دون الطفل هاري، الذي يبلغ من العمر 8 أعوام، خطابه المكسور والمليء بالحزن الشديد، إلى أمه " كيري" المتوفاة، عن عمر يناهز الـ34 عامًا في 2019، وذلك إثر معاناتها مع السكتة الدماغية التي أودت بها إلى الموت، في عيد الميلاد، متأملا أن يصل إليها في الجنة، ووعدها بأنه سوف يتناول البروكلي وينظف غرفته إن عادت إلى الحياة مجدداً"، وهو ما آثار تعاطف كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، من شدة حزنه وطريقة تدوينه للكلمات إلى والدته التي فقدها وهو في سنه الصغير.   وبدأ الطفل هاري، رسالته بالحديث مع والدته: "إنه لا يكون سعيداً مرة أخرى  وأنه وعدها بأنه سيأكل البروكلي وأنه سينظف غرفته إن عادت للحياة مرة أخرى"

واكتشفت رسالة هاري المفجعة في بلدة في نيثرتون في وسط مدينة ميدلاندز، التي احتوت على كلمات تجعل كل من يقرأها ينهمر في البكاء..

وقال هاري، إن سبب كتابته لهذه الرسالة، إنه طُلب منه كتابة رسالة إلى أكثر شخص يهمه في 2019، فكتبت إلى أمي المتوفية في مارس الماضي "ربما تجد طريقها إلى الجنة"

وأوضحت رسالة هاري، أنه مازال يتحدث إلى أمه على الرغم من أنه يعلم إنها لا تستطيع التحدث إليه مرة أخرى. 

وأخبر هاري والدته، في رسالته، أنه أصبح لاعباً في كرة القدم، وعن عدد المرات التي لم يتناول فيها عشاء الأحد. 

وتناولت الرسالة كل ما يحدث في نفس هاري وما يعانيه منذ وفاة والدته، واستكمل خطابه، "أتحدث إليك ليلاً علي الرغم من أني اعلم أنك لا تستطيعي التحدث أبدا وأتمنى لو فعلتي.. وإذا عدتِ سأتناول البروكلي والبراعم وأقوم بتنظيف غرفتي وأكون مهووسا بمساعدتك  على فعل كل شيء"

واعترف هاري، خلال خطابه لوالدته المتوفاة، قائلا: "مازلت ابكي كل يوم ولكني لا أخبر أحداً" وقال والد هاري، عن رسالته لوالدته، إن وفاة أمه جاء بشكل مفاجئ وغير متوقع وبعد وفاتها عاد هاري إلى المدرسة وذلك ليكافح حزنه عليها. 

وقال طبيب هاري، وهو أخصائي الطب النفسي للأطفال والشباب، إن هاري كان لاي عرف كيف يعبر عن مشاعره بالكلام وأن تدوين مشاعره عن طريق الكتابة هو الحل الأمثل والأسهل وأن يكون من اختياره السماح لشخص ما برؤيتها أو إخفاؤها بعيدًا حتى لا يتمكن أحد من الوصول إليها.

وكان اختيار هاري، قد وقع على كتابة رسالة حول ما يشعر به تجاه والدته، وسأل الطبيب عن ما إذا كانت والدته سترى هذه الرسالة أم لا، ورد الطبيب، قائلا: "الملائكة ستأخذها لتقرأها هي في الجنة". 

وأخفى هاري، الرسالة في غرفة نومه ولم يتمكن أحد من العثور عليها وحينها أخبره الطبيب أنه لابد من إخفاؤها في الخارج وذلك لتتمكن الملائكة من الحصول عليها وتسليمها لوالدته. فقرر هاري وضع ختم عليها وتركها على مقعد في حديقة نيثرتون وأخذ في طرح الأسئلة على طبيبه عما إذا كان أحد أخذها أم لا.. 

وأضاف الطبيب، أنه لم يتوقع أن يرى رسالة هاري، مرة أخرى ولكنها كانت مفاجأة سارة عندما رأيتها متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضح الطبيب، أنها كانت مجرد وسيلة لمساعدة هاري وأنه كان لا يعلم أنها ستمس وتحرك  قلوب ومشاعر الكثير من الناس، مؤكدًا أنه سعيد بما وصل إليه هاري، من تقبل الوضع وتفهم الموقف.

 وأكد الطبيب، أن قصة هاري، تساعده كل يوم على رؤيته بهيئة الجنود  في هزيمة حزنه مختتماً بعبارة "إنه مصدر إلهام"