صدر في القاهرة منذ أيام كتاب" المغرب من قريب..يوميّات صحفي مصري" ،244 صفحة- نشر خاص، لمؤلفه أيمن عبدالعزيز، الكاتب الصحفي بالأهرام، وهو كتابه الثاني في أدب الرحلة بعد 9 سنوات من إصدار كتابه " المغرب في عيون مصرية .. أسطورة المكان والنساء والتاريخ الحي- الصادر عام 2014.
يتناول المؤلف في " المغرب من قريب" تفاصيل أربع رحلات له بالمغرب تغطي الفترة من 2018 – 2022.
وعن ذلك يقول في المقدمة " في هذا العمل أحاول أن أرسم ملامح بعض المدن التي تنقلت بينها والأماكن التي زرتها أو مررت بها، وأن أحكيَ تفاصيل مواقف كاشفة عايشتها، وأسجل شهادات، وأدوّن ذكريات ومواقف جميلة، مع أصدقاء رائعين، اقتربت منهم وتفاعلت معهم أولا من خلال تجربة عملي مراسلا صحفيًّا للأهرام لثلاثة أشهر ونصف الشهر في الربع الأخير من عام 2018، وبعد ذلك من خلال ثلاث رحلات عمل سريعة بين عاميّ 2020 و 2022، وأعتبر هذا العمل، إضافة واستكمالا لتجربتي وشهادتي التي سجلتها في كتابي الأول "المغرب في عيون مصرية".
وينقسم الكتاب إلي ثمانية أبواب: تناول الباب الأول بعنوان "عقبات لوجيستية سخيفة" بعض العوائق الإجرائية التي اعترضت مهمته كمراسل صحفي بداية من مؤسسته الصحفية مرورا بإجراءات حصوله علي التأشيرة المناسبة (الفيزا) وبعض المعاملات الإدارية والتنظيمية الخاصة بعملية اعتماده كصحفي أجنبي لدي الجهات المختصة بالمغرب، بشكل أثر سلبا علي مهمته التي استهدفها وهي " التواصل الإعلامي "مع هذا البلد الشقيق.
أما الباب الثاني، بعنوان" الصحافة أولا ودائمًا" فتناول فيه المؤلف المقارنة بين بعض ملامح الواقع الصحفي و الممارسات الإعلامية بين مصر والمغرب من حيث السلبيات والايجابيات، كما كشف عن بعض المشكلات الفنية والمهنية التي عاشها كمراسل صحفي وذلك في إطار بعض المواقف العملية، وكيف نجح في التغلب عليها بخبرته العملية، وهي خبرات و نصائح تهم الصحفيين والإعلاميين بشكل عام أثناء عملهم اليومي.
وفي الباب الثالث "رباط الأنوار..مدينة لا يمكن تجاهلها" تحدث الكاتب عن بعض تفاصيل مدينة الرباط، عاصمة المملكة المغربية، ولقاءاته وزياراته بشكل خاص لمقاهيها و معالمها الثقافية والسياحية، و علاقاته ببعض الأصدقاء وخاصة من الإعلاميين، و الأكاديميين والدبلوماسيين بها، كما استعرض في هذا الباب دور، وتأثير المعلمين المصريين في التعليم بالمغرب وخاصة بعد الاستقلال .
وفي الباب الرابع " كازابلانكا..حبيبتي دائمًا" تحدث المؤلف عن تلك المدينة، والتي تعتبر العاصمة الاقتصادية ، للمغرب من خلال علاقاته بالصحفيين فيها، وأنشطته بمعرض الكتاب الدولي ،الذي كان يقام فيها، قبل انتقاله للرباط، كصحفي وككاتب له نشاط ثقافي وإعلامي، ورحلته منها في مهمة صحفية إلي نيجيريا والعودة إليها،وجولاته ومشاهداته بهذه المهمة.
أما الباب الخامس بعنوان " المغرب من قريب" فقد خصصه المؤلف للحديث عن ملامح المجتمع المغربي من الداخل من خلال الحديث عن طقوس حفل الزواج أو" العرس" المغربي،و عن تجربته مع أنواع الطعام المختلفة، وصعوبة البحث عن سكن مناسب له،و تعامله مع المستشفي وتناول الأدوية والفرق بين مصر والمغرب في تلك النواحي، ومغامراته في استعادة بعض الأغراض التي نسيها في القطار أو بمطار محمد الخامس،ورؤيته للمغرب كقبلة جديدة للطلاب الأجانب من الأفارقة والعرب، ومر سريعا علي بعض التطورات السياسية الكبيرة والايجابية التي عرفها المغرب خلال السنوات الأخيرة الماضية، وعلاقة المغاربة القوية بالثقافة والكتب والإبداع.
وفي الباب السادس " جامعة الشعوب العربية في خريبكة" تحدث المؤلف عن زيارتين قام بهما للمدينة من خلال فعاليات نظمها منتدى الأفاق للثقافة والتنمية والتي جعلت هذه المدينة جامعة للشعوب العربية، والعلاقات القوية التي نسجها المؤلف مع عدد من المثقفين والأكاديميين والإعلاميين المغاربة والعرب من دول مختلفة خلال تلك الفعاليات، كما تحدث عن مدينة أبي الجعد ذات الطابع الصوفي، ومهرجانها الدولي للأمداح الصوفية والدينية، وكذلك عن "الزاوية الشرقاوية" التي تعتبر من أهم الزوايا الصوفية في مدينة خريبكة والمغرب كله.
أما الباب السابع" مغرب أخر في الشمال" فيتناول فيه المؤلف علاقته ومشاهداته بمدينتي طنجة و تطوان بشمال المغرب بجماله المدهش، ولقاءاته الإعلامية بقناة "تليفزيون البحر المتوسط" وراديو "بني مكادة" في مدينة طنجة و أسفاره العديدة من وإلي هاتين المدينتين عبر القطارات المغربية وآخرها قطار "البراق" أول قطار فائق السرعة في المغرب و أفريقيا كلها، و رحلته عبر الطريق الساحلي الجميل الرابط بينهما مرورا بـمنطقة"أزلا"، وميناء طنجة المتوسط العملاق، ومدينة "سبته" المحتلة، و منتجعات "كابو نيجرو " و "مارينا سمير"، ثم زيارته لمنطقة "أمتار" و الجبهة بين تطوان و الحسيمة .
وفي الباب الثامن فتحدث فيه عن زيارته لمدينة مراكش واهم معالمها، ولقاءه ببعض الإعلاميين بها وكيف أنه تعرف علي ما يمكن اعتباره نسخة من إذاعة صوت العرب في مصر.
وفي كل قسم بالكتاب حاول الكاتب أن يرسم ملامح "بورتريهات" للشخصيات التي تفاعل معها وكيف أن هذه الشخصيات شكلت علاقاته بها جزءا مهما من هذا العمل عبر كل محطاته والمدن التي تحدث عندها.
كما أن تفاصيل العمل كلها طازجة و تنبض بالحياة وتعكس نماذجا من الواقع المعاش، كما أن شخوصها، من الإعلاميين والأكاديميين والمثقفين، كلها حية من لحم ودم و أغلبها من أعلام المغرب حاليا.
التعليقات