في السادس من أكتوبر 1973 سطر المصريون بدمائهم أعظم الانتصارات، فكان يوم العبور هو يوم الكرامة والحرية واستعادة الأرض؛ لم يكن نصر أكتوبر مجرد معركة عسكرية بل كان تحولا تاريخيا أكد أن مصر قادرة على تجاوز التحديات وصناعة المجد.
ونحن نحتفل بهذه الذكرى نستعيد معاني التضحية والوفاء للشهداء الأبطال، ونستحضر الدروس المستفادة التي يمكن أن تنير طريق الحاضر والمستقبل ؛فمعركة أكتوبر لم تنته بانتهاء الحرب بل تواصلت في معركة البناء والتنمية التي تخوضها مصر لتؤكد أن روح النصر ما زالت متجددة.
معركة السادس من أكتوبر 1973 كانت انتصارا عسكريا وسياسيا لمصر، استعادت بها كرامة الشعب المصري وعبرت بها قناة السويس وحطمت أسطورة تفوق الجيش الإسرائيلي، أما معركة البناء والتنمية التي تخوضها مصر اليوم فهي معركة حشد الجهود الداخلية وتحقيق الاستقرار لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، واستلهام روح أكتوبر لتخطي الصعوبات وتأكيد قدرة الإرادة المصرية على تحقيق المعجزات، والتصدي للأطماع الإسرائيلية.
عبور القوات المصرية قناة السويس وتحطيم خط بارليف؛ تحقيق انتصار عسكري أكد للعالم أن لا شيء مستحيل أمام الإرادة المصرية. واستعادة السيادة الكاملة على قناة السويس وشبه جزيرة سيناء وتغيير موازين القوى بالمنطقة وفتح أبواب السلام وتوظيف روح الانتصار في مواجهة تحديات العصر الراهن وبناء دولة قوية ومستقرة، خاصة في ظل التحديات الجبهة الداخلية.
استلهام روح أكتوبر من أجل التغلب على التحديات وتخطي الصعوبات وبناء الجمهورية الجديدة استنادا إلى هذه الروح لتحقيق التقدم والتنمية.
كما أن لمصر دورا راسخا في نشر السلام، ليس فقط في محيطها العربي والإقليمي، بل على المستوى الدولي، حيث تجمع بين القوة التي تحمي والرسالة التي تدعو إلى الاستقرار.
والشعب المصري أثبت أنه شعب مقاتل يعرف معنى كلمة الوطن والشرف. وإرادة المصريين تتحدى كل الصعاب. وروح التحدي والعزيمة التي ميزت حرب أكتوبر لا تزال حاضرة اليوم، فالشعب المصري والقوات المسلحة أثبتوا عبر التاريخ أنهم قادرون على مواجهة أي تحد وتحقيق النصر في أصعب الظروف.
الدولة المصرية بعد استعادة أرض الفيروز، شهدت سيناء سلسلة من المشروعات القومية الضخمة التي غيرت وجهها وحققت لأبنائها مستوى معيشة أفضل وفرص عمل جديدة، وأصبحت نموذجا للتنمية المتكاملة وجزءا لا يتجزأ من مسيرة التقدم والازدهار وجاءت مشروعات البنية التحتية الضخمة، مثل الأنفاق التي تربط سيناء بالوادي، وشبكات الطرق الحديثة، والمشروعات الزراعية والصناعية، جاءت لتؤكد أن سيناء ليست مجرد أرض تم تحريرها، بل هي قلب نابض للمستقبل الاقتصادي لمصر.
والجيش المصري سيظل دائما الدرع الواقي لمصر، والقوة التي تحمي مقدرات الوطن وتدافع عنه ضد أعدائه وتشكل انتصارات أكتوبر درسا دائما في الإرادة والتخطيط الاستراتيجي والانتماء للوطن، وستظل ذكرى انتصارات أكتوبر مصدر إلهام لنا جميعا لاستكمال مسيرة البناء والتقدم نحو مستقبل أفضل.
هذه الذكرى تجسد روح العزيمة والإصرار التي تحلى بها جموع المصريين، وتؤكد على أهمية الوحدة الوطنية في مواجهة التحديات، وحرب أكتوبر كانت نقطة تحول تاريخية، تجسدت فيها قيم التضحية والشجاعة، وكتبت فيها أسمى صور البطولة على أرض سيناء.
التحية إلى كل من ساهم في تحقيق هذا الانتصار، وإلى الأسر التي قدمت الغالي والنفيس في سبيل الوطن، وفي هذه المناسبة العظيمة، داعيا جميع المصريين إلى استذكار الدروس المستفادة من الملحمة التاريخية؛ وعلينا تضافر الجهود والعمل سويا من اجل الوصول إلي أفضل حال لبلادنا يضمن تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة والازدهار.
التعليقات