على الرغم من انتشار متاحف الطفل في عدد من الدول داخل عالمنا العربي إلا أن الفكرة ما تزال لا تحظى بالدعم الكافي من الجهات والهيئات الثقافية، فضلًا عن ضعف التغطية الإعلامية لأنشطة تلك المتاحف أو التوعية بأدوارها الثقافية المهمة.
لم تعد تلك المتاحف مجرد مكان للترفيه عن الطفل عن طريق زيارة مدرسية أو رحلة عائلية، بل أصبح الأمر هو كيفية توفير إطار شامل للثقافة والمعرفة لدى الأجيال الجديدة من الأطفال.
لقد تطور مفهوم متحف الطفل لدرجة أن الأمر لم يعُد مجرد مشاهدة مقتنيات أو أعمال فنية قد تصيب الطفل بالملل في عالمنا الرقمي المعاصر. صارت متاحف الطفل بيئة تفاعلية جاذبة للطفل تجعله يعيش تجارب حية بين الثقافات والحضارات المختلفة، وتقدم له مزيجًا بين عظمة الماضي ورؤية المستقبل. وقد تطور سيناريو العرض المتحفي لدرجة كبيرة مكنت المتاحف من النهوض بدورها التعليمي في المجتمع على أكمل وجه.
بدأت متاحف الطفل تقدم رسالتها الثقافية والحضارية بطريقة عصرية تحفز الأطفال على اكتساب مهارات حياتية مختلفة، بل وتنمي قدراتهم التعليمية وتثير فضولهم نحو التطلع إلى المستقبل. بالإضافة إلى ذلك كان التصميم الحديث للمتاحف أحد الأسباب التى ساهمت في جذب أنظار الأطفال.
ونرى حاليًا في عدد من الدول الأوروبية متاحف للأطفال خاصة بالفلك أو الطعام أو تطور العلوم وغير ذلك من الموضوعات التي تخاطب مرحلة الطفولة بأسلوب شائق وجذاب.
في حقيقة الأمر لم تعُد التربية المتحفية مجرد جولات ترفيهية أو زيارات تعليمية، بل تحول الأمر إلى برامج علمية رصينة تلبي احتياجات الطفل وتدفعه للتأمل والتحليل والتجريب وممارسة التفكير الإبداعي. وينبغي لوسائل الإعلام في العالم العربي أن تبرز أدوار تلك المتاحف وتُعرف ببرامجها، وأن تكون برامج التربية المتحفية جزءًا من رسالتها الإعلامية.
بـاحث في التــاريخ والتـراث
التعليقات