دائمًا ما زخرت السينما المصرية بجواهر الفن في كل مراحلها، حتى وإن انتكست في بعض فتراتها وساد التواجد للأفلام التجارية، إلا أنه يبقى فيها ما يمكن القول عنه بالجواهر المكنونة، ورغم ما قيل حول سينما السبعينيات، وما تعرضت له بعد الانفتاح الاقتصادي إلا أنه حوت جواهر يمكن الاستمتاع بها في كل زمان، وقد استطاع المخرج العالمي يوسف شاهين تقديم 5 جواهر للسينما المصرية في فترة السبعينيات وهي:
الأرض (1970)
فيلم الأرض يعد واحد من الروائع الشاهينية، التي منحها المخرج يوسف شاهين للسينما المصرية،وتدور أحداثه في الثلاثينيات من خلال عيني الطفل الذي أتى من المدينة إلى الريف الذي لا يدري عنه شيئًا، فيرى المرأة والصراعات والإقطاع والإستعمار والظلم ، ويشاهد ويكتشف معه المتفرج أيضًا.
ففي إحدى القرى المصرية خلال يبلغ العمدة الفلاحين أن حصة ري أراضيهم قد صارت مناصفة بينهم وبين محمود بك الإقطاعي، غير أن الفلاحين يثورون على هذه التعليمات، وعلى رأسهم محمد أبو سويلم، ويقترح محمد أفندي تقديم عريضة إلى الحكومة، ويسافر إلى القاهرة لمقابلة محمود بك لتقديمها. تتفاقم الأمور عندما يقترح محمود بك إنشاء طريق يربط بين قصره والشارع الرئيسي مما يستلزم انتزاع جزء من أراضي الفلاحين.
الفيلم من بطولة محمود المليجي، عزت العلايلي، نجوى إبراهيم، يحيي شاهين، حمدي أحمد، وتأليف عبدالرحمن الشرقاوي، سيناريو وحوار حسن فؤاد.
الاختيار (1971)
فيلم مميز اشترك في كتابه اثنان من العباقرة نجيب محفوظ ويوسف شاهين، ليخرج لك في النهاية فيلم لن تمل من مشاهدته مئات المرات.
الأختيار فيلم نفسي يمثل مرض الشيزوفرانيا، حيث تدور أحداثه حول اكتشاف الشرطة في بداية الفيلم جثة مجهولة الهوية، والتي سرعان ما يحددون هويتها لشخص اسمه "محمود". وتحوم شكوك رجلي المباحث المكلفين بالقضية حول "سيد" شقيق "محمود" التوأم بأنه القاتل، والذي تتكتشف في النهاية أنه هو القاتل والمقتول.
الفيلم من بطولة عزت العلايلي، سعاد حسني، هدى سلطان، محمود المليجي، سيف عبدالرحمن.
العصفور (1974)
تقع أحداث الفيلم قبيل وقوع هزيمة عام 1967 ، حيث يعمل الصحافي (يوسف) بكل جد على إجراء تحقيق صحافي يتعلق بالسرقات التي تقع في القطاع العام ، وهو ما يتبين له من خلال إحدى المصانع التي لم يكتمل بناؤها ، وعلاقة ذلك بمن في السلطة ، وفي نفس الوقت تعمل (بهية) الخياطة المقيمة في حي (الحسين) من أجل توفير معيشة طيبة لابنتها الطالبة الجامعية ، وفي نفس الوقت تقوم بتأجير غرف سكنية لعدد من الأشخاص الذين ينتمون لشرائح مختلفة من الشعب المصري.
وتمثل بهية هنا مصر التي تجمع كافة الطبقات في جعبتها، ويرتاح لقربها الجميع، وجاء من أهم عناصر الفيلم الذي مثل بارقة الأمل أغنية "مصر ياما يا بهية" للشيخ إمام، كان الفيلم بمثابة تبشير بالنصر، فكان قد اكتمل العمل مع أول خطوات السبعينيات ولكنه واجه عدة صعوبات حتى صدر بعد نصر أكتوبر عام 1974.
الفيلم من بطولة محسنة توفيق، سيف عبدالرحمن، صلاح قابيل، علي الشريف، محمود المليجي، حبيبة، ومن تأليف لطفي الخولي.
عودة الإبن الضال (1976)
بداية من الإسم الذي يجعلك تتأرجح إلى أكثر من مدلول، فالفيلم بطبيعته إجمالًا يميل إلى الرمزية، حيث استخدم شاهين شخصياته كرموزًا طبقية وسياسية.
لم يحقق عودة الإبن الضال نجاحًا جماهيريًا حين عرض، وكثير من النقاد لم يفهمه ، لكنه استطاع بمضي الوقت أن يأخذ مكانته ومكانته وسط روائع السينما الشاهينية.
وتدور أحداث الفيلم حول الخديوي الجد حائر بين ابنه الأصغر الغائب ذلك المهندس النموذجي، الذي ينتظره الجميع لحل مشاكلهم لما له من حكمة وثقافة، وابنه الأكبر الذي لم يستكمل دراسته، وقد صار طاغية في القرية، تسانده أمه المعروفة بقوة شخصيتها، يضع أهل البلدة آمالهم على عودة الابن الغائب منذ اثني عشر عامًا كي ينقذهم من بطش أخيه، لكنه يعود مغلوبًا على أمره، ويعمل تحت إمارة أخيه في المعصرة، ولكنهما يصطدمان في النهاية عندما يجدان نفسيهما كٌلا في مواجهة الآخر.
الفيلم من بطولة سهير المرشدي، شكري سرحان، أحمد مخرز، هدى سلطان، محمود المليجي، هشام سليم، قصة صلاح جاهين، وسيناريو وحوار يوسف شاهين وصلاح بلوفة.
إسكندرية ليه؟ (1979)
من الصعب اعتبار اسكندرية ليه؟ من أفلام السيرة الذاتية الصافية، فبالأحرى الفيلم هو سيرة للمدينة من خلال سيرة الصبي، الذي كانه شاهين في بدايات حياته.
ويتناول الفيلم أحوال سكان اﻹسكندرية خلال فترة الحرب العالمية الثانية التي اضطربت فيها أحوال الجميع، وفي قلب هذا المناخ يترعرع يحيى شكري مراد المراهق المولع بالتمثيل الذي يحاول إثبات ذاته ويفكر في السفر إلى أمريكا لدراسة التمثيل رغم ظروف والديه الصعبة، ومن قصته تتشعب العديد من القصص في كافة أرجاء الاسكندرية.
وكان إسكندرية ليه؟ هو الحلقة الأولى لرباعية شاهينية، أتمها يوسف شاهين عام 2004 باخر فيلم "إسكندرية نيويورك"، الذي جاء بعد كل من حدوتة مصرية وإسكندرية كمان وكمان.
والفيلم من بطولة محسن محيي الدين، محمود المليجي، محسنة توفيق، نجلاء فتحي، فريد شوقي، عزت العلايلي، يوسف وهبي، ليلى فوزي، يحيي شاهين، أحمد زكي، سيف عبدالرحمن، أحمد عبدالوارث، عبدالعزيز مخيون، أحمد محرز، ومن قصة وسيناريو وحوار محسن زايد.
التعليقات