ملك عظيم و دولة أعظم

ملك عظيم و دولة أعظم

عبدالمحسن سلامة

لا أعتقد أن هناك زيارة رسمية كانت محل ترحيب وتقدير من الشعب المصرى كله أكثر من زيارة ملك إسبانيا فيليب السادس، فلم تكن الحفاوة رسمية فقط بل كانت الحفاوة رسمية وشعبية معاً.

أستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى الملك الإسبانى فى أول زيارة دولة لملك إسبانى إلى مصر، وكانت زيارة رسمية وودية، وشهدت العديد من الفاعليات فى إطار تفعيل الشراكة الاستراتيجية بين البلدين التى تم توقيعها فى فبراير الماضى فى أثناء زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى إسبانيا.

من المؤكد أن زيارة الملك الإسبانى منطقة الأهرامات والأقصر، سيكون لها مردود سياحى رائع على حركة السياحة الوافدة إلى مصر من إسبانيا وكل الدول الأوروبية والعالم، بالإضافة إلى أن حضور الملك الإسبانى ملتقى الأعمال المصرى الإسبانى سوف يسهم فى تطوير وتعميق التعاون الاقتصادى بين البلدين فى مختلف المجالات.

أعتقد أن الموقف السياسى الذى تتخذه إسبانيا تجاه العدوان الإسرائيلى على غزة له دور كبير ومؤثر فى حب الشعب المصرى والشعوب العربية دولة إسبانيا وشعبها، حيث تتخذ إسبانيا العديد من القرارات الإيجابية الفاعلة والمؤثرة لمساندة الشعب الفلسطينى.

إسبانيا تقوم بما لم تقم به دول كثيرة، فهى تفرض العقوبات على إسرائيل، وتلغى صفقات السلاح معها، وتسحب سفيرها من تل أبيب، وتقوم بتوبيخ نيتانياهو وحكومته المتطرفة علنا، كما أعلنت اعترافها بالدولة الفلسطينية فى العام الماضى، ورفعت مستوى التمثيل الدبلوماسى الفلسطينى لديها من بعثة فلسطين الدبلوماسية ورئيس بعثة إلى سفارة دولة فلسطين، ومنح مستوى السفير لرئيس البعثة.

لم تكتف بهذا بل قررت فتح تحقيقات فى جرائم الحرب الإسرائيلية فى غزة، وترفض مشاركة الفرق الرياضة الإسرائيلية فى المسابقات الأوروبية.

رئيس الوزراء الإسبانى بيدور سانشيز يقود أوروبا الآن معاقبة إسرائيل ومحاصرتها وإغلاق الموانى والمطارات، والمجال الجوى أمامها فى خطوات تفتح الباب لعزلة إسرائيل وتحويلها إلى دولة منبوذة كما حدث مع الأنظمة العنصرية التى سقطت فى العالم.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات