يرفع الستار غدا “ الأحد” عن فعاليات النسخة الـ22 من بطولات كأس العالم لكرة القدم، والتي تستضيفها قطر خلال الفترة من 20 نوفمبر الحالي إلى 18 ديسمبر المقبل.
ويطلق المنتخب القطري ضربة البداية في هذه النسخة عقب حفل الافتتاح الرسمي، من خلال مواجهته المرتقبة مع المنتخب الإكوادوري في المباراة الافتتاحية للبطولة على استاد "البيت" بمنطقة الخور، ثاني استادات البطولة من حيث السعة الجماهيرية، حيث يتسع لنحو 60 ألف مشجع.
وتأتي المباراة في افتتاح مباريات المجموعة الأولى بالدور الأول للبطولة، والتي تضم أيضا منتخبي هولندا والسنغال اللذين يلتقيان بعد غد الإثنين.
ومع ضربة البداية، ستشهد بطولات كأس العالم رقما قياسيا جديدا حيث سينضم منتخب جديد إلى قائمة المنتخبات التي شاركت في المونديال على مدار تاريخه، نظرا لأنها المشاركة الأولى للمنتخب القطري في البطولة .
وبهذا، سيرتفع عدد المنتخبات المشاركة على مدار تاريخ المونديال إلى 80 منتخبا.
ومنذ انطلاق البطولة في 1930 بأوروجواي، لم تخل أي نسخة جديدة من زيادة عدد المنتخبات المشاركة في تاريخ البطولة بمنتخب واحد على الأقل، وكان آخر المنضمين للقائمة قبل البطولة الحالية هما منتخبا أيسلندا وبنما عبر نسخة 2018 بروسيا.
وتتسم هذه النسخة بطابع تاريخي كونها الأولى على الإطلاق في أرض عربية وبمنطقة الشرق الأوسط بعدما طافت البطولة معظم أنحاء الكرة الأرضية على مدار 9 عقود منذ انطلاق النسخة الأولى في 1930 بأوروجواي.
كما أنها ستكون النسخة الأخيرة بمشاركة 32 منتخبا فقط، فيما سيرتفع العدد إلى 48 منتخبا بداية من النسخة المقبلة، التي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك في 2026 .
وتحظى النسخة المرتقبة في قطر بالطابع العربي للمرة الأولى حيث تقام في وسط المنطقة العربية للمرة الأولى.
وتعود البطولة إلى القارة الآسيوية من خلال هذه النسخة بعد عقدين كاملين من استضافة القارة للمونديال للمرة الأولى من خلال نسخة 2002 بكوريا الجنوبية واليابان.
ولكن النسخة الحالية 2022 ، ستكون الأولى على الإطلاق التي تقام في فصل الشتاء الأوروبي بدلا من إقامتها المعتادة في منتصف العام خلال يونيو ويوليو.
ويشهد مونديال 2022 مشاركة 7 من المنتخبات الـ8 التي سبق لها الفوز بالمونديال؛ حيث تشهد مشاركة منتخبات البرازيل (5 ألقاب) وألمانيا (4 ألقاب) والأرجنتين (لقبان) وأوروجواي (لقبان) وفرنسا (لقبان) وإسبانيا (لقب واحد) وإنجلترا (لقب واحد) .
ومن بين الأبطال السابقين للمونديال، لا يغيب عن هذه النسخة سوى المنتخب الإيطالي الفائز باللقب 4 مرات سابقة حيث أخفق الفريق في الملحق الفاصل بالتصفيات الأوروبية المؤهلة للمونديال.
وتحظى القارة الأوروبية كالمعتاد بنصيب الأسد من مقاعد البطولة برصيد 13 مقعدا مقابل 5 مقاعد لأفريقيا و4 مقاعد لأمريكا الجنوبية ومثلها لاتحاد كونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) فيما تحظى القارة الآسيوية للمرة الأولى في التاريخ بـ6 مقاعد.
وتخلو البطولة من منتخبات اتحاد أوقيانوسية بعد إخفاق المنتخب النيوزيلندي في الملحق العالمي بالتصفيات.
وتشهد البطولة مشاركة 9 من المنتخبات المصنفة في المراكز الـ10 الأولى بالتصنيف العالمي الحالي الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) حيث يغيب فقط المنتخب الإيطالي صاحب المركز السادس بالتصنيف.
ويتراوح ترتيب منتخبات البطولة في تصنيف الفيفا بين الصدارة التي يعتليها المنتخب البرازيلي بفارق هزيل أمام نظيره البلجيكي، والمركز الـ61 الذي يحتله المنتخب الغاني.
وبرغم هذا، يصعب التكهن مبكرا بهوية المنتخب الذي سينجح في النهاية ويصل لمنصة التتويج باللقب العالمي الـ22 في ظل الترشيحات القوية التي يحظى بها أي فريق والمفاجآت التي شهدتها العديد من نسخ البطولة الماضية.
ومن الإحصائيات التي تحد من إمكانية التكهن بهوية الفائز أو التوقعات القوية بهوية الفرق التي يمكنها تصدر مجموعاتها في الدور الأول، أنه منذ صدور التصنيف العالمي للمنتخبات عن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) في أواخر 1992 لم ينجح أي من مصدر للتصنيف في بداية البطولة أن توج باللقب العالمي بل إن التتويج كان أحيانا من نصيب فريق خارج المراكز الـ10 الأولى بتصنيف الفيفا.
كذلك، شهدت النسخ القليلة الماضية مفاجآت من العيار الثقيل كانت ضحاياها من المنتخبات الكبيرة.
وكان في مقدمة هذه المفاجآت هو سقوط حامل اللقب في 4 من آخر 5 نسخ للبطولة بالدور الأول (دور المجموعات) في النسخة التالية لإحرازه اللقب العالمي.
ولهذا، سيكون الحذر الشديد هو شعار المنتخبات الكبيرة الراغبة في المنافسة على اللقب والمرشحة بقوة له مثل المنتخب البرازيلي المصنف الأول عالميا ونظيره الفرنسي حامل اللقب حاليا.
وبرغم الإصابات التي لحقت بالعديد من النجوم في الفترة الماضية وحرمت هذه النسخة من أكثر من لاعب كبير مثل الفرنسيين نجولو كانتي وبول بوجبا والسنغالي ساديو ماني، ما تزال صفوف المنتخبات المشاركة بهذه النسخة مفعمة بالعديد من النجوم من مختلف الجنسيات.
ويتصدر القائمة بالتأكيد الثنائي الأسطوري الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، اللذان يشارك كل منهما في المونديال للنسخة الخامسة على التوالي.
كما تزخر صفوف المنتخبات الأخرى بالنجوم في مختلف المراكز مثل المهاجم الفرنسي كيليان مبابي وزميله كريم بنزيما والبرازيليين نيمار وفينيسيوس جونيور واللاعبين الإسبانيين بيدري وجافي والمهاجم الهولندي ممفيس ديباي والنجم الأرجنتيني آنخل دي ماريا والمهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي والإنجليزي هاري كين، المتوج هدافا لمونديال 2018 بروسيا، واللاعب الألماني الشهير توماس مولر وغيرهم.
ومع التقارب الهائل للمسافات بين الاستادات الـ8 المضيفة للمباريات على عكس ما كان عليه في نسختي 2014 بالبرازيل و2018 بروسيا، ستكون الفرصة متاحة بشكل أكبر لحصول اللاعبين على كثير من الراحة بعيدا عن طول مسافات السفر والتنقل بين المدن ما يعني إدخار جهدهم للتدريب والتألق في المباريات.
كما كان الفيفا أقر زيادة عدد اللاعبين بقائمة كل منتخب في البطولة إلى 26 بدلا من 23 لاعبا في النسخ الماضية، وذلك بعد الظروف التي عاشها العالم في السنوات الماضية بسبب جائحة كورونا.
وبهذا، سيجلس على مقاعد البدلاء 15 لاعبا وليس 12 كما كان سابقا، كما ستشهد بطولة كأس العالم للمرة الأولى في التاريخ إمكانية إجراء كل فريق لـ5 تبديلات في المباراة الواحدة بدلا من التبديلات الـ3 التي كان معمولا بها في النسخ الماضية.
كما ستشهد البطولة الحالية مشاركة العنصر النسائي في التحكيم للمرة الأولى في تاريخ كأس العالم.
التعليقات