بينما يمتلأ ميدان التحرير وسط القاهرة، بلافتات التأييد لمرشحي انتخابات الرئاسة المصرية، عبد الفتاح السيسي، (الرئيس الحالي)، ومنافسه موسى مصطفى موسى، كانت مدرسة ليسيه الحرية بباق اللوق على بعد أمتار من الميدان الأشهر في مصر منشغلة بانتخابات رئاسية أخرى على مستوى مختلف، حيث تملأ جنباتها صور مرشحين أصغر في العمر والشهرة، لكنهم أكثر براءة، وربما حماسًا، حيث يتنافس 17 مرشحًا في نموذج محاكاة لانتخابات الرئاسة بين تلاميذ رياض الأطفال.
لجان انتخابية، وهيئة تأمين صحي، ولجان للاتصال والإعلام، وتأمين من قبل الجيش والشرطة؛ أدوار يقوم بها أطفال لا يتجاوز عمرهم 5 سنوات، كنموذج محاكاة لانتخابات الرئاسة، يهدف إلى تعريف التلاميذ بالحياة الديموقراطية، واحترام الرأي، ومبادئ المواطنة، وأهمية المشاركة الإيجابية من أجل مستقبل أفضل وترسيخها في الأذهان، ضمن وثيقة حقوق الطفل التي تتضمن حرية الرأي والتعبير والقيادة.
في مشهد يعلوه التوتر، خرج كل مرشح بمطبوعاته التي تحمل رمزه الانتخابي ليقنع أصدقاءه وأولياء الأمور بالتصويت له، من خلال التفنن في طرق الدعاية وعرض البرنامج الانتخابي الخاص به.
زاد التوتر والقلق الذي كان يعلو وجوه المرشحين الصغار مع إعلان بدء التصويت وارتفاع هدير الأغاني الوطنية، فيما يراقب كل مرشح مجموعات الناخبين مبتسما لهم للتأكيد على قوة موقفه في اللحظات الأخيرة.
أخذ المرشحون فرصة قبل يوم الانتخابات لتوزيع مطبوعات تتضمن برامجهم الانتخابية، وإعداد اللافتات التي تحمل صورهم وآرائهم التي يرغبون في تقديم أنفسهم عبرها للناخبين، ولذلك فإن معظم الناخبين قد حسموا موقفهم في اختيار من يمثلهم قبل يوم التصويت.
بعد أن قام تلاميذ رياض الأطفال بالتصويت وتم التأكد من مشاركة الجميع من خلال الحبر الفوسفوري الذي زين أناملهم الصغيرة، فتح باب المشاركة لأولياء الأمور للإدلاء بأصواتهم.
نقلت الصناديق التي تحتوي على أوراق التصويت إلى غرفة الفرز بإشراف إدارة المدرسة، وبدأ فرز الأصوات وكانت المفارقة وجود أصوات باطلة في مشهد لا يبتعد كثيرا عن ما نراه في أي انتخابات رسمية.
في تمام الساعة الواحدة ظهرًا تعالت دقات قلوب المرشحين وأولياء أمورهم أثناء انتظار اللحظة الحاسمة، لحظة إعلان النتيجة.
احتسبت أنفاس الجميع في مشهد حقيقي يفتقد للمحاكاة، حيث خرجت السيدة عبير توفيق مديرة المدرسة لإعلان النتيجة وسط ترقب الصغار والكبار، ثم أعلنت اسم رئيس جمهورية "رياض الأطفال" في مدرسة الليسيه، وهو محمد محمد محمد توفيق رمز "الأسد" الذي حصل على 56 صوتا، بنسبة ٦٠٪ تقريبًا، فيما حصل معاذ محمود على منصب نائب الرئيس بحصوله 36 صوتا.
امتلأت الساحة المدرسية بالتهاني ودموع الفرحة، وقام والد "رئيس الجمهورية" بحمله على كتفيه والهتاف له والتقاط الصور التذكارية.
ووسط دموعه يقول محمد محمد توفيق (محاسب) والد الطفل الفائز، إنه توقع فوز ابنه لأنه معروف بين تلاميذ المدرسة، بمهارته في كرة القدم، وممارسة الأنشطة لكنه كان يخشى من تفتيت الأصوات بسبب كثرة عدد المرشحين، أو ممارسة ضغوط على التلاميذ لصالح مرشحين معينين، لكنه ابتسم وهو يعترف أنه اكتشف أن مخاوفه لك تكن صحيحة.
نظم اليوم تحت شعار "خليك إيجابي وشارك"، بالتعاون بين إدارة الاتصال السياسي وإدارة عابدين التعليمية، برعاية وكيل أول وزارة التربية والتعليم محمد عطية، ورئيس مجلس إدارة المعاهد القومية الدكتورة عزة شعبان، ومدير عام الإدارة وحيد رمضان، ووكيل الإدارة محمود الشريف، ومدير الاتصال السياسي بإدارة عابدين الدكتور محمد حسن عثمان، ووكيلة رياض الأطفال، والمنسق العام مايسة مصطفى.
التعليقات