفكار، وتقوم بالعمل عليها فورا لضبط الأسواق، بعد أن كشف البيض التركى مناطق ضعف كثيرة لابد من الاهتمام بها فى مواجهة تجار الأزمات والمضاربين والمحتكرين الجدد.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات