أتفق تماما مع موقف الأستاذة الكبيرة والصحفية القديرة سكينة فؤاد فى رفضها عودة تمثال ديليسبس إلى مدخل قناة السويس.
ديليسبس نموذج للفكر الاستعمارى البغيض، والمؤكد أنه ليس صاحب فضل على مصر، بل على العكس تماما، فمصر هى صاحبة الفضل عليه.
استغل ديليسبس حفر قناة السويس أسوأ استغلال ممكن، ونهب خيراتها عن طريق تأسيس وإنشاء شركة فرنسية لإدارة القناة، ليفوز بخير القناة عشرات السنين حتى تم تأميم القناة عام 1956 على يد الزعيم جمال عبدالناصر.
المصريون هم الذين حفروا القناة فى أقسى عملية سخرة شهدها التاريخ المعاصر، ومات منهم 120 ألف شهيد بسبب الجوع والعطش والحر، ثم بعد ذلك قام ديليسبس بتأسيس شركة فرنسية لنهب خيرات القناة لأكثر من مائة عام، ونهب خزانة مصر، وتحميل مصر بديون ضخمة أسهمت بدور أساسى فى التدخل الأجنبى فى مصر، وكان العدوان الثلاثى عام 1956 أبرز صور التدخل الخارجى السافر.
عودة ديليسبس فى مدخل القناة تعنى إهدار دم 120 ألف شهيد مصري، وأتمنى لو تم استبدال تمثال ديليسبس بتمثال لفلاح مصرى من قلب الريف المصرى يحمل الفأس رمزا لكل من ضحى من المصريين فى حفر القناة.
تمثال ديليسبس يمكن استيعابه فى متحف بورسعيد ليكون شاهدا على حقبة استعمارية «جائرة»، أما قاعدة التمثال الحالية فى مدخل القناة فيمكن استغلالها فى وضع تمثال الفلاح المصرى عليها رمزا للتضحيات المصرية.
أتمنى أن تبادر وزارة الثقافة بالتعاون مع محافظة بورسعيد ونقابة الفنانين التشكيليين بإعداد مسابقة لإعداد تمثال لفلاح مصرى شارك فى حفر القناة، ثم وضع هذا التمثال على قاعدة التمثال الحالية فى مدخل القناة، لتصحيح مفاهيم خاطئة ومغلوطة بشأن حفر القناة، وتضحيات المصريين فيها.
لا أحد ينكر عبقرية فكرة حفر القناة، ولكن دائما يكون التنفيذ أهم من الفكرة، لأن هناك أفكارا كثيرة رائعة لا تخرج إلى النور، والقليل منها ينجح فقط إذا توافرت أدوات التنفيذ.
من حفر القناة أهم بكثير ممن فكر فى الحفر، والمهم أن ينتهى ذلك الجدل العقيم ويظل ديليسبس قابعا فى المتحف، ويخرج تمثال الفلاح المصرى بطل حفر القناة ليكون طاقة نور وأمل للتضحيات المصرية العظيمة على مر العصور.
التعليقات