انطلقت الجمعة الماضية فعاليات مهرجان "وصلة" الموسيقي ضمن مقره الجديد في برج بارك وسط مدينة دبي، حيث يقدم المهرجان الأضخم في مجال الموسيقى العربية البديلة أحدث نسخة له وأكثرها حماساً. وقد قام الفريق المنظّم -بالتعاون مع ’لايف نيشن‘ وبالشراكة مع ’براج‘؛ و’إعمار‘؛ وتطبيق ’دبي كالندر‘، الشريك الاستراتيجي؛ إضافة إلى ’فنادق روف‘ بصفتها شريك الضيافة؛ و’مرسيدس-بنز‘ الشرق الأوسط، شريك السيارات- بتوسيع نطاق المهرجان في هذا العام نحو آفاق تتجاوز الحدود التقليدية للفعاليات الموسيقية، لينجحوا بذلك في إطلاق احتفاليةٍ تتغنّى بالإبداع والفن والثقافة العربية في أبهى صورها.
ومن جهته، أتاح برج بارك المكان المثالي لإقامة الفعالية في نسختها الحالية، حيث اختبر الجمهور يوماً كاملاً من الترفيه في الهواء الطلق، واستمتعوا بباقة واسعة من العناصر الثقافية والفنية والموسيقية التي تواكب أجمل العروض الإبداعية المباشرة. وقد أثبتت الفعالية نجاحاً منقطع النظير، كما لاقت إعجاب واستحسان الآلاف من الأشخاص الحاضرين، فقد أتاحت فرصةً للمواهب العربية لتقديم عروضها على المسرح وقدمت لها دعماً وتشجيعاً ساهم في تطويرها من خلال الفنون الإبداعية والأدائية.
ووجد عشاق الموسيقى أنفسهم أمام وجبةٍ فنيةٍ دسمة من الموسيقى الحيّة، أبدعتها نخبة الفرق الإقليمية الذين ألهبوا المسرح بمجموعة من أحدث إصداراتهم الحصرية، إذ قدّمت فرقة الروك البديل اللبنانية ’مشروع ليلى‘ أداءً خلاباً تضمّن أغانٍ من آخر ألبوماتها ’مدرسة بيروت‘؛ بينما خاطبت الإبداعات الجديدة لفرقة الروك المصرية ’كايروكي‘ مشاعر الحضور وغمرت الأجواء بالسعادة والبهجة. أمّا أعضاء فرقة ’المربع‘، ثلاثي الروك الأردني المستقل؛ فقدموا أول حفل مباشر لهم منذ 6 أشهر مع مجموعة جديدة من الإصدارات الموسيقية الرائعة؛ كما انضمّت فرقتا ’السبعة وأربعين‘ و’مسار إجباري‘ إلى ركب المشاركين ليلهبوا حماس الجمهور بأروع العروض المباشرة.
وقدّمت الفعالية مجموعةً بارزةً من المواهب العربية المبدعة أمثال العازفون المحليون ’نون‘ وفرقة البوب العربي المختلط ’ريد أراوند‘ ومنسق الموسيقى ’كاروهات‘، وفرقة الروك المصرية ’شغف‘، إضافة إلى عروض متميزة لراقصي التنورة والدبكة والهولا. وعلاوةً على الأداء الموسيقي الرائع؛ استمتع زوار المهرجان بمجموعة واسعة من المشاهد البصرية الخلابة. ومن ناحية أخرى، قدم مجتمع ’بلاك كانفس كوميونيتي‘ بدعمٍ من منصة ’فيس بوك‘ الرقمية للتواصل الاجتماعي تجربةً فنيةً غاية في الابتكار تمثلت في متاهة أتاحت للضيوف فرصة الرسم على جدرانها الضخمة والمذهلة، وإيجاد روابط جديدة مع الآخرين من خلال التعبير عن أنفسهم وترجمة إبداعاتهم في هذه المساحة.
بينما سمح لهم الكتاب الضخم الموجود في قلب المجسّم المساهمة في كتابة قصة جمعية جسدت أفكار الضيوف وأحلامهم، وعكست شعار مهرجان "وصلة" لهذا العام ’أنا صلة الوصل‘.
وأتاحت الفعالية أيضاً أمام زوارها باقةً مثاليةً من خيارات الطعام والشراب التي تلبّي كافة الأذواق، وذلك ابتداءً من التوليفات العصرية للوجبات التقليدية المبتكرة من المطبخ الشرق أوسطي، والأطباق العربية الشهية، وصولاً إلى مجموعة مختارة من النكهات المحلية والإقليمية المتميزة. كما شكّلت وجبات الشارع خياراً شائعاً للعديد من الذواقة من الزوّار، وذلك بفضل توافر باقة متنوعة من متاجر البيع المؤقتة، بما في ذلك شاحنات وأكشاك الطعام من ’فنادق روف‘ و’فيدا‘ و’بهية‘ و’منتوشة‘، إضافة إلى ’كعك المنارة‘ و’قلعة بعلبك‘ و’12 كارتس‘ و’هاوس أوف بوبس‘.
كما احتضن المهرجان مجموعةً من ورش العمل العائلية والأنشطة التي أتاحت أمام المشاركين تجارب متميزة، منها حلقات الإيقاع الحية بأداء الطبول العربية وجلسات الرسم على الوجوه مع ألعاب المقاهي الشهيرة، فضلاً عن فنون الزراعة والحياكة بسعف النخيل والخيوط الملونة، والرسم والتشكيل بالشموع، وتصميم شكل اليد لرد الحسد، والرسم بالحنة. كما حظي عشاق التسوق في يوم المهرجان بمنتجاتٍ مميزة في بازار "وصلة" الذي احتضن عدداً كبيراً من المتاجر المتخصصة في نمط الحياة والموضة والأدوات المنزلية، والتي تعكس التنوع الثقافي الفريد والحرفية العالية في المنطقة والعالم العربي.
وفي إطار تعليقه، صرّح عمرو رمضان، الشريك المؤسس ومدير المشروع لدى مهرجان وصلة: "شكّل الحضور القوي الآخذ بالنمو لمهرجان وصلة منذ إطلاقه عام 2017 مصدر فخر وسعادة غامرة بالنسبة لنا. كما قدّم النجاح المبهر لنسخة المهرجان في هذا العام شهادةً حقيقيةً على العمل الدؤوب والتصميم الجاد من قبل كامل فريق العمل لدينا، والذين لم يدّخروا جهداً لتوفير منصة متميزة تليق بسمعة الثقافة والفن والموسيقى العربية البديلة. وقد أثبتت الفعالية في إصدارها لعام 2019 أن المواهب العربية جديرة بأن يتم الاحتفال بها على مسرح عالمي، لذلك نعتزم من خلال خططنا الراهنة التوجه إلى أسواق أخرى في المستقبل القريب. وسيستمر المهرجان في تجسيد جذوره العربية الأصيلة ودعمه لهذه الثقافة العريقة عبر قوة الإبداع، حيث تعتزم الفعالية التوسّع إلى أبعد من ذلك في عام 2020".
التعليقات