لم يكن نجاح الموجي بطلًا أو نجم شباك، لكنه استطاع أن يحقق نجاحًا كبيرًا، لكن حفرت الشخصيات التي قدمها في قلوب وعقول جمهوره، حيث قدم العشرات والعشرات من الأدوار السنيدة ما بين السينما والتليفزيون والمسرح، ومن أبرز تلك الأدوار الواد مزيكا في "المتزوجون" والهرم في "الكيت كات"، وطأطأ في "طأطأ وريكا" وكاظم بيه والسواق في "أربعة في مهمة رسمية"، وأغنية "سلملنا بقى على التروماي"، التي قدمها في فيلم "أيام الغضب".
تخرج الموجي من المعهد العالي للخدمة الاجتماعية، وقرر بعدها الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية أكثر من مرة، وكان يرسب في الاختبارات لينضم بعدها إلى فرقة ثلاثي أضواء المسرح، واستطاع أن يحافظ على وظيفته في وزارة الثقافة أيضًا والتي ظل بها حتى وصل إلى درجة وكيل وزارة.
بدأت حياة نجاح العملية في الفن بمسرحية "الحواديت" وبعدها كانت الانطلاقة من خلال مسرحية "فندق الأشغال الشاقة" والتي قدمها مع فرقة ثلاثي أضواء المسرح سمير غانم والضيف أحمد وجورج سيدهم عام 1969، أما شهرته الحقيقية مع الجمهور فكانت من خلال مسرحية "المتزوجون" مع نفس الفرقة.
إلا أن الجمهور عرفه بعد مشاركته في مسرحية "جوليو ورومييت"، ليقدم بعدها دوره الشهير "الواد مزيكا" في مسرحية "المتزوجون"،
ولم يكن نجاح الإسم الحقيقي له، فهو عبدالمعطي محمد الموجي، وكان قد قرر أن يغير إسمه إلى "نجاح"، وذلك على إسم شقيقه الأكبر منه وكان متقاعداً وهو أقرب أشقائه، فقرر أن يسعده بأن يصبح اسمه الفني "نجاح".
و كان قد انضم أيضًا إلى الإذاعة المصرية وقدم برنامجًا بعنوان "مسرح الكاريكاتير".
كان نجاح الموجي على خلاف دائم مع كتاب ومؤلفي أعماله التي شارك فيها، لكونه من ملوك الارتجال فكان يخرج عن النص دائمًا، وهو ما يبدو واضحًا في الشخصيات التي قدمها في مشواره.
وعلى الرغم من أن نجاح الموجي لم يمتلك صوتاً جميلاً إلا أنه قدم أغنيات ومونولوجات استطاعت أن تحقق نجاحًا نافس بها كبار الفنانين، ومنها "سلملنا على التروماي" وأغنية "حنكورة" و"بستك ناو"، فكان الموجي يمتلك موهبة المونولوجات وبالفعل سجل "شريط كاسيت" غنائي يضم 6 أغنيات لكن الرقابة رفضت توزيعه.
وكانت آخر الأعمال التي شارك بها قبل وفاته هو مسلسل "الشارع الجديد" في عام 1997، وبعدها بعام قدم آخر مسلسل ظهر به وهو "نحن لا نزرع الشوك".
وعلى الرغم من نجاحه إلا انه لم يحصد الكثير من الجوائز، فحصل على أحسن ممثل عن دوره في فيلم "أيام الغضب"، وذلك من مهرجان دمشق.
وفي 25 سبتمبر 1998، عن عمر ناهز الـ 53 عامًا، حيث رحل نجاح الموجي اثر أزمة قلبية، بعد عودته من تقديم دوره في مسرحية "سيدي المرعب"، وظل ينتظر سيارة الإسعاف ساعتين وهو يقف على سور شرفة منزله ويقول "يا رب"، وهي آخر كلماته قبل أن يسقط متوفيًا، وقد شيعت جنازته في مسجد رابعة العدوية، وتم دفنه بمقابر أسرته في منطقة المجاورين.
التعليقات