هل بدلت الموسيقى يوما مزاجك؟ هل أشعرك يوما صوت العصافير أو صوت البحر براحة؟
أنت لست واهما. فللأصوات قدرة سحرية على تبديل المزاج، وفتح طاقة سعادة في روتين الأيام. على مدار التاريخ تستخدم الأصوات المختلفة في تغيير مشاعر مستمعيها من أصوات العصافير وصوت البحر والمطر وغيرها من الأصوات المريحة للأعصاب وأيضا استخدمت أصوات أخرى منذ زمن طويل للتشجيع وتخويف العدو مثل طبول الحرب والبوق وغيرها من الأصوات للاحتفال والتعبير عن السعادة.
وإذا تأملت كل الطرق المستخدمة في الأماكن الروحانية والدينية بمختلف الأديان إلا أنهم استخدموا نوع من أنواع العلاج بالموجات الصوتية فعلى سبيل المثال في جبال التبت استخدموا ما يسمى بالبولات الغنائية وهناك ما يسمى بالجونج ولا ننسى أجراس الكنائس وآذان المساجد وتجويد القرآن فهي أيضا نوع من أنواع استخدام الصوت لعلاج النفس والروح.
ولكن تحول الأمر الآن إلى تقنيات العلاج والتأمل بالصوت وخضع العلاج بالصوت لفترة من إعادة الاكتشاف وهو الآن على استعداد للكشف عن تعقيدات الشفاء على المستويين الخلوي والنفسي، وقد استخدم الصوت والموسيقى والأدوات كنوع من انواع العلاج في جميع الحضارات القديمةمثل قدماء المصريين واليونانين و التبت والهند، من أجل شفاء الجسد والعقل والروح.
والآن أصبحت تقنيات العلاج بالصوت من أكثر الطرق شيوعا والاكثر تأثيرا حيث يشعر الفرد بعدها مباشرة باختلاف في جسده ومشاعره، حيث أن تأثيرها فوري ويتحرك في الجسم بسرعة كبيرة حيث أن الموجة الصوتية تستطيع ان تخترق كل ما هو صلب او غاز او سائل، فهذا كل ما جسدنا من صلب مثل الاعضاء والعظام وغازات متواجدة من الجهاز التنفسي والهضمي وسوائل مثل الدم والسوائل المخ و الجهاز الهضمي والتناسلي وغيرها -حيث ان الجسم البشري يحتوي على 60% ماء وسوائل، لذلك استطاع استخدام الموجات الصوتية يثبت جدارته في الوصول الي ادق الخلايا، لذلك نالت اقبالا وتقبلا من بين الممارسين والعملاء في كل انحاء العالم. واوضح الدكتور ميتشل جينور، مدير قسم الأورام الطبية والطب التكاملي، مركز الوقاية من السرطان بجامعة كورنيل في نيويورك".
أن الصوت هو اهتزاز ونعلم أن الاهتزاز يلمس كل جزء من كياننا الجسدي، فإننا نفهم أن الصوت لا يُسمع فقط من خلال آذاننا ولكن من خلال كل خلية في أجسادنا. أحد الأسباب التي تجعل الصوت يشفي على المستوى الجسدي هو أنه يلامسنا بعمق ويحولنا على المستويات العاطفية والروحية. يمكن للصوت أن يصحح الاختلالات على كل مستوى من مستويات الأداء الفسيولوجي ويمكن أن يلعب دورًا إيجابيًا في علاج أي اضطراب طبي تقريبًا."
من خلال الازدهار الحالي للأبحاث في هذا المجال، يتطور فن العلاج بالصوت القديم بسرعة إلى علم جديد ومحترم. هناك الآن قدر هائل من الأبحاث حول الفوائد العلاجية للموجات فوق الصوتية، بما في ذلك استخدامها في تفتيت حصوات الكلى وتقليص الأورام. بالإضافة إلى ذلك، يُعترف الآن أيضًا بأن الموجات تحت الصوتية والصوت المسموع يتمتعان بخصائص علاجية هائلة.
وقد أضاف لأن الصوت يؤثر أيضًا على القنوات الأيونية الخلوية لاستحضار استجابة علاجية. تقع القنوات الأيونية داخل غشاء الخلية، وهي الطريقة التي تتلقى بها الخلية الغذاء وتتواصل مع الخلايا المجاورة. في الخلايا غير الوظيفية، يُعتقد أن بعض هذه القنوات الحيوية مغلقة، مما يتسبب في نوم الخلايا حرفيًا. في هذه الفرضية، يفتح الصوت القنوات المغلقة، مما يدعم صحوة الخلية واستئناف عملها الطبيعي والتكاثر.
وعلى جانب رئيسي آخر من جوانب الشفاء بالصوت هو "علم الموجات"، دراسة الظواهر الموجية التي بدأها الطبيب السويسري وعالم الطبيعة هانز جيني (1904-1972). اكتشف جيني أنه يمكنه استخدام الصوت لتحريك المساحيق الخاملة والمعاجين والسوائل إلى أشكال متدفقة تشبه الحياة تعكس الأنماط في جميع أنحاء الطبيعة والفن والعمارة. علاوة على ذلك، تم إنشاء هذه الأنماط باستخدام اهتزازات موجة جيبية بسيطة (نغمات نقية) ضمن النطاق المسموع. يخلق الصوت نمطًا ديناميكيًا يشبه الماندالا في كل جزيء ماء في جسمك المادي، وبما أن الجسم يتكون من 60% ماء، فإن التأثير على نظامك بالكامل فعال للغاية. وبالتالي، نرى تمثيلًا ماديًا للاهتزاز، وكيف يتجلى الصوت في شكل من خلال وسيط من مواد مختلفة.
ومن هنا ممكن ان ندرك أهمية ما نسمعه يوميا ومدى تأثيره علينا ليس فقط من الجانب النفسي ولكن على جانب الجسدي والخلوي ان كل تردد تسمعه من موسيقي وصوت وكلمات له تأثير واضح على صحتك النفسية والجسدية، فلابد ان نعيد النظر في كل الأصوات المحيطة بنا والأغاني والموسيقى التي نسمعها بشكل يومي.
التعليقات