26 مايو القادم ستتنحى سوزان رايس، مديرة مجلس السياسة الداخلية بالبيت الأبيض، عن منصبها.
سوزان رايس .. امرأة أمريكية من أصل أفريقي دخلت مجال الأمن القومي والسياسة الخارجية لأول مرة . العاملون في مؤسسة الأمن القومي التي يغلب عليها البيض كانوا يرون أنها ليست قادرة أو مناسبة لفعل أي شيء آخر سوى العمل فى أفريقيا. اتُهمت بالكذب، أنها غير كفؤ، غير جديرة بالثقة.
سوزان رايس المساعدة بقوة في صياغة العديد من المقترحات التي شكلت جوهر أجندة بايدن؛ وأشرفت على بعض القضايا الأكثر استقطابًا للإدارة، مثل مراقبة الأسلحة وسياسات الهجرة. أنها الصديق الموثوق به لبايدن ؛ كانت تعتبر نائبًا محتملًا له في 2020 .
تاريخها طويل في الاشتباكات مع بعض الجمهوريين في مجلس الشيوخ، بما في ذلك أثناء الدفاع عن رد الإدارة على هجوم عام 2012 على القنصلية الأمريكية في بنغازي.
رايس، ابنة للجامايكيين والأمريكيين من أصل أفريقي، نجاحت مبكرًا من خلال العمل الجاد المنضبط والذكاء الفكري والصداقات مع أمثال مادلين أولبرايت. مع أطروحة الدكتوراه الحائزة على جوائز عن زيمبابوي ، كانت رايس مستعدة بشكل بارز لشغل مناصب رفيعة المستوى في إدارتي كلينتون وأوباما.
عملت رايس من وراء الكواليس بشكل مذهل مع تحديات السياسة الخارجية الرئيسية؛ وبصفتها سفيرة للأمم المتحدة ومستشارة للأمن القومي ، لعبت أدوارًا رئيسية في استجابة الولايات المتحدة لأزمة دارفور ، والربيع العربي ، والحرب الأهلية في سوريا ، والإبادة الجماعية في رواندا.
كانت كبش فداء لكارثة بنغازي، التي قتل فيها المتمردون الليبيون أربعة دبلوماسيين أمريكيين ، هو مثال على حبل مشدود لمسيرتها المهنية في نظر الكثيرين . أُجبرت رايس على شرح كارثة العلاقات الخارجية على الهواء مباشرة بمعلومات محدودة من وزارة الخارجية ، وتعرضت لانتقادات شديدة من قبل المعارضين السياسيين ، واتهموها بعدم الكفاءة وعدم الأمانة ، وأجبرت في نهاية المطاف على الانسحاب.
غضبها يأتي بصوت عالٍ وواضح. على الرغم من أن رايس صريحة بشأن الخسائر التي ألحقتها حياتها المهنية بأسرتها ، إلا أنها قادرة على إلقاء نظرة على تجاربها بفخر وامتنان وواقعية قوية.
على المستوى الشخصي وكمصرية لا أحب سوزان رايس؛ فعندما كان جون كيري وزير الخارجية ؛ وفى أحدى زيارته إلى القاهرة ، طلبت منه مستشارة الأمن القومي سوزان رايس الإدلاء بتصريحات قوية حول محاكمة الرئيس المخلوع محمد مرسي. لكن كيري تجاهل تعليماتها ،امتد التوتر بينهما وازداد عندما عرضت رايس تقييمها النقدي للحكومة المصرية ، والذي يتناقض مع تقييم كيري بأن مصر "على طريق الديمقراطية". واستمر الخلاف يتأجج بينهما خلف الكواليس حول مصر بعد ثورة 30يونيو.
ظلت رايس تلقى اللوم على الحكومة المصرية في تصريحاتها؛ بل أنها أعتبرت فض اعتصام رابعة مجزرة وأدعت مقُتل أكثر من 1000 شخص ،وأن الحكومة المصرية تتخذ إجراءات ضد شعبها.
كانت رايس من داعمى تعليق معظم المساعدات العسكرية لمصر،لو كان الأمر متروكًا لجون كيري وتشاك هاجل ماحدث هذا. خاصة أن هاجل كان يتمتع بعلاقات وثيقة مع القادة العسكريين في مصر وتحدث إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي أكثر من 20 بعد الإطاحة بحكومة مرسي.
ومن وجهة نظرى أن رايس التي أمضت الجزء الأكبر من حياتها المهنية في التعامل مع إفريقيا ، لديها سجل طويل في التلاعب بمفهوم المخاوف على حقوق الإنسان والديمقراطية؛ وأنها تستخدم تلك المفاهيم لصالح الولايات المتحدة فقط، ولايهمها أحد أخر فى العالم.
التعليقات