بات صوت المدفع الرمضاني أمراً يألفه الصائمون يومياً خلال أيام شهر رمضان المبارك، إذ يضج في سماء المدينة وقت المغيب إيذاناً بحلول وقت الإفطار. وفي هذا الإطار، تعاونت "مدينة جميرا" مع شرطة دبي سعياً للحفاظ على هذ الإرث الأصيل ضمن العادات الرمضانية الراسخة.
وخلال شهر رمضان المبارك للعام الجاري 2018، ستضع شرطة دبي مدفع شهر رمضان في جزيرة الحصن Fort Island بمدينة جميرا، ليحظى الزوار والسياح بفرصة مشاهدة طقوس المدفع الرمضاني الأصيلة التي تأذن للصائمين بالإفطار مع رفع آذان صلاة المغرب.
وتحت إشراف قسم الأسلحة والذخائر التابع للإدارة العامة للخدمات والتجهيزات في شرطة دبي، سيتم وضع خمسة مدافع خلال شهر رمضان المبارك في مواقع مختلفة في دبي، يشرف على كل واحد منها أربعة أفراد من شرطة دبي.
وفي هذا السياق، قال النقيب عبدالله طارش العميمي -امر و قائد فريق اطلاق المدفع، من الادارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت و الطوارئ: "ان مدفع رمضان يحي الذكريات الخالدة لإمارة دبي في بداية نشأتها، و نحن فريق المدفع نرتدي اول لباس عسكري لشرطة دبي منذ تأسيسها، وذلك لتخليد ذكري الماضي الجميل التي كانت تعيشه امارة دبي وفرحة اهل دبي بقدوم شهر رمضان المبارك و اصبح هذا التقليد موروث شعبي ننقله لجميع سياح و زوار و ضيوف و اهل دبي".
وعلق المقدم المهندس عبدالله مبارك بن مصبح، رئيس قسم الأسلحة والذخائر في الإدارة العامة للخدمات والتجهيزات في شرطة دبي: "اعتادت مدينة دبي سماع صوت المدفع الرمضاني منذ ستينات القرن الماضي خلال شهر رمضان المبارك، ليعلن عن انتهاء ساعات الصيام وبدء وقت الإفطار. ونطلق نحو 180 قذيفة في أرجاء دبي خلال أيام الشهر الكريم وعيد الفطر، إذ يطلق كل مدفع قذيفتين متتاليتين احتفاءً بحلول شهر الخير، وقذيفة واحدة يومياً للإعلان عن حلول وقت الإفطار، وقذيفتين أيضاً مع حلول العيد ومثلهما مجدداً في الصباح عقب صلاة العيد".
من جانبه، قال آندي كوثبرت، مدير عام جميرا ميناء السلام، ومركز المؤتمرات والفعاليات والضيافة: "يسعدنا استضافة هذا الحدث الاستثنائي في مدينة جميرا، ويسرنا أن نكون جزءاً من فعاليات هذا الشهر لنقدم لجميع زوارنا من سياح وصائمين فرصة مشاهدة العادات التقاليد الراسخة لشهر رمضان المبارك في دبي".
وكان المدفع الرمضاني بمثابة وسيلة يستدل بها الصائمون على موعد الإفطار قبل اختراع الساعات، لكن إمارة دبي تحرص على مواصلة هذه العادة الأصيلة حتى في عصرنا الراهن الزاخر بالأجهزة الرقمية والتقنيات المتطورة.
ويعتقد بعض المؤرخون أن هذه العادة تعود إلى القرن العاشر الميلادي في مصر، حيث أمر أحد الخلفاء الفاطميين بوضع مدفع على هضبة المقطم في القاهرة ليتمكن جميع الصائمين في المدينة من سماع صوته لبدء الإفطار، وباتت هذه المدافع اليوم من أبرز الرموز المرتبطة بشهر رمضان المبارك، إذ تضيفها شركات الرحلات إلى وجهاتها السياحية.
التعليقات