سوف أذكركم بنظرية الضفدعة والماء الذى يتم زيادة درجة حرارته تدريجيًا، حتى يصل لمرحلة الغليان، وفى هذه الحالة تلقى الضفدعة حتفها، لأنها لم تستطع القفز فى الوقت المناسب.
ما حدث من النجم الجماهيرى تجاه زوجته التى صارت طليقته أعاد إلى ذاكرتى حكاية الضفدعة، أرادوا أن يحيلوها إلى ضفدعة وعليها أن تتحمل حتى آخر نفس، وإلا نعتوها بأفظع الأوصاف، بعد أن لاحقوها بالشائعات التى تنال من سمعتها.
هى أدركت المصير المرتقب واستجمعت ما بقى لها من طاقة وقفزت بعيدًا، بينما الإناء لايزال يغلى، وقرر النجم ألا يتركها فى حالها، عليه أن يؤدبها بعلقة ساخنة، مسجلة ولها شهود، ولا أتصور أن فى بلادى من هو فوق القانون.
هناك من يكتب، خاصة من زميلات النجم، ما يدعو فى الحقيقة للرثاء لهن، مثل تلك الممثلة التى قالت: «طالما اعتدى عليها جسديًا فمن البديهى أنه لن يفعل ذلك من (الباب للطاق)، ولكن لأنها استفزته»، بالمناسبة وكما يقول المعجم إن (الطاق) كلمة فارسية تعنى الشباك الصغير، أى لا يوجد أى طريق للهروب.
منتهى الخضوع، يتعايشون معه، ويريدون من الجميع أن يقفوا فى نفس الطابور، هل تتذكرون حكاية فيلم (أريد حلًا) تعاطفنا مع فاتن حمامة رغم أنها كانت زوجة لنجم النجوم رشدى أباظة، وقررت بعد ربع قرن من الذل والهوان أن تطلب الطلاق، وظهر أيضًا فى حياتها إنسان آخر، وكان بينهما خيط عاطفى، وظل الجمهور منذ ٥٠ عامًا حتى الآن متعاطفًا مع فاتن حمامة، مؤيدًا حقها فى الهروب، مؤيدًا موقفها أن تعيش أيضًا حياتها بعد الطلاق.
ما تابعناه واقعيًا قبل نحو أربعة أيام محل تحقيق الآن، لو صح فهو يعد إحدى ظواهر السادية فى ممارسة القهر والعذاب.
شاهدنا داخل أسرة النجم ابنًا اختار الانحياز لموقف الأب ومسح صور الأم، وابنة فعلت العكس، وتلك هى ذروة المأساة أن يصبح الأبناء طرفًا فاعلًا، وعليهم الاختيار بين أب وأم.
لا أريد أن يمتد هذا الفصل أكثر من ذلك، ومن بدأ المأساة ينهيها، ومن أشعل النيران يطفئها، كما قال (نزار قبانى).
النجم بعيدًا حتى عن أن هناك تجاوزات تضعه تحت طائلة القانون، وتحديدًا فى الواقعة الأخيرة، وأنه استعان بفريق من المذيعات والفنانات للدفاع عنه، إلا أنه لايزال يملك القرار بإيقاف تلك المأساة، ويعترف بأن من حق الطرف الآخر الهروب قبل فوات الأوان، ولو كان هناك رجل آخر فى حياتها فهذا حقها، طالما قررت الانفصال فلا لوم عليها.
النجم يتخبط، وبين الحين والآخر يعلن أن ما يُنشر على صفحته لا يعنى موافقته، ولكن هناك من فعل ذلك بعيدًا عنه، إلا أن الواقعة الأخيرة تؤكد أنه الفاعل الحقيقى.
أراه قلقًا بسبب صورته الذهنية التى اهتزت عند الرأى العام، ولم يعد عنوانًا للشهامة والجدعنة مثلما كان يتمنى، من يدافعون عنه لم يستطيعوا تبرير خطيئة ضرب طليقته سوى أنها استفزته بأفعالها، وعليها أن تتلقى العقاب المستحق.
تعلمت من درس الضفدعة وقفزت من الماء المغلى، بينما هم يريدونها أن تعلن فروض الطاعة والولاء وتعود منكسة الرأس، وتلقى بنفسها مجددًا فى نفس الإناء!!.
التعليقات