صُدرت عن بيت الحكمة للصناعات الثقافية بالقاهرة، رواية "ليالي الكرمة" أحدث روايات الشاعر والروائي أحمد فضل شبلول، وتعرض حاليا في معرض القاهرة الدولي للكتاب في صالة (1) (B43).
رواية "ليالي الكرمة" تدور حول حياة أمير الشعراء أحمد شوقي (1868 – 1932)، من وجهة نظر معاصريه، سواء كانوا أصدقاءه من السياسيين الكبار من أمثال الخديوي عباس حلمي، ورئيس الجمهورية السورية محمد علي العابد، والزعيم سعد زغلول، أو أفراد أسرته والعاملين عنده (مثل سكرتيره وكاتبه)، أو من الشعراء والأدباء والنقاد والكتَّاب والصحفيين الذي عاصروا شوقي واختلفوا إلى فيلته "كرمة ابن هانئ" القديمة في المطرية، أو الجديدة في الجيزة. سواء كانوا ممن أنصفوا شوقي في حياته وشعره، أو هاجموه وانقلبوا عليه، مثل عباس محمود العقاد ود. محمد حسين هيكل.
فضلا عن وجود شخصيات تاريخية كانت لها علاقة أدبية بأحمد شوقي مثل كليوباترا التي كتب عنها مسرحيته الشعرية "مصرع كليوباترا" أو شخصيات تخيل الكاتب أن لها علاقة بأمير الشعراء مثل الفنان التشكيلي محمود سعيد.
وتعتمد رواية "ليالي الكرمة" على تقنية الرواية الصوتية أو البلوفونية، فكل شخص يحكي الحدث نفسه أو يحكي عن الشخصية نفسها من منظوره الخاص، ومن هنا يأتي ثراء الشخصية الروائية التي يدور حولها العمل.
وعلى ذلك يرى مؤلف هذه الرواية أنها "رواية السيرة الغيرية الصوتية"، لأنها ليست رواية السيرة الذاتية التي يكتبها المؤلف عن نفسه، وإنما هو يكتب عن شخص آخر غيره (وهو هنا أحمد شوقي أمير الشعراء)، ثم يستدعي من عاصر هذا الشخص ليتحدث عنه.
وقد بلغت الشخصيات التي تحدثت أو روت عن أمير الشعراء أحمد شوقي 28 شخصية مؤثرة في حياة الشاعر، وقد أضفى الكاتب بعض الخيال على بعض الأحداث المتوائمة مع الشخصيات التي تتحدث عن شوقي، أو مع شخصية شوقي نفسه، حيث يتماهى الواقعي أو الحقيقي مع الخيالي أو الفنتازي في بعض فصول هذه الرواية.
وقد ذكر الكاتب في نهاية الرواية أهم المصادر والمراجع التي رجع إليها أثناء كتابة هذا العمل الجديد عن حياة أمير الشعراء أحمد شوقي وشعره.
وجاءت كلمة الناشر على ظهر الغلاف موضحة أهمية هذا العمل، فهو يقول:
إننا أمام رواية تستند إلى الحقيقة، وتتعامل مع مادتها، وتعالج محتوياتها بفنية درامية قادرة على التأثير الجمالي والذهني معًا، منتجة رواية بحث، يشارك في تكوينها العلم والفن. فهذا العمل مرآة سردية، تعكس صورة أمير الشعر أحمد شوقي من منظور شخصيات مرجعية، استطاع الكاتب أحمد فضل شبلول أن يُسلط عليها ضوء المتخيل؛ لترسم أوجهًا متنوعة تتشكل من خلالها ملامح الشاعر الفذ.
إن استنطاق عالم شوقي الحقيقي أو الفني ليتحدث عن هذا المبدع بشعره ومسرحه ونشاطه الفكري وعلاقاته السياسية وزمنه الثري، الذي تأسست فيه شخصية مصر المعاصرة بعروبتها وإنسانيتها؛ يضع النص في منطقة تمتزج فيها الواقعية بالفن، لتؤسس خطابًا متعدد الرؤى، يسمح لوجهات النظر بالتحاور، فتظهر الملامح العميقة لرجل استطاع أن يتصدر الإبداع الشعري العربي مهما تعرّض للنقد، بل إن منجزه يزداد قيمة مع الوقت كعملة ذهبية قديمة.
التعليقات