اعتمدت دولة الإمارات قرار مؤتمر الأمم المتحدة المعني باستكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه في الأغراض السلمية "يونيسبيس +50" الذي إختتم أعماله الإسبوع الماضي في العاصمة النمساوية "فيينا" والذي أكد أهمية قطاع الفضاء بوصفه دافعًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.
جاء ذلك خلال مشاركة وفد رفيع المستوى من الدولة برئاسة الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء في الجلسة الختامية للمؤتمر الذي أقيم انطلق 18 يونيو الجاري وأختتم أول أمس بالتزامن مع الذكرى الـ50 لانطلاقته.
و أكد القرار على ما أتاحته لجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية وبدعم من مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي على مدى السنوات الخمسين الماضية من منصات فريدة لتعزيز سبل التعاون الدولي في مجال الأنشطة الفضائية على المستويات كافة وذلك بهدف تعزيز الحوار بين الدول المتقدمة و الناشئة في مجال الفضاء لدعم جهود بناء قدرات هذه الدول ومواصلة رسم ملامح الحوكمة العالمية لأنشطة الفضاء الخارجي بما يعود بالفائدة على المعرفة البشرية وكوكب الأرض.
و سلط القرار الضوء على ما يتطلبه تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، وإطار "سنداي" للحد من مخاطر الكوارث والالتزامات التي تعهدت بها الدول الأطراف في اتفاق باريس من تنسيق ودعم على المستويات الدولية كافة وتحسين سبل الوصول إلى البيانات والتطبيقات والبنية التحتية الفضائية ومشاركتها.
و قال الدكتور أحمد عبدالله بالهول الفلاسي إن هذا القرار الاستراتيجي يؤكد أهمية بناء القدرات والتعليم والتدريب في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء وإنه من الضروري للدول والأطراف المعنية وبدعم من الأمم المتحدة التعاون فيما بينها لتعزيز القدرات والإمكانيات والتبادل المعرفي في هذه المجالات.
و أضاف معاليه إن علوم وتكنولوجيا الفضاء وتطبيقاتها ستواصل لعب دور أساسي في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 والتي تجلب المنفعة للإنسانية عبر تطوير المعرفة البشرية والوصول إلى التنمية المستدامة مشيرًا إلى التزام دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بوكالة الإمارات للفضاء بأن تكون جزءًا من هذه الاستراتيجية طويلة المدى ودعمها بشكل كامل من خلال تبني هذا القرار الجديد.
و قال -خلال البيان الوزاري الذي قدمه خلال فعاليات المؤتمر- "إن التعاون الإقليمي والدولي يعتبر عامل نجاح أساسيًا لدينا إذ وقعنا اتفاقيات ومذكرات تعاون وتفاهم مع العديد من أهم وأبرز الوكالات الفضائية حول العالم وذلك في إطار تبادل المعلومات والمعارف والبيانات والخبرات كما نقوم بالعمل عن كثب مع قادة قطاع الفضاء على مستوى العالم العربي لتعزيز التعاون ودعم برامج الفضاء الوطنية وقدرات المنشآت البحثية والعلمية لديهم "، مشيرًا إلى أن الإمارات ملتزمة دائما بثقافة التبادل والنقل المعرفي والتعاون الهادف".
وكانت "وكالة الإمارات للفضاء" قد سعت من خلال المشاركة في المؤتمر إلى تسليط الضوء على جهود الدولة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بدءًا من الحد من التغييرات المناخية باستخدام الأقمار الاصطناعية و وصولًا إلى دعم جهود البحث العلمي لمواجهة تحديات المياه والغذاء.
جدير بالذكر أن مؤتمر الأمم المتحدة المعني باستكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه في الأغراض السلمية "يونيسبيس +50" يقام بالتزامن مع الذكرى الـ50 لانطلاقته حيث يجتمع كوكبة من قادة القطاع الفضائي ووكالات الفضاء حول العالم إلى جانب رؤساء الشركات والخبراء الأكاديميين وذلك لمناقشة مجالات التعاون المختلفة بما في ذلك تطوير واعتماد قرارات من شأنها توجيه السياسات وأطر العمل المشتركة خلال الأعوام القادمة.
التعليقات