أثارت مقاطع فيديو قيل إنها تخص ظهور صوت الحوت الأزرق في مصر وليبيا والجزائر والسعودية، جدلا واسعا، خلال الساعات الماضية، في الوطن العربي، فما حقيقة صوت الحوت الأزرق أو حوت العنبر؟ وهل أصوات الحيتان تكون مسموعة للبشر؟

يقول الموقع الرسمي للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي التابع لوزارة التجارة الأمريكية، إن الحيتان تصدر بالفعل أصواتًا، أو ما يمكن وصفها بالضوضاء للتواصل وتحديد مكان الطعام والعثور على بعضها البعض.

الموقع الرسمي للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي التابع لوزارة التجارة الأمريكية، أشار إلى أن الحيتان مخلوقات اجتماعية للغاية تسافر في مجموعات تسمى "القرون"، وهي تستخدم مجموعة متنوعة من الضوضاء لـ "التواصل الاجتماعي" مع بعضها البعض، الأنواع الثلاثة الرئيسية للأصوات التي تصدرها الحيتان هي النقرات، والصفارات، والمكالمات النبضية.

صوت الحوت الأزرق

وأضاف :"يُعتقد أن النقرات مخصصة للملاحة وتحديد المحيط المادي حولهم، عندما ترتد موجات الصوت من كائن ما، فإنها تعود إلى الحوت، مما يسمح للحوت بتحديد شكل الكائن، يمكن أن تساعد النقرات في التمييز بين المخلوقات الصديقة والأخرى المفترسة. تمت ملاحظة النقرات أيضًا خلال التفاعلات الاجتماعية، مما يشير إلى أنها قد تكون لها أيضًا وظيفة اتصال".

ويتم استخدام الصفارات والمكالمات النبضية أثناء الأنشطة الاجتماعية، المكالمات النبضية أكثر تواتراً وصوتًا مثل الصرير والصراخ والأزيز على الأذن البشرية، تم العثور على «لهجات» صوتية مختلفة بين قرون مختلفة داخل نفس نوع الحوت. هذا على الأرجح حتى تتمكن الحيتان من التمييز بين الحيتان الموجودة في «القرون» والغرباء.

تستخدم الحيتان أيضًا ذيولها وزعانفها لجعل أصوات الصفع عالية الصوت على سطح الماء للتواصل بشكل غير لفظي، يمكن سماع الصوت لمئات الأمتار أسفل السطح وقد يكون علامة تحذير على العدوان أو أداة لإخافة قطعان الأسماك معًا، مما يجعلها وجبة أسهل.

في محمية Stellwagen Bank National Marine Sanctuary، قام علماء موقع الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA بربط أجهزة الاستشعار بالحيتان من أجل تتبع أنماط حركتهم، إنهم يأملون في معرفة سلوك الحيتان وتواصلهم وكذلك ملاحظة كيف يؤثر التفاعل البشري على سلوكهم.

أما بالنسبة لمدي نطاق السمع بين البشر لأصوات الحيتان، يشير علماء البحريات إلى أن نطاق السمع بين البشر يترواح بين من 20 هرتز إلى 20 كيلو هرتز، لكننا أكثر حساسية للأصوات بين 100 هرتز إلى 4 كيلو هرتز. لذا فإن الندءات من أكبر الحيتان تكون في غالب الأحيان على أعتاب سمعنا، وتسمى Belugas، فعلى سبيل المثال، في «جزر الكناري» تسمع أصوات الحيتان بأشكال تشبه الصفارات أو التغريد أو تقليد الصوت البشري.

صوت الحوت يقتل البشر!

وعن سؤال هل تستطيع الحوت أن تقتل الإنسان بصوتها؟، الإجابة نعم لديهم القدرة على القيام بذلك والدلافين أيضا، الحوت الأزرق ينتج 188 ديسيبل من الصوت. بالنسبة للقياس، فإن الصراخ البشري يبلغ 70 ديسيبل، أما المحرك النفاث فهو 140 ديسيبل، الأصوات أكثر من 120 ديسيبل مؤلمة للبشر، فقد تؤدي قوت صوت 150 ديسيبل لانفجار طبلة الأذن البشرية، 200 ديسيبل يمكن أن تمزق الرئة، أكثر من 210 ديسيبل، ستؤدي إلى نزيف في المخ، ومع ذلك، يمكن أن تصل حوت العنبر أيضًا إلى 230 ديسيبل، لكن هذا يستمر فقط 0.1 من الثانية، مما يعني أنه غير مسموع بالنسبة لنا.

تنتقل موجات الضغط بشكل مختلف في الماء، لتليين نقرة 200 ديسيبل إلى 174 ديسيبل، ولكنها لا يزال كافيًا لتمزق طبلة الأذن، يمكن أن يقتل صوت الحيتان الإنسان إذا وصلت قوته حوالي 185-200 ديسيبل. لذا على الرغم من أن الحوت الأزرق والحوت العنبر يمكنهما إجراء مكالمات داخل ذلك، فإن الطريقة التي ينتقل بها الصوت في الماء تعني أن هذا لن يقتلك (لكن لا يزال يضر بسمعك بشكل كبير).

حوت العنبر

وتستخدم الحيتان والدلافين نبضات السونار لمحاربة بعضهم البعض أو حيلة وقتل فرائسهم، كما يستخدمونهم لطرد أسماك القرش الكبيرة لتجنب الاتصال الجسدي بينهم، يمكن أن تواصل حوت العنبر إصدار صوت بقوة 236 ديسيبل على مسافات كبيرة، حيث يستخدمونها لصد وقتل الحبار والقرش العملاقة مثل سمكة القرش النائمة التي يمكن أن تصل إلى 7 أمتار وأكثر من طن واحد.

ضحايا الحوت الأزرق في مصر.. هل يوجد؟

لم تسجل مصر وقوع أي ضحايا جراء ما أشيع حول صوت الحوت الأزرق في البحر، كما أن وزارة البيئة المصرية، نفت صحة ما تداوله البعض بشأن ظهور صوت الحوت الأزرق في الساحل الشمالي.