في عالمٍ يتغير فيه كل شيء بوتيرة متسارعة، بات من الضروري أن تتطوّر الأنظمة المالية بنفس السرعة، بل وأن تسبقها بخطوة. من هنا، وُلد تطبيق “أثر” – ليس فقط كأداة مالية جديدة، بل كفكرة تسعى إلى إعادة رسم العلاقة بين البنوك والبلوكتشين، بين الموثوقية المركزية والانفتاح اللامركزي، بين الماضي الرقمي والمستقبل الممكن.
بدأتُ رحلتي في عالم التكنولوجيا المالية من قلب النظام المصرفي. رأيت بعيني حجم التعقيدات، وبُطء التسويات، وارتفاع التكاليف، وتفاوت الوصول إلى الخدمات. وفي المقابل، وجدت في التمويل اللامركزي وعدًا بالتغيير – لكنه لم يكن آمنًا بما يكفي، ولا بسيطًا بما يُمكّن الجميع من استخدامه.
هنا بزغت فكرة “أثر”: أن نجمع بين صلابة النظام المصرفي وأفق البلوكتشين الواسع، في تجربة واحدة متكاملة وآمنة وسلسة.
ندرك تمامًا أن الثقة لا تُمنح بسهولة، وخاصةً حين يتعلق الأمر بالمال. لذلك، جعلنا الأمان حجر الزاوية في كل ما نقدّمه. من التشفير المتقدم، إلى مراجعة العقود الذكية، إلى الامتثال الصارم لكل التشريعات، نعمل لنُطمئن المستخدم أنه يتعامل مع منصة تبني الثقة قبل الربح، والاستدامة قبل الضجيج.
البلوكتشين في جوهره ليس معقدًا، لكن طريقة تقديمه كانت كذلك. في “أثر”، جعلنا هذه التكنولوجيا الشفافة في خدمة الناس، لا عبئًا عليهم. دمجنا تقنياتنا بسلاسة مع أنظمة نقاط البيع، وفتحنا باب التحويل الفوري بين العملات الورقية والرقمية، حتى باتت العملات المشفرة وسيلة دفع يومية، لا معجزة رقمية يصعب فهمها.
في عالم يسعى فيه الكثيرون لإلغاء الآخر، اخترنا طريقًا مختلفًا: طريق التعاون. “أثر” لا ينافس البنوك، بل يمدّ يده لها. نبني شراكات استراتيجية مع المؤسسات المصرفية وشركات التكنولوجيا، لنقدّم معًا منتجات غير مسبوقة: من الإقراض المشفَّر، إلى التسويات اللحظية، إلى المدفوعات العابرة للحدود، دون أن نهدم ما هو قائم، بل نطوّره.
نموذجنا المالي لا يسعى إلى الصدام، بل إلى النمو المستدام. نحن نوفّر بديلًا أقل كلفة، وأكثر كفاءة. نحصل على إيراداتنا من معاملات التجار، وعوائد الإقراض، وتوفير السيولة، لكننا نعيد توزيع هذه العوائد عبر نماذج تشاركية مرنة، تعزّز من استقرار النظام، وتفتح المجال أمام الجميع للمشاركة في القيمة.
نطمح إلى أن يكون “أثر” نقطة تحوّل في مستقبل التمويل. أن نُعيد تعريف العلاقة بين الأمان والابتكار، بين الرقمنة والثقة، بين البنك والمستخدم. فحين يُصبح المستقبل المالي أكثر شفافية، وأكثر عدالة، وأكثر سهولة… سنعلم حينها أن “أثر” قد أدى رسالته.
أميرة سليمان
مؤسِّسة والرئيسة التنفيذية لتطبيق “أثر"
التعليقات