في خطوة رائدة في الطب القلبي الوقائي، تم الإعلان رسميًا عن توقيع اتفاقية لإطلاق أول مركز من نوعه في المنطقة للتدريب والوقاية من أمراض القلب، بالتعاون بين شركة Myocardial Solutions الأمريكية ومركز جيميللي في دبي، وبمشاركة علمية من نخبة من أساتذة الطب العالميين، من بينهم البروفيسور Massimo Massetti، رئيس قسم جراحة القلب في جامعة القلب الكاثوليكية في روما، والبروفيسور Marco Ciccozzi، أحد أبرز العلماء في مجال الأوبئة الوراثية، والبروفيسور Raphael Rivero، المدير الطبي لـ Myocardial Solutions في أوروبا والشرق الأوسط.

تكنولوجيا مبتكرة لعصر جديد في الطب الوقائي القلبي
المركز الجديد سيُقدّم تدريبات متخصصة في استخدام تقنية MyoStrain وMyoStress، وهي تقنيات مبتكرة تُتيح للأطباء تشخيص مبكر لوظائف عضلة القلب بدقة عالية قبل ظهور الأعراض السريرية، مما يُمكّن من التدخل العلاجي المبكر وتفادي تطور الأمراض إلى مراحل حرجة. وتُعد هذه التقنية ثورة حقيقية في مجال الرعاية القلبية، حيث تعتمد على تحليل دقيق لحركة الجدار العضلي للقلب باستخدام صور متقدمة، وتُظهر أدق المؤشرات الحيوية التي قد لا تُكشف بالوسائل التقليدية.

صرح البروفيسور عبدالله راوح، مدير مركز جميللي في دبي وأستاذ جراحة القلب في عدد من الجامعات الأوروبية، على هذه الخطوة بقوله: “إطلاق مركز الوقاية القلبية والتدريب في دبي يمثل محطة مفصلية في تاريخ الطب الوقائي في المنطقة. نحن لا ننتظر المرض حتى يحدث، بل نبادر بالوقاية، بالتشخيص المبكر، وبإعطاء الأطباء أدوات معرفية وتقنية تُساعدهم في حماية المرضى وإنقاذ الأرواح.”

وأضاف: “شراكتنا مع Myocardial Solutions وجامعة جيميللي الكاثوليكية في روما هي مثال على تعاون علمي دولي يخدم هدفًا إنسانيًا نبيلًا، وهو تطوير نظام صحي أكثر استباقية وعدالة.”

رؤية مستقبلية للتدريب والبحث العلمي
المركز سيُوفّر برامج تدريبية للأطباء والفنيين والباحثين من مختلف دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وسيكون منصة مفتوحة للتعاون العلمي وتبادل الخبرات. وسيتم خلال المرحلة المقبلة إطلاق برامج مشتركة مع جامعات في روما وباريس ولندن، كما سيتم اعتماد المركز كمركز تدريب إقليمي رسمي لتقنية MyoStrain في المنطقة.
عن Myocardial Solutions
شركة أمريكية رائدة في تقنيات التصوير القلبي المتقدمة، وتُعتبر مطوّرة لتقنية MyoStrain المعتمدة في عدد من المراكز الطبية في الولايات المتحدة وأوروبا، وتُستخدم في تقييم أداء القلب بدقة متناهية عبر التصوير بالرنين المغناطيسي وتحليل أنماط الانقباض العضلي القلبي.
يمثل هذا التحالف الطبي والعلمي مرحلة جديدة في تطوير الرعاية الصحية المبنية على الذكاء الاصطناعي والتحليل البيولوجي الدقيق، ويضع دبي في مقدمة المدن التي تستثمر في الطب الاستباقي.
من دبي.. تنطلق رؤية جديدة لطب المستقبل
في وقت تتسارع فيه التحولات الطبية حول العالم، يأتي إطلاق مركز الوقاية القلبية والتدريب في دبي كإعلان صريح عن ولادة مفهوم جديد للرعاية الصحية في المنطقة؛ مفهوم يتجاوز العلاج إلى الاستباق، ويتجاوز التشخيص إلى التنبؤ، ويُعيد ترتيب أولويات الطب الحديث بما يخدم الإنسان أولًا.
هذا المشروع لا يُمثل فقط تعاونًا بين مؤسسات رائدة وشخصيات علمية بارزة، بل يُجسد روح الابتكار الجماعي الذي يُعيد رسم خارطة الطب الوقائي على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. من خلال هذه الشراكة النوعية، تُثبت دولة الإمارات أنها لم تعد فقط وجهة للعلاج، بل باتت منصة عالمية لإنتاج الحلول الصحية وتصدير النماذج المُلهمة في التشخيص المبكر والتدريب المهني المتخصص.
إن العمل الذي يقوده البروفيسور عبدالله راوح بالتعاون مع نخبة من العلماء والمؤسسات العالمية هو خطوة واعية نحو المستقبل، حيث لا ينتظر الطب ظهور المرض، بل يتعقّبه مبكرًا، ويُحاكيه علميًا، ويُعالج أسبابه قبل أعراضه.
هنا في دبي، لا يُبنى مركز طبي فقط، بل يُبنى فكر جديد يضع الوقاية على رأس هرم الصحة، ويمنح الإنسان فرصة للحياة بجودة أعلى، وطمأنينة أكبر.
التعليقات