"وإذا كان الفنان هو تجسيد للحرية والإبداع
فإن مهمته الأولى فى الوقت نفسه هى تأكيد حق الإنسان فى الحرية..
ومن هنا القول بأن الحرية ليست حق "الكتاب والفنانين والمفكرين" فحسب بل هى واجبهم أيضا لأنها وظيفتهم فى المجتمع .." د.ثروت عكاشه
تعريف الفنان الفنان هو صاحب الموهبة الفنية.. كالشاعر والكاتب والموسيقى والمصور والممثل... الخ
أما التعريف الاخر الشائع في المعاجم اللغوية.. فهو صادم!
الفنان هو الحمار الوحشي! وذلك لتفننه في العدو..
استخدم هذا التعبير الشاعر الجاهى "الأعشى" في أحد قصائده واصفا تفنن الحمار الوحشي في العدو.. فارتبطت بذلك المعنى منذ حينها!
ولذا فاذا كان الفن هو
جملةُ الوسائل التي يستعملها الإِنسان
لإِثارة المشاعر والعواطف وبخاصة عاطفة الجمال..
كالتصوير والموسيقى والشعر ومهارةٌ يَحكُمُها الذوقُ والمواهب..
فإن دور الفن للمجتمع يكون بمثابة
المبدأ المنادي بأن قيمة الفن هي.. في خدمته للمجتمع.
"كاره الفن لا يحيا بسلام إذ يشعر بأن وجود شيء لا يفهمه يهينه، فيكرهه!". ميلان كونديرا
عبر كل العصور كانت النظرة للفنان في مجملها مهينة
فالفنان هو الشخص الماجن.. العفوى.. بل والبوهيمي
والكافر بكل ما حوله!
حتى أنه نظرا لدنو فكرة الفن المسرحي آنذاك.. قديما
كان يقوم الرجال بأدوار النساء!
كما كانت لاتؤخذ بشهادة الممثلين في المحاكم!
حاليا.. ... أصبح الفنان هو مادة للثراء والشهرة
والفضائح الجامحة والشاذة..
ولن ننسى النظرة الذكورية بل و"الشهوانية" للممثلات......
والتي تتشدق بها وسائل التواصل المستحدثة وما يسمى بالجرائد الصفراء.
ونزيد عن ذلك ان الفنانين يستخدمون!
نعم يستخدمون مثلهم مثل لعبة كرة القدم..
يتم استخدامهم – في بعض البلاد –
إعلاميا للتغطية على الأخبار السياسية المثيرة للجدل أو لتمرير زيادات الأسعار الجديدة!
فتعلوا وتيرة أخبار القبض على الفنانين المشهورين بممارسة الرذيلة أو تعاطي المخدرات أو الطلاق أو عدم الاعتراف بأبناءه من إمرأة ما!
وحتى في مراحل سيطرة رجال الدين المتشديدين "مثل الإخوان واتباعهم" يتم استغلال الفنانين والفن في لعبة مايسمى بالحلال والحرام.. والفن المحترم!
والعجيب وبل والأكثر عجبا!!
ما قدمة الفنانون أنفسهم في أعمالهم السينمائية– ولازالوا للأسف- في تقديم شخصية الفنان على الشاشة! خاصة في أفلام السبعينيات والثمانينيات..
بوهيمي.. نرجسي.. متعالي.. شديد الثراء.. الشهرة تطارده في كل مكان..
لا يهتم بعمله.. يمرح ويسهر في سهرات ماجنة كل ليلة..
هو الأمر الناهي.. مستهتر في عمله..
مجتمعه الفني والإعلامى كله كذب ورياء ويستمتع بكل الفواحش!
من شرب ونساء وممنوعات.. فاسد.... الخ ......... !!!
ويكفي أن نظرة المجتمع الآن للفن والفنان أصبحت
شديدة السهولة والتبسيط في الالتحاق بها!
الالتحاق بالثراء والشهرة السريعة!
دونما أي خبرة أو هدف أو مغذي إنساني!
ومن ثم أصبحت تلك هي الصورة المتخيله بل والمتلازمه مع ذكر كلمة..
"فنان".. للاسف الشديد!
ودعونى هنا أوضح شيئا هاما للقارىء العادي..
والذي أجده توضيحا فارقا كبيرا في هذا الشأن
لو تم سرقتك في أحد شوارع "لندن"..
هل معنى ذلك من تجربتك أن كل الإنجليز لصوص؟!
هل الفساد أو السرقة والكذب.. أو الاستقامة أو الأمانة والصدق..
هي صفات إنسانية عامة.. أم هي حكر هي على فئة أو طبقه بعينها من الناس؟
ولكن ما الفارق بين الإنسان العادي والفنان في تلك المعادلة؟
الفيصل والفارق هو
أولا: أن الفنان مسلط عليه ضوءان اثنان ناصعان وكبيران..
الإعلام والذي فيه الفنان مادة أساسية بيعية تجارية هامة..
والاهتمام الجماهيري الجارف بالفنان من محبيه مريديه..
على عكس الإنسان العادي..
ثانيا: أنه يتم استغلال واستخدام الفنان على كل المستويات
سواء لمصلحة الدخل الإعلاني أوالجذب الجماهيري الذي يدر ربحا كبيرًا..
فمصيبة الفنان
هي مكسب لمالك الوسيلة الإعلامية
ومادة سخية لنميمة النساء آناء الليل والنهار!
وهنا يتم جريمة الاغتيال..
الاغتيال المعنوي لشخصية الفنان..
الاغتيال لهوية وضمير المشاهد في الأساس!
ولذا وكنتيجة لذلك أقول وعلى نفس القياس..
لو كان كل مسلم.. إرهابي!!
إذن..
فكل فنان.. فاجر أو داعر!!
وانتتشر مؤخرا..
نظرية "جربناها ونفعت!" و "هو احسن منى فيه؟"
"ما أنا قدر اعمل اللى بيعمله .. بس هي حظوظ!"
أصبحت هي النظريات -السهله- السائدة لحلم الثراء و الشهره السريعه " التيك اواى"!
زيها زى "الفاست فوود" و "الهوم دليفارى"
فيديو واحد على اليويتيوب بكاميرا موبايل وبكبسه زر واحدة..
يتم انتشارة بقوه نظرا لاسفافه او بذائته..او استخفافا لدم صاحبة.. أو لأن حالة المجتمع الآنيه توائمت معه!!
ويصبح صاحب أو صاحبة هذا الفيديو بين يوم وليلة الأكثر مشاهده "ترند"
ثم بعدها سريعا يختطف ليكون نجما اعلانيا او برامجيا كبيرا..
ثم وأخيرا نجما سينمائيا مشهورًا
ويكتب على الشاشة في أول أعماله قبل اسمه
"النجم أو النجمه فلان"!!
وتدور الدائرة سريعا فسرعان ما يراه آخر.. وآخر..
ويصبح هو المثل الأعلى والنموذج الذي يحتذى به!
ولذا فلا لزوم أبدا لدخول أكاديمية الفنون لأربع سنوات طوال
على الإطلاق ودراسة أصول تلك الفنون!!
والتدريب القاسي عليها داخل وخارج الأكاديمية
لسنوات طوال
لاكتساب الخبرة و ثقل الموهبة!!
وبمقارنة بسيطة نستكشف الآتي
في فترة بدايات القرن في الثلاثنيات والأربعينات والخمسينات
تؤكد لنا الأعمال الموجودة الفارق الكبير
ليس فقط في الأعمال نفسها وأنما وقع تلك الأعمال وتأثيرها على المجتمع بشكل واضح جدا عن مثيلتها بدء من نهاية السبعينيات حتى الآن
وذلك في تأثيرها على المجتمع وهوية الشخصية المصرية!
وفى نجوم الفنانين الذين تحولوا إلى المثل القيم
والنموذج الواضح والذي تضرب به الأمثال على مدار التاريخ.
وهنا اسمحوا لي أن اترك هذا التعليق وهذه المقارنة...
لضمائركم أنتم!
دور الفن في المجتمع فعال ومؤثر بشكل واضح
في كل لحظة من لحظات حياتنا اليومية.. للفرد والمجتمع..
بل هو المؤثر الفاعل على... الحالة الاجتماعية... والسياسية والدينية والفكرية بل والتعليمية والقافية.. والعلمية كما سبق وأن ذكرت.
فقد ظهرت الابتكارات والاختراعات التكنولوجيّة من وحي الفنانين التي سهلت أساليب الحياة على الإنسان..
فمن خلال الفنون تقاس حضارة وتقدم الشعوب..
وأهم ما تركته الحضارات القديمة هي الفنون التي تمثلت في النحت والتصوير وغيرها.
ولذا قد ساهم الفن عبر الزمان في تطور البشرية والرقي بها..
فالفن ليس مجرد وسيلة ممن وسائل الترفيه عن معاناة الناس فقط
كما هو مشاع دائماّ!
فالفن هو أداة التفاهم العالمي خاصة في عالم ثورة وسائل التواصل التكنولوجية المستحدثة حاليًا.
التعليقات