(1) كيف تشرح لهم؟ وهم في طغيانهم يعمهون؟!!
يحسبون أن صنيعهم أفضل صنيع!!
كيف تشرح لهم أن ما يصنعونه كيد ظالم، ولا يفلح الظالم حيث صنع وأتى؟!
يذهبون إلى الحج أو العمرة سعياً لغسل الذنوب!!
كيف لذنوبك أن تُغْسَلَ، وذنوبك مستمرة كما هي قبل وبعد الحج أو العمرة؟
لا يأتون الله بقلب سليم، ويظنون أنهم معمرون في الأرض، والأرض يرثها الله؛ ولله ملكوت السموات والأرض..
يتّبعون الغاوين ويتبعون المخببين ويتبعون شياطين الإنس والجن ولا يتعظون.. لا يتعظون رغماً على إعمال العقل وسبل الرشاد والهداية والوسائل المفتوحة الشرعية التي تنير القلوب وتعقّل العقلاء، وتوجه إلى سُبل الرشاد..
يلبسون عمامة الطهارة ويُحَلّون بأساور من عفةٍ، وفي داخلهم قذارة.. قذارةٌ تفيض وتكفي للاشمئزاز والحقارة.. اشمئزاز وحقارة يستحقونها على صنائعهم الخبيثة التي تولِّدُ خسارة.. خسارة لصحبة الأخيار، وخسارة ما يحسبونه مستمرا، ولا يمكن اندثاره..
كيف تشرح لهم؟ وهم في طغيانهم يعمهون؟!!!
(2) بين زمنين..
زمن ولى، وزمن هلا..
- زمن كان فيه الوقت سحرا بين ضحك ولهو - تحت أفنان الخميلة - ولا محسوب فيه كم من الوقت مرا..
- وزمن ها نحن ذا نعيش فيه ولا نعرف ماهيته!! ونتسائل فيما بيننا هل هو زمن جميلٌ وأخّاذ، أم هو زمن غريبٌ وطعمه مُرّا!!؟
- زمن كان الصفاء فيه والانسجام فيه وطيب الخاطر فيه.. أمورٌ عذبةٌ براقةٌ لا تجد لها أسف ولا حسرا، تشتاق لها وتحن لها، وتتمنى لو أنها تعود إليك لتحيا بها وتنعم بها ولو من العمر فقط شهرا.
- وزمن فيه الصفاء لونه رمادي والانسجام فيه لونه ضبابي وطيب الخاطر لا يعرف لونه عندما يتمازج بين زرقةٌ وصفراء جمّرا، وتستغرب من ذلك!! ولماذا ذلك؟ ومنهم من تراه منسجماً بذلك، ويعدّه أفضل مراحل العمر رقميا وتترا..
- وها نحن ذا لا نعلم أي الزمنين أفضل، زمن جميلٌ وبديعٌ ولا يعود وقد ولى، أم زمن سريعٌ غريبٌ له أُناس رحبوا به وتعاملوا معه وقالوا له بكل صدر رحب أهلا وسهلا..
- بين زمنين.. زمن ولى وزمن هلا.. زمن عتيقٌ عبقه عطرا، وزمن فيه الكلام كله غير مترابط، ويُعد منذ البداية ًكله هذرا..
(3) لاحظت فقط ما تريد، وخسرت..
لم تلاحظ شيئا.. لاحظت فقط ما تريد، وخسرت.. خسرت المزيد الجديد المفيد الفريد يا فقيد.
لم تلاحظ شيئا؛ لم تلاحظ الأهم الذي لا يحتاج مِّنكَ إلى جهد جهيد، والذي لا يحتاج مِّنكَ الإ أن توجه سؤال موجهٌ إليّ والإجابة عندي أنا.. عندي أنا فقط وهذا بكل تأكيد. فقط اسأل.. اسأل ولكن لن تلقى الإجابة الكافية الشافية يا وحيد، لن تلقاها أبداً أبداً بعد أن قررت أنت ترحل هكذا فجأة، ولم تحترم الشخص.. الشخص الذي قد يفتح لك باب العمر السعيد.
لم تلاحظ شيئا، لاحظت فقط ما تريد، فغابت عنك أَشياءُ تُفيد القلب، وتؤنس الروح، وتُريح النفس، وتُخاطب العقل، وتُجلب السعادة وتُحقق المزيد .. المزيد من الأشياء الإيجابية التي تُحيي الحياة وتقدم الجديد .. الجديد المفيد الفريد والحميد.
لذلك لم تلاحظ شيئا .. لاحظت فقط ما تريد، وخسرت .. خسرت الرجل الصادق الكريم الشهم الوفي والعضيد ...
(4) العزلة..
- أن تعتزل ما يزعجك ويؤذيك.
- أن تُبدع وتنجز في صمت دون ضجيج.
- أن لا تسمع أو تشاهد كل غث أو كل وصفة أدوية أو كل وصفة أعشاب أو كل تعريف أو كل إفتاء دون وجود الإثبات أو المرجعية الأكيدة من المصدر الصحيح أو الموثوق.
- أن تختار الأشخاص الإيجابيون الذين يضيفون لك ويحفزونك ويسعدونك ولهم طابعهم الخاص من طبائع وثقافة ونفس خفيفة.
- أن تراجع الذات وتصحح الأخطاء وتقيم القدرات وتحدد الغايات.
- أن تجد السلام الداخلي .. السلام الروحي والعقلي، وأن تتمتع بالصلابة الذهنية.
- أن تحافظ قدر المستطاع على الاحتياطي المعرفي.
- أن لا يصاحبك أي أسف أو أي ندم على هذه العزلة.
- أن تكون سيد نفسك، ملك فكرك، أمير لحظاتك، أستاذ فلسفتك ودكتور قراراتك.
(5) يا القاسي اللطيف ...
يا نجم الليل يا روح النهار ...
انتظرتك .. انتظرتك لين ما ملّ مني الانتظار..
انتظرتك .. انتظرتك، وآخيراً اتخذت القرار، لا وألف لا للانتظار ...
لا وألف لا لإعادة المحاوله والتكرار، لأن ما بدر منك فعل مُخزٍ .. مُخزٍ ما يتحمله كبار ولا صغار ...
ما يتحمله الإ ذليل قوم .. شخص متعود على الخُنُوع والانكسار ...
وأنا عزيز قوم .. عزيز قوم ما تنكسر هيبتي ولا تنحني هامتي الإ في صلاتي للعزيز الحكيم الغفار ...
فأما تبادر، تعود، تلوح، تنوه بالعذر لأني أعرفك عزيز نفس، وطيب ؛ وفي ذات الوقت جبار ...
كشخصيتي ما تسامح أبد أبد بعد السماح الأول والثاني وبعض التغاضي والتماس بعض الاعذار ...
ما تسامح أكثر ولا ترجع أبد تسامح إذا أخذت القرار آخر قرار ...
لكن فيما بيننا، تشذ القاعدة، يشذ القرار، تشذ الأعذار، ويتجمع لأجلنا عبق الأزهار ...
إن ذبل زهر في موضع معين، تكونت في مواضع أخرى أروع أزهار ...
أزهار تريح ناظر العين، وجيوب الأنف، وشعب الهواء، وتخفف ثقل الأفكار ...
ولذلك أُذّكرك ؛ أما تبادر أو تلوح او تنوه بالعذر، ولا وإلا، لا وألف لا وألف لا للانتظار، لا وألف لا ألف لا لفتح الحوار وكثرة الاستفسار، وانتهينا .. انتهينا لا ضرر ولا ضرار..
والأمر عندك الآن .. عندك الآن وأنت تعرف المسار، أما عني أنا؛ فأنا انتظرتك لين ما ملّ مني الانتظار..
يا القاسي اللطيف أنت لك نصف اختيار، وأنا لي نصف اختيار، خلينا .. خلينا نتفق على الاختيار .. يا نجم الليل يا روح النهار .. نحن الاثنين ما بيننا شيء عظيم .. شيء عظيم يفوق ما يسمى أو ما يوصف بالوقار، وكفانا كفانا انتظار .. كفانا انتظار لا يُحيي الليل ولا يُحيي النهار، وأنا أنا انتظرتك لين ما ملّ مني الانتظار...
(6) رغم الجمعه وحيد .. رغم الحضور وحيد...
رغم الجمعه وحيد .. رغم الحضور بعيد .. بعيد بعيد بعيد .. أبعد عن هذا الحديث المتكرر بحري .. أبعد عن هذا الحيز الضيق المستهجن فكري ..
تائه .. تائه بدونهما.. أبحث عنهما .. أين هما .. أين أجدهما قلمي وحبري!!؟
خطأ تركتهما .. خطأ ظننت أن لا مكان لهما بيننا .. بين جمهوري المتقلب وبين خواطري ونثري ...
خطأ حضرت .. صواب حضرت .. لا أعلم لا أعلم ؟ ما أعلمه أنني تائه .. سارح .. متعب ..هائم .. هائم في سماء بؤبؤ عينيك يا سنا فجري ...
وفجري أنا فسيح بعيد سعيد .. سعيد بمحياك المشرق، ويسعد أكثر وأكثر كلما تذكرت سحر رمشك الظليل الأسود الخدري..
ألا سحقا لهذه الجمعه التي فيها النوم قليل، وفيها الصخب كثير، وفيها الاستيعاب بطيء، وفيها بعض الحضور الذي يُضيّق حديثه الممقوت على صدري..
أنا بعيد بعيد بعيد .. أبعد عن هذا الحيز الضيق المستهجن فكري .. أنا أنا .. انا لي حياتي، أسلوبي، تأثيري، أيديولوجياتي، تقلباتي وكاريزما سحري..
رغم الجمعه وحيد .. رغم الحضور بعيد .. بعيد بعيد بعيد .. أبعد عن هذا الحديث المضبب الجالب للمشاكل قهري...
أنا بعيد بعيد أبعد عن هذا التجمع الصفري المناخي المتقلب نهري .. لذا عُد إلى النوم .. عُد إلى النوم يا عادل، واترك عنك هذا التجمع السخيف المذموم الذي لا يفيد ولا يقرب المسافات الفكرية ولا يُثري.
التعليقات