في عام1888 استعان "مايبزيدج" بالعالم "توماس اديسون" لمساعدته هو ومساعده "ديكنسون" في لتصنيع ماكينه لتسجيل وإعادة إنتاج الصور..
في عام 1890 استطاع "ديكنسون" التقاط عدة صور متتابعه وصلت الى 40 صوره في الثانية الواحدة!
وكانت تلك شرارة "اديسون" التي أشعلت بدايات التصوير والعرض السنيمائي
حيث أثارت غيرة الأخوان "لوميير" وكانت السبب الرئيسى لهما في تصوير وعرض أول فيلم سنيمائي على وجه الأرض! وكان لاستقبال مدينة الإسكندرية لبعثة لوميير الأولى برئاسة المسيو "بروميو" الأثر في استقبال بعثات أخرى كان يرسلها المسيو "لوميير" لعرض اختراعه الجديد على الناس مقابل جني المال (وذلك لتطويره) في 8 مارس 1897.
ولأن السنيما وقتها حين بدأت كانت تسجل حياة الناس وأخبارهم
ولذلك نجد مثلًا بعثة لوميير الأولى 10 مارس1986.
قامت بتصوير عدة أفلام من مظاهر الحياة
اليومية في الإسكندرية والقاهرة فكانت 53 فيلمًا منها ركوب الباخرة، وصول القطار، تشريف الخديوي وحاشيته لحفل الموكب وغيرها من مظاهر وصور الحياة اليومية.
وقامت البعثة بتصوير بعض الشرائط الأولى بالمدينة منها ميدان القناصل وبعض محطات الترام الشهيرة، ورافق البعثة أثناء التصوير "هنري ديللو سترولوجو" والذي حصل على حق الامتياز حيث قام بإعداد موقع فسيح لتركيب آلاته، واستقر على المكان الواقع بين بورصة طوسون وتياترو الهمبرا.
افتتحت أول سينما توغرافي لـ"لوميير" بالإسكندرية وذلك في منتصف يناير 1897.
ووصل إلي الإسكندرية المصور الأول لدار لوميير "بروميو" الذي تمكن من تصوير "ميدان القناصل" بالإسكندرية وميدان محمد علي، ويعد هذا أول تصوير سينمائي لبعض المناظر المصرية تم عرضها بدار سينما "لوميير".
ولم تختلف عنها بعثة لوميير الثانية فكانت في عام 1906 ورصدت صورًا للأماكن الطبيعية القاهرة والأقصر وأسوان.
واعتبر 20 يونيو 1907 بداية الإنتاج السينمائي المصري.
ويمكن القول بأن البداية الحقيقية للولوج في المجال السينمائي كانت عام 1907.
أي بعد عام من بعثة لوميير الثانية وكانت من خلال «عزيز بندرلي» و«امبرتو ملافاس»، حيث نجحا في خوض أول تجربة مصرية في التصوير والإخراج والتحميض والطباعة بأموال مصرية.
كما تم العرض داخل مصر، وتمثلت هذه التجربة في الفيلم الإخباري «زيارة جناب الباب العالي للمعهد العلمي في مسجد سيدي أبو العباس»، وتم الإنتاج بمباركة من الخديوي «عباس حلمي الثاني» حاكم مصر آئنذاك.
واستمر الأمر لاستحسانه للفكرة، مما يشير إلى الدور العام الذي لعبه النظام ممثلا في الخديوي لاستمرار هذا النمط من الفن. حمام شنيدر!
"صباح السبت 28 نوفمبر 1896:
"أمس في حمام شنيدر بعمارة حليم باشا كان المتفرجون كثيرًا ورأوا من صور المتحركة ومناظره المدهشة ما جعلهم يعجبون بمهارة هذا الاختراع والشركة المذكورة تعرض هذه المناظر الجميلة فى الحمام المذكور كل ليلة، وقدر رخص لها من قبل سعادة محافظ العاصمة بتخصيص ليلة يحضرها السيدات فقط، وسيعلن عنها فيما بعد".
جريدة «المؤيد» برئاسة الشيخ على يوسف " فى 28 يناير عام 1896:
"افتتاح السينما لأول مرة في مصر بـ«حمام شنيدر» بالقرب من لوكاندة شبرد، وأطلق عليه اسم «الفوتوغراف المتحرك» ومخترعه المسيو "لوميير" من ليون، وجعلت أجرة الدخول خمسة قروش للكبار، وقرشين للصغار، وعرضت بها جملة مناظر لا بأس بها".
"أحمد شفيق باشا" رئيس ديوان الخديوي عباس حلمي الثاني "دعا مسيو" هنري ديللو سترولوجو "مساء السبت الماضى صفوة مجتمع القاهرة إلى حفل افتتاح "سينما توغراف" السادة أول لوميير"، حيث هو صاحب حق الامتياز في مصر.
وحاز هذا العرض المثير للاهتمام إلى أقصى درجة إعجاب ودهشة المتفرجين الأفاضل.
وكانت صحافة القاهرة ممثلة بأكملها والذين جمع بينهم "سترولوجو" داخل صالة حمام شنيدر، وتوالت 15 صورة من موضوعات مسلية وناجحة إلى حد الكمال، منتجة مناظر حية ومتحركة، أثار وقعها الرائع التصفيق الذى تستحقه، وكانت جميع النمر مضربا للمثل".
جريدة "لاريفورم – جريده فرنسيه تصدر في مصر".
"عرضت في بورصة طوسون منذ أيام آلة ترى صور الأشخاص والأشياء على اختلاف أنواعها وأشكالها متحركة بجميع الحركات الطبيعية، وهي آلة "السينماتوغراف" المخترعة حديثًا، وقد وصفناها منذ مدة فى مقالة مطولة، كما يتذكر بعض القراء، وصفا دقيقا جليا، وقلنا إنها من أبدع الاختراعات العصرية وأجمل المناظر والمشاهد، فحث الجميع على التفرج عليها، ولاسيمًا أن أجرة الدخول زهيدة لا تتجاوز 4 قروش للرجال وقرشين للأولاد، وذلك ميسور كل نصف ساعة من الساعة 11 إلى الساعة 5 بعد الظهر من كل يوم".
الإثنين 9 نوفمبر1896 جريدة الأهرام. أول عرض للصورة المتحركة في مصر لمكنة عرض الأخوان لوميير في الإسكندرية كان في 5 نوفمبر 1896 كان قد تم إعداده للأوروبيين المقيمين هناك أكثر من المصريين أنفسهم، وأول الأفلام التي قد تم تصويرها كانت عبارة عن مشاهد للإسكندرية عام 1912 صورت على يد رجل فرنسي.
وهكذا بدأت السينما في مصر على يد هؤلاء الأوروبيين.. مما أثار غيرة المصريين وشجعهم أيضا على ذلك..
وفي عام 1909 أخرج "كارل فريندز" فيلم "المومياء" في نسخته الأولى والتي أعيد إخراجها من جديد 1933 بالولايات المتحدة الأمريكية ثم بعد ذلك عام 1999 بالمخرج "ستيفان سومرز" استلهاما من نسخته الأولى في مصر.
ومن ثم فأن السينما المصرية تعتبر هي الأقدم تأثيرًا وصناعة بل والأكبر في العالم العربي والعالم أيضا.
قاموس أوكسفورد لدراسات الأفلام OXFORD DICTIONARY OF FILM STUDIES 2012 كانت تلك هي ردود الأفعال في مصر التي حققت نجاحا مدويا.. وامتزجت بسهولة وبقوة وإيمان شديدين لاستقبال هذه الأعجوبة في جينات الشعب المصرى..
ومنذ أول لحظة كعنصر نبع من أصل نسيجه
وليس كعنصر غريب أت من الخارج!
ولازال لحديثنا عن تاريخ السينما المصرية.. والكثير لنفخر به.
التعليقات