النيران الصديقة فى سوريا

النيران الصديقة فى سوريا

عبدالمحسن سلامة

شىء محزن مايحدث فى سوريا من نيران صديقة، واشتباكات مسلحة فى الساحل السورى ومحافظتى اللاذقية وطرطوس.

الفصائل المسلحة دخلت فى دوامة عنف رهيبة أدت إلى مقتل نحو 1000 قتيلا من المسلحين والقوات الأمنية والمدنيين.

عشرات المدنيين من بينهم نساء وأطفال تم إعدامهم رميا بالرصاص وبطريقة غير قانونية أو أخلاقية.

للأسف الشديد لا أحد يدرى على وجه اليقين من المتسبب فى إشعال فتيل النيران فى سوريا، وهل هى صراعات للفصائل المسلحة أم محاولة لاقتسام الغنائم؟ أم هى صراع بين انصار النظام السابق، والنظام الحالى كما يقال؟

فى ظنى أن الأمر يتعلق بالصراع بين الفصائل المسلحة، ومحاولة تثبيت معادلات جديدة وأوضاع مستحدثة فى المعادلة السورية الحالية.

المشكلة بدأت من تسريح القوات المسلحة، والشرطة السورية، وأستبدالها بجماعات مسلحة، وهذه الجماعات لديها أسلحة ومعدات عسكرية وتتصارع من أجل الفوز بنصيب وافر فى الاوضاع السورية الجديدة الآن بحسب اطماع ووجهات نظر تلك الجماعات المسلحة.

على الجانب الآخر تظهر أزمة المدنيين الأبرياء من افراد الشعب السورى حتى لو كانوا من أنصار النظام السابق، لكنهم مدنيون لايحملون سلاحا، وكل مشكلتهم أنهم محسوبون على النظام السابق.

أتمنى أن تعيد القيادة السورية الحالية النظر بعين الاعتبار إلى حقوق المدنيين، وعدم الزج بهم فى معادلة النظام السابق مقابل النظام الحالى.

الهدف الاساسى لابد أن يتمحور حول توحيد سوريا بكل أطيافها، بعيدا عن المحاصصة أو العرقيات، أو الطائفية الدينية.

إعدام المدنيين بالرصاص الحى مشاهد مقززة وهمجية، فالمتهم برىء حتى تثبت إدانته ولابد من تفعيل القانون بكل أساليبه وآلياته بعيدا عن الهوي، والأغراض، ومحاولات الانتقام وتصفية الحسابات.

سوريا فى حاجة إلى الوحدة لمواجهة عدو الخارج الذى زحف ليحتل الأراضى السورية، وأعتقد أنه وراء تلك الأحداث الدامية.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات