زرت ماليزيا مبكرا فى التسعينيات وقت أن كان مهاتير محمد رئيسا للوزراء، وانبهرت بالتجربة الماليزية، والتى انتقلت فيها ماليزيا من دولة فقيرة إلى دولة متقدمة اقتصاديا لتصبح التجربة الماليزية واحدة من التجارب الرائدة فى مجال التنمية الاقتصادية على مستوى العالم.
كان ناتج ماليزيا المحلى الإجمالى يقترب من الناتج المحلى الإجمالى لمصر، لكنها نجحت فى مضاعفة ناتجها المحلى عدة مرات ليصبح الاقتصاد الماليزى ثالث أكبر اقتصاد فى جنوب شرق آسيا بعد إندونيسيا وتايلاند، والاقتصاد رقم 35 على مستوى العالم.
قرأت الحوار المتميز الذى أجراه الزميل ماجد منير رئيس تحرير الأهرام مع الدكتور أنور إبراهيم رئيس وزراء ماليزيا والذى أوضح فيه أن 26% من الواردات الأمريكية من «الرقائق» و«اشباه الموصلات» تأتى من ماليزيا، وأن هناك تجربة ماليزية رائعة تتعلق بالتقنيات الرقمية، ومركز البيانات، والذكاء الاصطناعى، وأشباه الموصلات، مما جعل من ماليزيا مركزا عالميا متقدما فى هذا المجال.
تركيبة السكان فى ماليزيا متنوعة بين «الملايو»، و«الصينيين» و «الهنود»، وغيرهم، ورغم التركيبة السكانية المعقدة، لكن الشعب الماليزى نجح فى تجاوز ذلك والعيش فى وئام واستقرار، وتعتبر الديانة الإسلامية هى الأكثر انتشارا (حوالى 60%) من السكان، يليها المسيحية (حولى 10%)، ثم الهندوسية (حوالى 9%) ثم ديانات أخرى.
حكم مهاتير محمد ماليزيا حوالى 24 عاما، ونجح فى أن يكون «أبوالحداثة» الماليزية «بابا بيمودنيان» وبعد حكمه واصلت ماليزيا مشوار التقدم والازدهار لتصبح رقما صحيحا فى معادلة الاقتصاد الدولى.
لدى ماليزيا الآن صناعة سيارات متقدمة، وصناعة أدوات كهربائية حديثة، ولديها اكتفاء ذاتى من الكثير من السلع والخدمات، كما أنها تعتبر واحدة من أفضل الخيارات السياحية للسائحين العرب، ومن أرخص الوجهات السياحية الآسيوية، حيث بلغ عدد السائحين الذين زاروا ماليزيا فى العام الماضى أكثر من 20 مليون سائح بزيادة 5 ملايين سائح عن السائحين الذين زاروا مصر خلال الفترة نقسها.
بين الشعبين الماليزى والمصرى روابط عميقة، حيث يلعب الأزهر الشريف دورا رئيسيا فى هذا المجال، والآن هناك علاقات متميزة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ود. أنور إبراهيم رئيس الوزراء الماليزى، مما يساهم فى الاستفادة من التجربة الماليزية فى مختلف المجالات الصناعية، والسياحية، والاقتصادية وهذا هو المطلوب.
التعليقات