أثارت صورة لطفل من إحدى الأرياف الصينية، بشعر مجمدا بالثلج إهتماما واسعا على شبكات التواصل الإجتماعي داخل الصين وخارجها، ووصل هذا الطفل المدرسة بعد أن قطع 4 كم مشيا على الأقدام في طقس مثلج.
يدعى هذا الطفل وانج فو مان، ويدرس في السنة الثالثة إبتدائي بمدرسة جوان شان باو ببلدة شين جييه من محافظة لوديان التابعة لمقاطعة يونان الصينية، وأطلق عليه رواد شبكات التواصل إسم "الطفل المثلّج"، وقد تحول وانج في ليلة واحدة إلى وجه مشهور على الإنترنت، وفقًا لـ شينخوا .
وأثارت صور الطفل شفقة وتعاطف ملايين المتابعين على الإنترنت، ويعيش وانج البالغ من العمر 8 سنوات مع جده، بعدما تركته أمه قبل عامين، في حين يعمل والده في المدينة بشكل دائم.
والتقطت هذه الصورة من طرف معلم وانج ثم أرسلها إلى مدير المدرسة، والذي قام بنشرها على الإنترنت، وأثارت إهتماما واسعا داخل المجتمع الصيني.
في نفس اليوم الذي أشتهر فيه "الطفل المثلج" على الإنترنت، أصدرت مقاطعة يونان التحذير الأزرق حول حالة الطقس.
ومن خلال الصور التي نشرتها المدرسة التي يدرس بها وانغ، يمكن ملاحظة تكدس الثلوج على باب المدرسة أشجار الحديقة، وهو مايعكس كم المصاعب التي يواجهها هذا الطفل أثناء طلبه للعلم.
الجدير بالذكر أن هذه المدرسة لاتمتلك نظام تدفئة، ويقول مديرها أن المدرسة لايمكنها توفير نظام للتدفئة نظرا لنقص الموارد المالية.
كما نشرت المدرسة صورة لوانغ، تظهر الآثار التي خلفها البرد القاسي على يديه، إلى جانب ورقة إمتحان في الرياضيات، حصل فيه وانغ على 99 نقطة، وهوما أثار شفقة الناس الذين يقضون الشتاء في بيوت دافئة على المناطق الفقيرة.
يقع بيت وانغ في منطقة جبلية نائية، تبعد 60 كم عن المحافظة، وتعاني من صعوبات كبيرة في المواصلات، ويقطع الطفل وانج كل يوم 4.5 كم إلى المدرسة، تستغرق منه ساعة ونصف.
لكن حينما سؤل وانج عن طريقه إلى المدرسة، قال: "الجو بارد، لكنه ليس متعبا! أحب الدراسة، لأنني في المدرسة، يمكنني تناول الخبز وشرب الحليب، كما أتعلم الكثير من المعارف".
أما أب وانج، فقال بأنه يكسب 2000 يوان في الشهر، يعيل بها كامل العائلة، وقد تداين إلى الآن في 70 ألف يوان، ليس هناك مايهون على وانج قساوة الحياة، غير حلمه بمستقبل أجمل، حيث يقول وانج: "حينما أكبر أريد أن أصبح شرطيا، لأقبض على المجرمين، وهكذا أخدم وطني."
وفي الحقيقة، يعد "الطفل المثلج" أحد الأمثلة الكثيرة عن حياة الأطفال في المناطق الفقيرة، وهي ظاهرة تعكس قضية كبيرة. كما لا يعد بيت وانج الأبعد مسافة عن المدرسة بين زملائه، حيث يقول مدير المدرسة بأن هناك من يستيقظ في الساعة الخامسة ونصف صباحا، ويقطع مسافة 3 ساعات مشيا على الأقدام للقدوم إلى المدرسة.
بعد نشور صور وانج، قام صندوق تنمية الشباب بمقاطعة يونان في 9 يناير الجاري، بإطلاق حملة تبرّعات لفائدة أطفال المناطق الفقيرة، كما وعدت بأن تعطي لكل طفل يحتاج المساعدة مبلغ قدره 500 يوان (75 دولار)، لمساعدتهم على قضاء شتاء دافئ، ويظهر الموقع الرسمي المشرف على هذه الحملة بلوغ قيمة التبرعات 300 ألف يوان إلى حدود يوم الأربعاء.
مازالت التبرعات تتزايد، حيث يبادر المزيد من ذوي القلوب الرحيمة إلى مساعدة "الطفل المثلج" على أن ينعم بالدفء في ما تبقى من الشتاء.
التعليقات