أعلنت اليوم مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي- إحدى مبادرات القمة العالمية للصناعة والتصنيع- عن استقطابها أكثر من 3400 ابتكارًا للمشاركة في الدورة الثانية لتحدي محمد بن راشد العالمي للمبتكرين الصناعيين، بزيادة نسبتها 200% مقارنة بعدد الابتكارات التي استقطبتها الدورة الأولى للمبادرة العام الماضي.
وتم إطلاق الدورة الثانية لتحدي محمد بن راشد العالمي للمبتكرين الصناعيين على هامش المؤتمر الوزاري الثامن للدول الأقل نموًا، الذي استضافته أبوظبي في نوفمبر من العام الماضي، وخلال فترة التقديم، استقبلت الدورة الثانية للتحدي العالمي للمبتكرين الصناعيين حلولًا مبتكرة من 148 دولة، وبلغت نسبة الابتكارات المشاركة من 33 دولة من الدول الأقل نموًا حوالي 18%، والتي تضمنت ابتكارات من أوغندا وزامبيا وتنزانيا وإثيوبيا ورواندا وبنجلاديش.
وقال بدر سليم سلطان العلماء، رئيس اللجنة التنظيمية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع: يسرنا استقبال هذا العدد الكبير من طلبات التسجيل والحلول التي تم تقديمها تجاوبًا مع النداء الذي أطلقته مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي التي تعتبر من المبادرات الفريدة والنادرة التي استطاعت إحداث أثر إيجابي كبير على عالمنا اليوم.. وتظهر نتائج الدورة الثانية من تحدي محمد بن راشد العالمي للمبتكرين الصناعيين مدى تكاتف الإنسانية لمواجهة التحديات العالمية.
وأضاف العلماء ان مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي تعكس رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي" رعاه الله" التي تهدف إلى الجمع بين الابتكار والمنفعة العامة في جميع أنحاء العالم بهدف الارتقاء بجودة الحياة وتحقيق الازدهار العالمي.
وأوضح العلماء: تؤكد الأوبئة، مثل الوباء الذي نواجهه اليوم، على أهمية تعزيز جهود الابتكار لمساعدة الآخرين، وبذل جهود مضاعفة لمواجهة التحديات الملحة من خلال مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي، ولتحقيق هذه الغاية لا بد لنا من توظيف الابتكار وتقنيات الثورة الصناعية الرابعة بشكل إيجابي لاسترجاع نشاطاتنا الاقتصادية والاجتماعية ومساعدة المجتمعات الإنسانية في التغلب على التحديات غير المسبوقة التي نواجهها اليوم.
وأشار إلى ان مبادرة محمد بن راشد للمبتكرين الصناعيين تكرس مفهوم "التوظيف البناء لتقنيات الثورة الصناعية الرابعة" لاسترجاع النشاطات الاقتصادية والاجتماعية، من خلال دعم وتوجيه المبتكرين القادرين على إحداث تأثير اجتماعي واقتصادي كبير.
وأطلقت المبادرة في دورتها الثانية أربعة تحديات يركز كل منها على قضية عالمية جوهرية حيث تتضمن تحديات الدورة الثانية كلا من: تغيّر المناخ، والغذاء الصحي والمستدام للجميع، وتوظيف الابتكار من أجل تمكين الدول النامية وكافة شرائح المجتمع من المشاركة في التجارة العالمية، وتوظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لتعزيز السلام والعدالة، اذ وجهت الدعوة للمبتكرين الصناعيين والشركات الناشئة من مختلف انحاء العالم لتصميم حلول مبتكرة منخفضة التكلفة وقابلة للتطوير وقادرة على احداث تغيير اجتماعي واقتصادي يؤدي إلى تحسين حياة البشر.
وتوزعت الابتكارات والحلول المشاركة في التحديات الأربعة للمبادرة بواقع /1387/ ابتكارا في تحدي الغذاء الصحي والمستدام للجميع، و/1123 /ابتكاراً في تحدي تغير المناخ، و/657 /ابتكارا في تحدي توظيف الابتكار من أجل تمكين الدول النامية وكافة شرائح المجتمع من المشاركة في التجارة العالمية، و/311 /ابتكارًا في تحدي توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لتعزيز السلام والعدالة.
وسيقوم فريق مبادرة الحل (SOLVE) بتدقيق جميع الابتكارات المقدمة لاختيار أفضل 100 ابتكار لعرضها على لجنة التحكيم التي ستقوم بعدها بمراجعة الحلول والابتكارات لاختيار 12 ابتكارا ضمن قائمة المرشحين النهائيين، بواقع ثلاثة ابتكارات لكل تحدي، حيث ستعمل اللجنة على اختيار أفضل الابتكارات المشاركة والتي تتمتع بالقدرة على تحقيق أكبر تأثير اجتماعي واقتصادي وتساهم بشكل كبير في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وفي ظل الصعوبات اللوجستية التي يواجهها عالمنا اليوم بسبب وباء فيروس كورونا المستجد ستقوم المبادرة بتوظيف الابتكار التكنولوجي لتنظيم جلسات افتراضية يشارك فيها أعضاء لجنة التحكيم وشركاء المبادرة والمرشحون النهائيون والمهتمون من مختلف فئات المجتمع، وذلك لضمان توفير حلول مبتكرة لبعض التحديات الأكثر إلحاحًا على مستوى العالي.
وكانت المبادرة قد أطلقت في دورتها الأولى عام 2018 تحديًا خاصًا بالمدن المستدامة، والذي يهدف إلى توظيف التكنولوجيا للحد من انتشار الأمراض المعدية وتفادي انتشارها حيث أدركت المبادرة أهمية التعامل مع هذا التحدي الخطير فيما استطاعت استقطاب أكثر من 200 حل مبتكر لهذا التحدي اذ يمكن لبعض هذه الابتكارات أن تساهم في الحد من انتشار فيروس كورونا.
واستقبل التحدي العالمي للمبتكرين الصناعيين العديد من الابتكارات التي يمكن أن تساهم في إيجاد حلول للأزمة التي يعيشها العالم اليوم جراء تفشي فيروس كورونا والمساعدة في إدارتها والتخفيف من حدتها.
على سبيل المثال، تقدم (جارف – GARV) حلولًا ذكية للصرف الصحي عبارة عن دورات مياه ذكية ومتنقلة وقليلة التكلفة تعمل بالطاقة الشمسية والمزودة بمجسات لجمع البيانات حول الاستخدام وتتبع انتشار الفيروسات المحتملة، في حين تساهم فلاتر المياه الورقية (Folia Filter) في توفير فلاتر مياه ورقية رخيصة مضادة للميكروبات وقادرة على قتل البكتيريا والفيروسات، بدوره يستخدم تطبيق (أدا – Ada) للرعاية الصحية، والذي تم تطويره من قبل مجموعة من الأطباء، تقنية الذكاء الاصطناعي لتشخيص الأمراض ومشاركة النتائج مع أخصائيي الرعاية الصحية، فيما توفر (E25Bio) جهازًا منخفض التكلفة للتشخيص والكشف عن الأمراض المعدية والابلاغ عنها بطريقة مبتكرة.
وقال ماثيو مينور، مدير البرامج الدولية لدى مبادرة الحل (SOLVE) التابعة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ان الدورة الأولى لبرنامج التحدي العالمي للمبتكرين الصناعيين تضمنت حلولاً وابتكارات إبداعية متميزة، وتبدو الحلول التي استقبلناها في الدورة الثانية واعدة للغاية، ونحن سعداء بشراكتنا مع مبادرة محمد بن راشد للازدهار العالمي، والتي تمكننا من المساهمة في تشجيع المبتكرين والمبدعين من مختلف انحاء العالم على إطلاق قدراتهم الابتكارية وتقديم حلول إبداعية تساهم في معالجة القضايا الملحة.
يذكر أن التحدي العالمي للمبتكرين الصناعيين استقطب اهتمامًا عالميًا متزايدًا منذ إطلاق الدورة الأولى في العام 2018، حيث زاد العدد الكلي للمبتكرين المسجلين على موقع المبادرة الإلكتروني في دورتها الثانية عن 28000 مبتكرًا، بزيادة فاقت نسبتها 1000? مقارنة بالدورة السابقة وباشر برنامج التحدي العالمي للمبتكرين الصناعيين في اختيار أعضاء لجنة التحكيم، والتي تضم 47 خبيرًا عالميًا في الابتكار من كل من المنظمات والوكالات التابعة للأمم المتحدة، وكبرى الشركات الصناعية والرقمية والمنظمات غير الربحية والمؤسسات الأكاديمية.
التعليقات