عدد من الزملاء تواصلوا معى، والسؤال الذى تردد بقوة، هل يجوز للمخرج والمدير الفنى للمهرجان أمير رمسيس أن ينتقد صلاة الجمعة على (الريد كاربت)؟
قلت أمير مصرى أولًا ومسيحى ثانيًا، مثلما أنا مصرى أولًا ومسلم ثانيًا، أى أن الشأن الوطنى هو ما نجمع عليه، ويسبق الانتماء الدينى، وإلا أصبحنا مثل الإخوان الذين يفضلون رئيسًا مسلمًا يحكمنا من إندونيسيا على رئيس مصرى مسيحى.
رمسيس يستحق التحية لأنه لم يتردد لحظة فى التعليق رغم أنه يعلم تمامًا أن هناك من سيغض الطرف عن عمق الحكاية ويفتش فقط فى خانة الديانة، كما أنه كان من الممكن أن يطلب منهم توجيه السؤال مباشرة لرئيس المهرجان واسمه الثلاثى للتذكرة (محمد حسين فهمى)، ولو قالها حسين لوجدناها تمر ببساطة.
الشأن المصرى هو قضيتنا جميعًاـ ناهيك عن أن أمير، مدير المهرجان، وعليه أن يقدم إجابة وافية عن أى سؤال، يطرح عليه، أو يراه فى الأفق، لم يتحدث كفقيه دينى وذكر أن الصلاة هى عماد الدين، فقط تناول مكان الصلاة، خاصة أن دار الأوبرا بها جامع، كما أن حول دار الأوبرا فى وسط المدينة عشرات من الجوامع.
لا أتصور أن هذه هى المرة الأولى التى يصلى فيها رواد الأوبرا على (السجادة الحمراء)، غالبًا فعلوها فى مرات سابقة، ولكنها ربما كانت المرة الأولى التى يتم تبادلها بكل هذه الكثافة على (السوشيال ميديا) لم أفاجأ قطعًا بالصورة، كثيرًا ما تحدث فى مصر تنويعات على نفس الحكاية؟ علينا الآن أن نفتح برجل الدائرة لنرى العديد من المشاهد المماثلة، ألم يقدم كاتبنا الكبير وحيد حامد لمحة عن الموظف (أحمد عقل) الذى ذهب للصلاة وترك قضايا الناس فى مجمع التحرير فيلم (الإرهاب والكباب)، لقد ألغت مؤخرًا (المملكة العربية السعودية) القانون الملزم بإغلاق المحال العامة فى وقت الصلاة وتركت ذلك يقع تحت إطار حرية الإنسان فى الاختيار.
فى مصر كثيرًا ما نشاهد تفاصيل مماثلة، فقط ألق نظرة على أهم صرح إعلامى فى مصر وإحدى علاماتها (ماسبيرو)، كثيرًا ما تجد على الطرقات بجوار السلالم تجمعات لصلاتى الظهر والعصر تحول دون إنجاز العمل، رغم أن هناك أكثر من جامع داخل المبنى العريق، وهناك أيضًا عشرات من المساجد حول المبنى! لا أستبعد قطعًا أن هناك رسالة يحملها البعض، من إثارة تلك اللقطات الآن بتلك الكثافة، قطعًا الصلاة من أركان الدين، ولكن هناك أيضًا أماكن ينبغى الالتزام بها فى أداء الصلاة، وبمناسبة (ماسبيرو) والذى هو أكثر الأماكن التى كنت أتردد عليها يوميًّا فى بداية مشوارى الصحفى بمجلة (روزاليوسف) لاحظت أن داخل المكاتب تُعلق آيات قرآنية وأحاديث شريفة، وبكثرة، وبالطبع لا يحق للموظف مهما علا قدره الوظيفى، لو كان يدين بالمسيحية، أن يضع صليبًا أو آية من الإنجيل، المفروض أن هذه أماكن عامة للجميع، ولا يجوز أن يعلوها توجه دينى مسلم أو مسيحى.
التعليقات