اليوم الدولي للسلام هو مناسبة تحتفل بها الأمم المتحدة سنويا في 21 سبتمبر لتعزيز السلام عالميًا وإنهاء النزاعات. في هذا اليوم، تركز الأمم المتحدة على نشر ثقافة السلام والتفاهم والتسامح، مع دعوة الأفراد والدول للمساهمة في بناء عالم خالٍ من العنف وعدم المساواة.
أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الدولي للسلام في عام 1981 بهدف تعزيز مبادئ السلام في جميع أنحاء العالم.
وتم لاحقا تحديد تاريخ 21 سبتمبر للاحتفال بالمناسبة سنويا.
ويشجع هذا اليوم على وقف العنف ونزع السلاح وتعزيز ثقافة السلام. ويسلط الضوء على أهمية بناء عالم خال من العنف وعدم المساواة.
ويرتبط اليوم ارتباطا مباشرا بأهداف التنمية المستدامة، من خلال معالجة الفقر وعدم المساواة والتهديدات البيئية والظلم.
وتدعو الأمم المتحدة إلى استخدام هذا اليوم لتثقيف الجمهور حول قضايا السلام وأهميته.
وتحي مصر اليوم، جنبا إلى جنب مع منظمة الأمم المتحدة، يوم السلام العالمي، لتطالب من خلاله باضطلاع المجتمع الدولى بمسئولياته لإنهاء الحروب الجارية وتعزيز عمليات السلام اللازمة طبقاً لقواعد القانون الدولى القائمة وتفعيلا لمبادئ ومقاصد المنظمة العالمية.
لقد كانت مصر في طليعة الدول المساهمة في إحلال السلام عالمياً، بدءاً من دورها كمؤسس للأمم المتحدة، ولتجمعات الجنوب العالمى، وعلى رأسها حركة عدم الانحياز ومجموعة الـ77 المطالبة بنظام دولى منصف، عادل، يحترم القانون الدولى ويحقق التطلعات التنموية لشعوب العالم أجمع، وهى الضمانة الأوثق لصيانة السلم والأمن الدوليين.
إن هذا الدور الرائد في جهود إحلال السلام امتد أيضاً إلى جميع الأزمات في الدول المجاورة، وعلى رأسها ليبيا والسودان والصومال من خلال الحفاظ على المؤسسات الوطنية في دول الجوار وتمكينها من أداء المسئولية المنوطة بها لخدمة لشعوبها وتحقيقا لتطلعاتها. ولا تقتصر مساهمة مصر على المشاركة النشطة في جميع محادثات السلام ذات الصلة، وإنما تقوم كذلك بتسخير كافة قدراتها في دعم تلك الدول الشقيقة المجاورة لتجاوز محنتها الحالية واستعادة السلام والاستقرار المنشودين.
فقد كانت مصر رائدة في طرح رؤية لتحقيق السلام عالمياً، إذ كانت أول من طالب بمقاربة شاملة لبنية السلم والأمن الأممية، بمكونات صنع، وحفظ، واستدامة السلام، وذلك إبان عضويتها الأخيرة في مجلس الأمن عامي ٢٠١٦/٢٠١٧ ليتجاوز تعامل المجتمع الدولى التناول الجزئى الضيق للأزمات الدولية، وعلى نحو ما ساهمت به مصر في إقامة بنية السلم والأمن الأفريقية بتلك الأركان الثلاثة. كذلك لم تبخل مصر بأفكارها في طرح رؤية شاملة متسقة عن الحوكمة العالمية.
إذ استضافت منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة في يوليو الماضي استعدادا لقمة المستقبل، بعنوان "أفريقيا في عالم متغير: إعادة تصور الحوكمة العالمية من أجل السلام والتنمية". وتناولت استنتاجات المنتدى أولويات التعددية، والحوكمة العالمية، وأجندة الوقاية العالمية والسلام المستدام، والترابط بين السلام والأمن والتنمية، ومستقبل عمليات السلام في أفريقيا، ودور الشباب من خلال التعليم لبناء السلام. وفى سياق مُكمل، تشارك مصر في المجموعة الاستشارية لصندوق بناء السلام.
وتعمل مصر على تكامل المنظومة الأممية والأفريقية لصيانة السلم والأمن الدوليين، من خلال عضويتها الحالية بمجلس السلم والأمن الأفريقي والاجتماعات التي سيعقدها تحت رئاسة مصر مع مجلس الأمن الأممى، جنباً إلى جنب مع تكامل دور مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد الصراعات، الذي تستضيفه مصر، مع لجنة وصندوق بناء السلام الأممى، بما يعظم من الموارد المتاحة ويحقق التناغم والتنسيق المطلوبين.
ولم يقتصر دور مصر في ربط الجهود الإقليمية بالأممية على النطاق الأفريقي، فقد قامت مصر خلال رئاستها الأخيرة لمجلس الأمن في ٢٠١٦ بمبادرة لعقد أول اجتماع مشترك مع مجلس جامعة الدول العربية بمقرها في القاهرة بعد سنوات طويلة من إنشاء المنظمتين، ليستكمل ذلك التشاور بين أمانتى المنظمتين.
وعلى صعيد بناء القدرات، فقد أسست مصر مركز القاهرة الدولى لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام في عام ١٩٩٤، بهدف المساهمة الفعالة في تدريب وتأهيل الكوادر المصرية والعربية والأفريقية والفرانكفونية، سواء العسكرية أو الشرطية أو المدنية في مجال حفظ السلام الذى كانت مصر، ولا تزال، رائدة فيه وهو ما ستحتفل به مجدداً في اليوم العالمى لحفظة السلام في ٢٩ مايو المقبل.
ولقد كانت مصر من أوائل الدول المشاركة في تأسيس هذه المنظمة الدولية الهامة، وأولتها اهتماماً كبيراً من خلال شمشاركتها النشطة في مجالسها ولجانها المختلفة، اقتناعا منها بأن نشر السلام وتعزيز القيم الإنسانية لا يمكن أن يأتي دون توظيف التربية والعلم والثقافة والاتصال والمعلومات لتعزيز التعاون والاحترام المتبادل بين كافة شعوب العالم دون تفرقة.
وبمناسبة اليوم العالمى للسلام، تتعهد مصر مجددا بمواصلة إسهامها الريادى في تحقيق تلك المقاصد الأممية على مختلف الأصعدة، إيمانا منها بأهدافها النبيلة واضطلاعا من جانبها بمسئولياتها الأصيلة.
وتذكر مصر بمبادرتها إقليمياً، إذن كانت أول من فتح الباب أمام عملية السلام في الشرق الأوسط بأكمله، الذى يتحقق بتلبية حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وسائر حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف، من خلال إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ولا تزال مصر تقوم بدورها الريادى لتحقيق السلام المنشود من خلال إسهامها الأصيل في الوساطة لإنهاء العدوان على غزة، إذ تشدد مصر مجددا، بمناسبة يوم السلام العالمى، على الوقف الفورى لإطلاق النار في غزة ونفاذ المساعدات الإنسانية كاملة وإعادة الإعمار الفورية وتحقيق التسوية الشاملة بإحلال السلام الشامل والعادل في الشرق الأوسط.
يلعب الإعلام المصري والعربي دورا هاما في نشر ثقافة السلام الداخلي والخارجي عبر تعزيز التفاهم بين الأفراد والمجتمعات، تسليط الضوء على قضايا السلام، وتوعية الجمهور بالقضايا ذات الأهمية، وتشكيل رأي عام مستنير يدعم التعايش السلمي والحوار البناء، وذلك من خلال برامج توعوية، وتغطيات إعلامية هادفة، وتوظيف أشكال الإعلام المتنوعة لترسيخ قيم التسامح والأخوة ونبذ العنف والكراهية، مع التأكيد على أهمية توفير المعلومات الصحيحة وبناء الوعي المجتمعي
وتعزيز السلام الداخلي
من خلال نشر برامج توعوية وثقافية تعزز الوعي بأهمية السلام الداخلي وقيم التعايش السلمي، وتوضح أضرار الحروب ونزاعات العنف وتبرز إيجابيات السلام
وبناء مجتمعات متسامحة من خلال إبراز نقاط الالتقاء بين مختلف فئات المجتمع والتركيز على حب الوطن والمصلحة العامة، يمكن للإعلام تقليص مساحات الاختلاف وتعزيز ثقافة التسامح وقبول الآخر.
تلعب وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرون فيها دورا في مكافحة الفتن ونشر التسامح، عبر استغلال التأثير الكبير للمؤثرين الصغار في نشر الوعي ودعم الدولة.
ويقوم الإعلام بتوجيه الانتباه نحو المشكلات والتحديات التي تواجه المجتمع، مما يساعد في تعزيز التفاهم وتحقيق التغيير الإيجابي من خلال تقديم الحلول والاقتراحات البناءة
من خلال تسويق صورة إيجابية لدولة ما في الخارج، وتوضيح الحقائق عنها للرأي العام العالمي، مما يساهم في بناء علاقات دولية قائمة على التفاهم والاحترام المتبادل .
ويسهم الإعلام في دعم السياسة الخارجية للدول عبر توفير رؤية متكاملة لصناع القرار حول التطورات الدولية، وتعزيز دور القوة الناعمة كوسيلة لنقل الثقافة والتراث بين الشعوب المختلفة، ويساهم في خلق جسر للتواصل الحضاري بين المجتمعات، مما يعزز التفاهم بين الثقافات المختلفة وإلقاء الضوء على القضايا المهمة في المنطقة والعالم، مما يساعد في تشكيل رأي عام مستنير حولها ويدعم جهود تحقيق السلام والاستقرار الدوليين
التعليقات