لَم تمر سوى أربعة أعوام على انطلاق المنتدى السعودي للإعلام والآن نحنُ بصدد انطلاق نسخته الثالثة…اليوم يتراءى لَنا كل العالم باتجاه الرياض، ليس في الترفيه والتكنولوجيا والاقتصاد فقط، أضف لهم صناعة الإعلام، الجديد مِنه تحديداً في عالم يتشكّل نحو رؤية جديدة ومنهج جديد للإعلام الجديد وما أدراك ما الإعلام!
ليسَ من وصف المبالغة القول بأن عاصمة المملكة الرياض لها ثقل متنامي في السنوات الأخيرة كواجهة إعلامية إقليمية وهي مما لا يخفى على الكثير أضحت من أكبر الأسواق الإعلامية والإعلانية في المنطقة وإذا عُرف السبب بطل العجب فرؤية المملكة 2030 أضافت زخماً تنموياً اقتصادياً غير مسبوق على مختلف المجالات في المملكة وليسَ الإعلام ببعيد عن هذه الصناعات
والمُنتدى و إن كان حديث العَهد بانطلاقته فَقد أضاف بصمته الظاهرة، فضلاً عن كونه يجمع صنّاع الإعلام من الشرق والغرب فهذا الملتقى يلعب دوراً حيوياً في نقل صورة المملكة الإعلامية لجموع المؤثرين وصنّاع القرار وهو ما يؤدي بدوره أيضا في نقل الصورة الذهنية للعالم عن المملكة وخطتها الاستراتيجية غير المسبوقة للسنوات القادمة والتّطور الحَاصل يوماً بعدَ يوم
الحاصل هنا أن لكلّ مُمارس للإعلام سواء التقليدي منه أو الجديد سَيرى تنوعاً قلّ نظيره في التجمعات الإعلامية المماثلة للمنتدى، بدايةً مِن صناعة التلفزيون مروراً بإعلام وسائل التواصل الاجتماعي ومصادره والإعلام الأمني والذكاء الاصطناعي وغيره الكَثير، كل ذلك غيض من فيض في مُلتقى إعلامي يُبصر الوجهة الإعلامية الدولية الجديدة للإعلام وَ كما في شعار المُنتدى " الإعلام في عالم يتشكل" تُشكّل المملكة عهداً جديداً لهذه الصناعة المتنامية, هذا التنوع الديناميكي في المناقشات و الجلسات التعريفية تشكل رؤية ثاقبة نحو صناعة إعلام جديد مختلف, إعلام ينبثق من المهنية وأخلاقيات المهنة, وفي زمن اختلطت فيه مقاصد ووسائل صناعة الأخبار والإعلام, صار من اللازم على المرء اختيار الوسيلة الإعلامية الأكثر مهنية بعيدا عن ضوضاء التزييف الإعلامي والمقاصد الغير مهنية لها.
جديرٌ بالذكر أن المملكة العربية السعودية تتبوأ موقعًا بارزًا في المشهد الإعلامي على الصعيدين الإقليمي والدولي، نتيجة لجهودها الحثيثة في تطوير وتعزيز المؤسسات الإعلامية الرائدة، التي تتميز بمستوى عالٍ من الابتكار والتأثير, كما يشهد الإعلام السعودي تحولات ملحوظة على مدار العقود الأخيرة في جميع الجوانب، بدءًا من الإصلاحات التنظيمية وصولًا إلى التطورات التقنية والمهنية، بما يهدف ذلك إلى تقديم مضمون إعلامي متميز يتلاءم مع احتياجات وتطلعات الجمهور، وذلك بفضل الالتزام بأعلى المعايير الأخلاقية والمهنية.
وختاماً، يقف المنتدى السعودي للإعلام كمعلم بارز في رحلة المملكة نحو تحقيق رؤيتها الطموحة لعام 2030، مؤكدًا على دور الإعلام كقوة دافعة للتغيير والتطوير. بجمعه بين صناع الإعلام من كل أقطاب الأرض، يلعب المنتدى دورًا حاسمًا في صياغة المستقبل الإعلامي، ليس فقط داخل حدود المملكة ولكن على الصعيد العالمي. الإعلام، في عهده الجديد، يعد بأن يكون أكثر انفتاحًا، تفاعلًا، واحترافية، متسلحًا بأخلاقيات تجاوز الحدود التقليدية للتواصل والتأثير. يقدم المنتدى نموذجًا للعالم، مبينًا كيف يمكن للإعلام أن يكون جسرًا للتفاهم المتبادل والتقدم المشترك. إن التزام المملكة بتعزيز قطاع الإعلام يشير إلى فجر جديد للإعلام العربي والعالمي، حيث الابتكار، الشفافية، والمسؤولية يمهدون الطريق نحو مستقبل واعد لصناعة الإعلام.
التعليقات