"أعلم أنك جئت لقتلى يا جان، ولكن اعلم انك لن تقتل سوى رجل أعزل"، قالها جيفارا قبل أن تنطلق 9 رصاصات تخترق جسده على يد القوات البوليفية فى التاسع من أكتوبر 1967، ليرحل جيفارا كجسد لكن تبقى الفكرة.
توافق اليوم ذكرى رحيل المناضل الثوري تشي جيفارا، كان كاتباً، وطبيباً، ومن ثم فكرة ورمز من رموز الثورة والتمرد، ولد في الأرجنتين، ومع زيادة اهتمامه بالماركسية قرر التخلي عن الطب، معتقدًا أن الثورة فقط يمكن أن تحقق العدالة لشعب أمريكا الجنوبية، وشارك في الثورة الكوبية ليصبح الرجل الثاني للثورة.
وعقب الثورة تولى جيفارا إعادة النظر في محاكمات المدانين بجرائم الحرب خلال المحاكم الثورية، وتولى وزارة الصناعة حيث أسس قوانين الإصلاح الزراعي ورئاسة البنك الوطني والرئيس التنفيذي للقوات المسلحة الكوبية.
من الأول من يناير 1959 يوم إعلان انتصار الثورة الكوبية وحتى 1965، بقى جيفارا يحاول إرساء ما يؤمن به من أفكار ماركسية في كوبا، مواجها ضغطا دوليا من الدول الرأسمالية وضغط محلى من الثورة المضادة، حصل على الجنسية الكوبية.
غادر إلى إفريقيا في عام 1965 ليقدم خبرته في صراع الكونغو لكنه فشل، لم يستسلم، غادر إلى بوليفيا، فشل وأوشى به أحد التابعين للقوات البوليفية ليتم أسره في يوم 7 أكتوبر وفرقته في معسكر بواد جورو، وتنفيذ حكم الإعدام بعدها بيومين، ليموت المناضل المثال، وقد رفضت السلطات البوليفية تسليم جثته لأخيه أو حتى تعريف أحد بمكانه أو بمقبرته حتى لا تكون مزاراً للثوار من كل أنحاء العالم.
خلّف وراءه كلمات عن الوطن والحب والإنسانيّة، وقد ذُكر اسمه في مجلّة التايم (Time Magazine) من ضمن أكثر مئة شخصية مؤثرة في القرن العشرين.
ومن أبرز مقولات جيفارا الخالدة:
- لا بد أحياناً من لزوم الصمت ليسمعنا الآخرون، فالصمت فنّ عظيم من فنون الكلام.
- كل شيء يصبح جميلاً عندما نريد أن نراه جميلاً، نحن أسياد أفكارنا.
- خير لنا أن نموت ونحن واقفين مرفوعي الرأس من أن نموت ونحن راكعين.
- لا يستطيع المرء أن يكون متأكداً من أنه هنالك شيء يعيش من أجله، إلّا إذا كان مستعداً للموت في سبيله.
- من أجل أن تعرف الأمراض التي يعاني منها أي مجتمع، لا بدّ أن تعرف ممّا يعاني الرجال فيه وكيف يعانون.
- إن الرغبة في التضحية بعمر كامل من أجل أنبل المثل العليا لا تخدم أي غرض إذا كان الفرد يعمل لوحده.
- إن الطريق مظلم وحالك، فإذا لم تحترق أنت وأنا فمن سينير الطريق؟
- أنا لا أوافق على ما تقول، ولكني سأقف حتى الموت مدافعاً عن حقك في أن تقول ما تريد.
- أنني أحس على وجهي بألم كل صفعة توجَّه إلى مظلوم في هذه الدنيا.
- الكلمات التي لا تتطابق مع الأفعال هي كلمات غير مهمة.
التعليقات