قالت المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة، التي تعد أول مخرجة إماراتية تشارك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، إنها تشعر بأنها "عادت إلى جذورها" من خلال فيلمها "باب"، موضحة أن خلفيتها في الفنون الجميلة والمدرسة السريالية بقيت بعيدة عنها لعقدين تقريباً، لصالح أسلوب أكثر تقليدية وقرباً من الجمهور، مضيفة أنها قررت هذه المرة استحضار جرأتها الفنية الدفينة وتوظيفها في عمل سريالي بصري، كـ "لوحة متحركة داكنة" تحمل رموزاً ومشاعر لا يستطيع الكلام التعبير عنها.
وأشارت الخاجة، خلال مداخلة في برنامج «هذا الصباح»، المذاع على قناة "إكسترا نيوز"، ويقدمه الإعلاميان رامي الحلواني ويارا مجدي، إلى أن الفيلم يستند إلى تجربتين شخصيتين أليمتين: فقدان صديق رافقها لمدة 25 عاماً، وإصابتها بطنين حاد في الأذن اليسرى أجبرها على رفع صوت التلفاز لتخفيف الألم أو الهروب بالنوم، هذا الصوت، كما توضح نقلته إلى الشخصية الرئيسية في الفيلم، شيماء الفاضل، لتتحول آلامها الشخصية إلى عنصر محوري في الحكاية.
وبخصوص اختيار بطلة نسائية، أوضحت الخاجة أن فيلمها الطويل السابق "ثلاثة" كان يغلب عليه الطابع الذكوري، فاختارت في "باب" الغوص في عالم نسائي "ناعم ورقيق" يتناقض مع الصورة الداكنة والمشحونة في الفيلم، قائلة إنها تناولت من خلاله قضايا اجتماعية حساسة مثل الطلاق، والانتحار، والأسرار العائلية، وكيف يمكن لامرأة مطلقة أن تعود إلى منزلها متوغلة في شعور بالغربة وكأنها تولد من جديد.
وعن رمزية "الباب" في الفيلم، أوضحت أن الخصوصية عنصر جوهري في حياة أي إنسان، والباب يمثل هذا المعنى، وتُجسّد بطلة الفيلم هذا الصراع وهي تحاول دخول غرفة أختها التوأم المتوفاة منذ عام، وهي غرفة مغلقة بحجة حماية البطلة من صدمة الفقد، يبدأ الفيلم لحظة فتح الباب، لينطلق المشاهد مع البطلة إلى عوالم تتقاطع فيها الذكريات والألم والبحث عن السلام الداخلي، وتقول الخاجة إن ما يهمها ليس كيفية موت الأخت، بل "كيف يتعامل الإنسان مع شعور الفقد".
التعليقات