الفريسة!

أعجبنى مانشيت جريدة الدستور أمس السبت، التى يرأس تحريرها وإدارتها الزميل د.محمد الباز، وكان عبارة عن كلمة واحدة وهى «الفريسة» ليلخص الوضع السورى الآن حيث تتعامل إسرائيل مع سوريا الآن بمنطق الفريسة، وتقوم بتدمير قدرات سوريا العسكرية من قوات بحرية، وجوية، ودفاع جوي، وقواعد عسكرية، وأسلحة وذخائر، بالإضافة إلى التهام أكبر مساحة ممكنة من الأراضى السورية حتى باتت القوات الإسرائيلية على بعد 25 كيلو مترا فقط من العاصمة السورية دمشق.

من حق الشعب السورى الثورة على نظام بشار الأسد وإسقاطه، لكن أن يتحول الأمر إلى فوضى عارمة، وتدمير مقدرات الدولة السورية من أسلحة، ومعدات، وقوات أمن، ومنشآت عامة، وتسريح الجيش، فتلك أخطاء تاريخية بشعة سوف تترك آثارها المدمرة سنوات وسنوات على مستقبل الدولة السورية.

نجحت المؤامرات الأمريكية - الإسرائيلية فى تدمير أول جيش عربى عام 2003، وهو الجيش العراقي، بعد كذبة الأسلحة النووية، ليتم القضاء على واحد من أقوى الجيوش العربية، وبعد 21 عاما يتم القضاء على ثانى الجيوش العربية فى سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد.

حينما انهار الاتحاد السوفيتى لم يتم القضاء على الجيش الروسي، وظل الجيش الروسى بكامل عدته وعتاده وقواته، وهكذا فى كل دول أوروبا الشرقية، رغم الانتقال «الدراماتيكي» من الشيوعية إلى الرأسمالية.

للأسف الوضع فى عالمنا العربى يختلف حيث تختلط الثورة بالفوضى دائما، ويتم القضاء على مقدرات تلك الدول، وهدم الجيوش، وتدميرها، وتحويل تلك الدول إلى فريسة جاهزة للانقضاض عليها من المتربصين، والمتآمرين فى الخارج وأعوانهم فى الداخل.

أول أمس تحركت مصر مع عدد من الدول العربية لصياغة موقف عربى موحد إزاء قيام الجيش الإسرائيلى بالعدوان على الأراضى السورية، وأدان القرار العربى توغل إسرائيل فى المنطقة العازلة، مطالبا بضرورة احترام قرار مجلس الأمن الخاص بفض الاشتباك بين سوريا وإسرائيل الصادر فى عام 1974.

أتمنى تحركا عربيا وسوريا جادا لوقف الذئب الإسرائيلى عن نهش الفريسة السورية، وسط نشوة الانتصار والاختلافات المذهبية والطائفية والسياسية.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات