أتمنى أن يكون بيان القاهرة الذى صدر أول أمس السبت بخصوص وقف إطلاق النار فى غزة، هو البداية الصحيحة لعمل عربى مشترك فاعل ومؤثر خلال المرحلة المقبلة.
بيان القاهرة صدر بحضور مصر، والأردن، والسعودية، والإمارات، وقطر، وفلسطين، وأكد رفض فكرة التهجير، وتقسيم القطاع، والمطالبة بتمكين السلطة الفلسطينية لتولى مهامها فى غزة باعتبارها جزءا من الأراضى الفلسطينية المحتلة إلى جانب الضفة والقدس الشرقية.
البيان جاء فى توقيت مهم وخطير خاصة بعد تصريحات الرئيس الأمريكى ترامب، ورغبته فى تهجير سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن، مما يشير إلى انحيازه لتيار اليمين الإسرائيلى المتطرف، وبما يؤدى إلى إشعال نيران القلاقل والاضطرابات فى المنطقة.
أتصور أن تعاون دول مجلس التعاون الخليجى الوثيق مع مصر والأردن وفلسطين فى هذا الملف ضرورة مهمة وملحة للوصول إلى السلام العادل والدائم فى المنطقة.
ترامب الأول، وأثناء ولايته الأولى كانت لديه أفكار حول السلام وإقامة الدولتين، وبغض النظر عن مدى الاتفاق والاختلاف مع أفكار ترامب، وشطحاته، وتقلباته، فإنه من الممكن وضع النقاط على الحروف معه إذا توافرت إرادة عربية مشتركة خاصة فيما يتعلق بدول مجلس التعاون الخليجى مع مصر والأردن.
الرؤية المشتركة والموحدة لدول مجلس التعاون الخليجى إلى جوار مصر والأردن سوف تجد أذانا صاغية لها فى الإدارة الأمريكية لارتباطها بلغة المصالح التى لايفهم غيرها الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب.
مصالح الإدارة الأمريكية الجديدة فى المنطقة لن تتحقق إلا بالتفاهم مع دول مجلس التعاون الخليجى ومصر والأردن.
من هنا فقد تكون الحاجة الآن أكثر من أى وقت مضى إلى ضرورة التوافق والتقارب العربى المشترك للاتفاق على الحدود الدنيا المشتركة، وفتح قنوات الاتصال بالإدارة الأمريكية للاتفاق على رؤية حول إقامة السلام العادل والدائم فى الشرق الأوسط، والبدء فى اتخاذ الخطوات اللازمة لذلك.
السلام العادل لن يكون بضم الأرض، أو التهجير، أو الأنشطة الاستيطانية، وإنما بالعودة إلى جذر المشكلة، وإقامة الدولة الفلسطينية طبقا لمقررات الشرعية الدولية على حدود الرابع من يونيو 1967، وكفى 77 عاما من المعانة والحروب وإسالة الدماء.
التعليقات