أرقام مفزعة كشفت عنها تقرير مركز معلومات رئاسة الوزراء، خلال عام 2018، حيث وصلت حالات الطلاق إلى مليون حالة بواقع حالة واحدة كل دقيقتَين ونصف، وقد وصلت نسبة العنوسة بين الشباب والفتيات إلى 15 مليون حالة، وهذا يعنى أن حالات الطلاق، تتعدى في اليوم الواحد 2500 حالة، فيما يقدر عدد المطلقات بأكثر من 5.6 مليون على يد مأذون، ونتج عن ذلك تشريد ما يقرب من 7 ملايين طفل.
كما أن ارتفاع نسب الطلاق في مصر مؤخرا اصبح به تخوفات الكثيرين من استمرار هذه الأزمة ومدى تأثيرها على كيان الأسرة المصرية، حيث أطلقت وزارة التضامن الاجتماعي مشروع "مودة"؛ لمواجهة هذه المشكلة ورفع الوعي لدى الشباب بمفاهيم التربية الاجتماعية الصحيحة والحد من معدلات الطلاق في المجتمع.
الاكتئاب والشعور بالدونية
وفى هذا السياق، أكد جمال فرويز استشارى الطب النفسى، أن هناك أسباب كثيرة منها الانهيار الثقافي وانهيار اخلاقي و انهيار قيمي وانهيار ديني وانهيار اجتماعي داخل المجتمع وداخل الأسرة، موضحا أن الطلاق يبدأ من قبل الزواج بسوء الاختيار سواء التباين الاجتماعي او التعليمي او الاقتصادي.
واشار " فرويز"، فى تصريحات خاصة لـ"بيزنس "، إلى أنه تغيرت المفاهيم لان مسبقا كانت البنت تعتبر الطلاق وصمة اما حاليا فلا بالعكس المطلقه تعمل حفل طلاق، وكما أن الاعلام المرءي يمهد للطلاق كاسهل الحلول للهروب من المشاكل.
واضاف استشارى الطب النفسى، أن المسلسلات التركي تجعل الشباب يبحثن عن فتيات بهذا المستوي من الجمال فلا يجدن ذلك في زوجاتهن فيلجأو للطلاق، وايضا اهمال السيدات لازواجهن بعد الحمل والخلفه وهو ما يجعلهم ينظرون لاخريات تنتهي بالمشاكل لتنتهي بالطلاق وتدخل الحموات في حياة ابناءهن وبناتهن تنتهي هى الأخرى بالطلاق.
وتابع "فرويز"، أن الضغوط الاقتصادية تساهم وبدرجة بسيطة في الطلاق ومواقع التواصل الاجتماعي والفتاوي الخاطئة عليها تعجل بالطلاق
وايضا فتاوي الغير مؤهلين لذلك تعمل على زيادة نسبة الطلاق فى المجتمع.
واوضح استشارى الطب النفسى، أن الأطفال الأكثر تضررا من الطلاق، حيث يتنمروا علي اصحابهم لتعويض النقص العاطفي والشعور بالدونية و الاكتئاب وهو ما يؤدى أيضا إلى
التدهور التعليمي.
ضغوط نفسية
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد عزت استاذ الطب النفسى، أن معدلات الطلاق في مصر ارتفعت في الفترة الاخيرة لتحتل مرتبة متقدمة عالميا مما يهدد الكثير من الاسر واطفالهم، حيث تتعدد اسباب الطلاق ويبقي اهمها غياب التفاهم ولغة الحوار بين الزوجين ليحل محلها التعنت في الراءي والعنف في بعض الاحيان.
وأشار " عزت"، فى تصريحات خاصة لـ"بيزنس"، إلى أن العامل الاقتصادي وضغوطات الحياة يلعبا دورا مهما في المشاكل الاسرية والزوجية، حيث للأسرة الكبيرة دور في احتواء هذه الخلافات وغياب هذا الدور او تدخل الأهل بصورة سلبية قد يسرع بانهاء العلاقة الزوجية.
واضاف استاذ الطب النفسى، أنه من الظواهر السلبية في مجتمعنا في الفترة الاخيرة هو لجوء كثير من الأزواج الي المحاكم مما يضاعف من حجم المشكلة علي الزوجين والاطفال، حيث من العوامل المهمة التي تؤدي الي الطلاق وجود ضغوط نفسية علي احد الزوجين او كلاهما مما يؤثر بالسلب علي قرارتهم، ناصحا الأزواج في هذه الحالات باللجوء الي متخصص لعمل استشارة زوجية قد يكون لها دور فعال.
وتابع "عزت"، أنه في بعض الحالات يؤدي استمرار المشاكل والخلافات الزوجية بالاضافة الي اعباء الحياة الي اصابة احد الزوجين بالاكتئاب وفقد الرغبة في كثير من الأشياء ومنها استمرار العلاقة الزوجية وفي هذه الحالة يكون للطبيب النفسي دور مهم في العلاج وجلسات العلاج الاسري، وفي جميع الاحوال يجب الا ننسي تاثير الخلافات الزوجية والطلاق علي الاطفال ويجب علاج ذلك بطريقة صحيحة بعيدا عن العند وتعنت الزوجين.
التعليقات