جيتس «النموذج»!

جيتس «النموذج»!

عبدالمحسن سلامة

هو رجل بألف رجل، أو ربما أكثر فى عمل الخير، وهو نموذج ــ قد نتفق أو نختلف معه ــ لكنه يظل نموذجا لعمل الخير المجرد بغض النظر عن الدين أو الجنس أو الوطن.

فى صفحتها الأولى نشرت «الأهرام» يوم السبت الماضى خبرا بثته وكالات الأنباء العالمية أن بيل جيتس تعهد بالتبرع بمبلغ 200 مليار دولار عبر مؤسسته الخيرية بحلول عام 2045، وأنه يستهدف من وراء ذلك القضاء على أمراض مثل شلل الأطفال، والملاريا، وتفادى وفيات الكثير من النساء والأطفال، والحد من الملاريا.

فعل جيتس هذا لمواجهة ما تقوم به الحكومة الأمريكية حاليا من خفض فى ميزانية المساعدات الخارجية الأمريكية متهما إيلون ماسك بأنه يقتل أفقر أطفال العالم على اعتبار أنه العقل المفكر للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، والمتسبب الرئيسى فى خفض ميزانية المساعدات الخارحية الأمريكية.

أراد جيتس تعويض هذا الخفض فى ميزانية المساعدات الخارجية الأمريكية التى كانت تذهب إلى الفئات الأكثر فقرا فى العالم.

فرق ضخم بين بيل جيتس وإيلون ماسك، فالأول يحاول مساعدة الفئات الأشد فقرا فى العالم، فى حين يحاول الثانى قتلهم والتخلص منهم بمنع المساعدات الإنسانية عنهم، مما يعرض حياتهم للمخاطر الشديدة وتعريض حياتهم للخطر.

أتمنى أن يحذو أثرياء العالم العربى حذو «بيل جيتس» فى إنقاذ الفئات الأشد فقرا فى العالم العربي، وفى مناطق الصراعات فى فلسطين، والسودان، وسوريا، والصومال، واليمن.

فى تلك المناطق يموت آلاف الأشخاص يوميا بسبب الجوع والمرض، وأثرياء العالم العربى يكتفون بالفرجة ولا يحركون ساكنا.

فى غزة منعت الولايات المتحدة الأمريكية المساعدات الإنسانية التى كانت تقدمها لمنظمة «الأونروا» المعنية بمساعدة اللاجئين الفلسطينيين، مما يعرض آلاف الفلسطينيين للموت جوعا ومرضا، والعالم العربى يقف صامتا دون حراك.

تحضرنى مقولة الإمام محمد عبده الشهيرة حينما عاد من فرنسا عام 1881 ليقول «ذهبت إلى الغرب فوجدت إسلاما ولم أجد مسلمين، ولما عدت إلى الشرق وجدت مسلمين ولكننى لم أجد إسلاما».

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات