مع انخفاض عدد دور العرض السينمائي وكذلك عدد الأفلام المُنتجة بسبب تأميم صناعة السينما، إلا أن الستينيات كانت مرحلة انطلاق لأجمل الأفلام المصرية الهادفة، فتبقى الستينيات أغنى عهود السينما فنيًا، رغم كل أهوالها.
كما شهدت ستينيات السينما نجوم الإخراج على مر تاريخها ومنهم صلاح أبوسيف، هنري بركات، عز الدين ذو الفقار، ويوسف شاهين، كما شهدت ميلاد نجوم جدد في الإخراج من أهمهم حسين كمال وشادي عبدالسلام.
ومن أهم وأشهر ما تميزت به سينما الستينيات من أفلام جاءت ال 10 أفلام الآتية :
بداية ونهاية (1960)
فيلم عن رواية لنجيب محفوظ تحمل نفس الاسم، وتعد أولى رواياته على شاشة السينما، تدور الأحداث بعد وفاة الأب، ومحاولة الأسرة مواجهة قسوة الحياة مع قلة الأموال التي لا تكفي أساسيات الحياة، فتتحول الابنة فاقدة الجمال لخياطة لتتحول فيما بعد لممارسة البغاء، والابن الاكبر ذلك المدلل ستسوقه الأقدار لتجارة المخدرات وحياة الإجرام، بينما التوأم حسن وحسين، سيقرر حسين عدم دخول الجامعة وبدأ حياته المهنية لكي يوفر النقود لعائلته، ليكمل حسن تعليمه ويدخل الكلية الحربية وكانت في نظره المنقذ الوحيد من هذه الحياة الجافة، ويكون الموت هو بطل البداية والنهاية في هذا الفيلم.
الفيلم من بطولة فريد شوقي، عمر الشريف، أمينة رزق، سناء جميل، كمال حسين، آمال فريد، صلاح منصور. سيناريو صلاح عز الدين. حوار أحمد شكري وكامل عبدالسلام. وإخراج صلاح أبو سيف.
في بيتنا رجل (1961)
في بيتنا رجل واحد من أهم الأفلام الوطنية في تاريخ السينما المصرية، مأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب إحسان عبدالقدوس، وتدور أحداث الفيلم في شهر رمضان والذي يعد واحد من أبطال الفيلم إلى جانب الشخصيات، وتبدأ القصة حين يتم القبض على الشاب إبراهيم حمدي، الذي قُتل أحد أقاربه في فترة قبل ثورة 52، فيقرر إبراهيم قتل رئيس الوزراء الخائن، ومن هنا يدخل السجن ويلقى التعذيب ويتم نقله إلى المستشفى، فيستغل ساعة الإفطار ويهرب إلى منزل صديقه محيي، والذي لم يكن له أي نشاط سياسي، يعيش في بيته ويقع في حب أخته نوال، يقرر الهرب خارج مصر لكن عند علمه بالقبض على محيي وابن عمه، فيعود مقررًا تفجير أحد معسكرات الإنجليز بالعباسية ويموت، يخرج محيي من محبسه ويقرر هو نوال وابن عمهما الانضمام للجماعة المقاومة للإنجليز مع زملاء صديقهما الشهيد إبراهيم حمدي.
الفيلم من بطولة عمر الشريف، حسن يوسف، رشدي أباظة، زبيدة ثروت، حسين رياض، يوسف شعبان، زهرة العلا. المعالجة السينمائية يوسف عيسى. سيناريو إحسان عبد القدوس. وإخراج هنري بركات.
الناصر صلاح الدين (1963)
وهو فيلم تاريخي تدور أحداث الفيلم حول فترة الحروب الصليبية في حياة القائد صلاح الدين الأيوبي ومحاولته إثبات ان القدس أرض عربية ومكان مقدس للمسلمين، ورغم شهرة الفيلم الواسعة، وما يحتله من مكانة في عقل وقلب المشاهد العربي، إلا أنه لا يمكن الاعتماد عليه كمصدر تاريخي لتلك الحقبة، ومن المعروف أن الفيلم كان مجرد وجهة نظر سياسية لتمجيد الرئيس عبد الناصر ونشر فكرة القومية العربية.
الفيلم من بطولة أحمد مظهر، حمدي غيث، صلاح ذوالفقار، ليلى فوزي، نادية لطفي، عمر الحريري، حسين رياض، ليلى طاهر. قصة يوسف السباعي، معالجة محمد عبدالجواد ونجيب محفوظ وعبدالرحمن الشرقاوي. وإخراج يوسف شاهين.
باب الحديد (1963)
أول فيلم عربي وأفريقي يطرح للتأهل لجائزة الأوسكار، وواحد ضمن أهم 1000 فيلم في تاريخ السينما العالمية.
تدور أحداث الفيلم في محطة سكك حديد مصر، حول قناوي بائع الجرائد الأعرج الغير متزن عقليًا، وهنومة بائعة المياه الغازية الجميلة، وخطيبها أبو سريع حمال المحطة، وافتتان قناوي بهنومة بينما تشفق هي عليه وتنوي الزواج من أبو سريع، وعندما يعلم قناوي يقرر قتلها، لكنه يقتل بالخطأ فتاة أخرى، ينكشف أمره فيتم القبض عليه، ولكن من قبل مستشفى الأمراض العقلية.
وفي البداية كان اسم الفيلم "محطة مصر" وبعد ذلك اقترح اسم "بائعة الكازوزة"، وبعد انتهاء تصوير جزء كبير من الفيلم لم يستقروا على الاسم، إلى أن وصلوا لاسم "باب الحديد".
الفيلم من بطولة يوسف شاهين، هند رستم، فريد شوقي، حسن البارودي. وقصة وسيناريو عبدالحي أديب. وإخراج يوسف شاهين.
وكشفت بطلة الفيلم هند رستم في العديد من لقاءاتها الإعلامية، أن فيلم "باب الحديد" كان سيقدم منه جزءًا ثانيًا، ولكن المشروع لم يكتمل بسبب إسناد دور "قناوي" إلى الممثل الراحل نور الشريف، فاعترضت هند على الاختيار، ورأت أن المشاهد لم يقتنع بأن الجزء الجديد هو استكمالًا للجزء الأصلي.
الحرام (1965)
الحرام فيلم واقعي تراجيدي يمثل المأساة الفردية، لعزيزة زوجة عامل التراحيل الفقيرة، كما يصور الواقع المضن الذي يعيشه مجتمعها، فيأتي فيلم الحرام كلوحة فنية مكتملة، تجعل منه واحد من أبرز أفلام السينما المصرية، حيث تم ترشيحه لنيل جائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان السنيمائي عام 1965.
تدور أحداث الفيلم حول عزيزة وزوجها، الذي يقعده المرض عن العمل، وذات يوم يبلغها الزوج باشتياقه للبطاطا، لتلبي طلبه وتذهب لاقتلاعها له من الأرض، فيفاجئها احد شباب القرية بالاعتداء عليها، ليقتلع هو الاخر ما تبقى من حياتها.
تحمل عزيزة ولكنها تخفي آثار حملها حتى لا ينفضح الأمر، حيث أن علاقتها بزوجها معدومة نظرًا لمرضه، وعندما تلد طفلها وتحاول اسكاته حتى لا يفضحها صراخه، تقتله عن غير قصد، تعود عزيزة لعملها متحاملةً على آلامها، لكنها تصاب بحمى النفاس وتموت.
الفيلم من بطولة فاتن حمامة، عبدالله غيث، وزكي رستم. قصة يوسف إدريس. وسيناريو سعد الدين وهبة. وإخراج هنري بركات.
القاهرة 30 (1966)
القاهرة 30 فيلم مأخوذ عن رواية "القاهرة الجديدة" لنجيب محفوظ، وقدمت للشاشة كفيلم يمثل بعض طبقات وحياة مصر في فترة الثلاثينات، فيقدم "محجوب عبد الدايم" الشاب الفقير الانتهازي الذي يفعل أي شيء ويقبل أي وضع حتى يحسن مستواه ويحقق مبتغاه، ومن ضمن ما قبله محجوب هو قبوله الزواج من "إحسان" عشيقة الباشا، ويرتضي ايضًا زيارة الباشا الأسبوعية لزوجته.
يقدم الفيلم شخصيات اخرى تمثل المجتمع منها، أحمد الصحفي الانتهازي، وعلى طه الاشتراكي، ومأمون المنتمي للتيار الإخواني.
وكانت الرقابة على السينما في فترة من الفترات قد أصدرت منعاً لسيناريو معد عن هذه الرواية، لكن صلاح أبوسيف بذل محاولات دؤوبة مع الرقابة على السينما لكي توافق له على إخراجها.
وبالفعل أنتج الفيلم عام 1966، من بطولة حمدي أحمد، أحمد مظهر، سعاد حسني، عبدالمنعم إبراهيم، عبدالعزيز مكيوي، بهيجة حافظ، أحمد توفيق، توفيق الدقن، شفيق نورالدين، سهير المرشدي، عقيلة راتب، نعيمة الصغير. سيناريو علي الزرقاني ووفية خير. وإخراج صلاح أبو سيف.
الزوجة الثانية (1967)
فيلم الزوجة الثانية عن قصة للأديب أحمد رشدي صالح، وهي قصة عن صراع القوة والحيلة، وكيف تنتصر الحيلة وحدها على القوة وكل ما يحيط بها، فتأتي أحداث الفيلم عن عمدة احدى القرى الذي يطمع في خادمته الجميلة "فاطمة" لينجب منها وريثًا له، حيث ان زوجته "حفيظة" عاقر.
وفي سبيل ذلك يجبر العمدة زوج فاطمة على تطليقها وإلا دبر له تهمة تسجنه، ولكن بالحيلة تستطيع فاطمة ان تبعد العمدة عنها، وتستمر علاقتها بزوجها في الخفاء، وعندما تعلن فاطمة حملها، يسقط العمدة مشلولًا لأنه يعلم ان هذا الولد ليس ابنه، ويموت العمدة النهاية.
الفيلم من بطولة سعاد حسني، شكري سرح سرحان، صلاح منصور، سناء جميل. سيناريو صلاح أبو سيف وسعد الدين وهبة. وإخراج صلاح أبو سيف.
البوسطجي (1968)
البوسطجي فيلم مأخوذ عن قصة ليحيي حقي تحمل نفس الاسم من مجموعة "دماء وطين"، تدور أحداث الفيلم عباس البوسطجي المنتقل من القاهرة لاحدى قرى الجنوب، والعيون المتربصة دائمًا لذلك القاهري، الذي جاء ليعيش وسط السكون والملل والتحفظ والعدائية الغير مبررة.
و مسار موازي لعباس، توجد قصة الحب بين جميلة وخليل شقيق احد صديقاتها، وما يربط عباس بهذا الثنائي هو تلصصه على رسائل أهل القرية، لكن يجذبه من بين مرسالات اهل القرية المملة مراسالاتهما.
وفي احد المرات يتلف عباس خطاب خليل مما يجعل أمر تسليمه مستحيل، حيث يدل على أن الجواب قد فُتح بواسطة "البوسطجي"، ولسوء يكون هذا هو أهم خطاب، حيث يخبر فيه خليل جميلة بتغير عنوانه لتراسله عليه، وبذلك كل الخطابات التي ترسلها لن تصل، خصوصًا آخر رسالة كتبتها في صورة استغاثة أخيرة واستصراخ غير مُجدي بعد أن علم والدها بحملها من خليل.
ينتهي الفيلم بقتل جميلة، حيث يطاردها والدها ويقتلها ويحملها متجولًا بها في المدينة، في حين يقرر عباس جمع الجوابات وتوصيلها لجميلة، لكنه يصل متأخرًا، فيجد الفتاة قد قتلت وانتهى الأمر.
الفيلم من بطولة شكري سرحان، زيزي مصطفى، صلاح منصور، سهير المرشدي، سيف عبدالرحمن، مشيرة إسماعيل. سيناريو صبري موسى ودينا البابا. وإخراج حسين كمال.
شيء من الخوف (1969)
فيلم شيء من الخوف مأخوذ عن قصة قصيرة للكاتب ثروت أباظة، تدور أحداث الفيلم حول ظلم "عتريس" الذي يفرض سلطته على أهل القرية، بجانب ذلك يحب فؤاده منذ صغره، وتستغل فؤاده ذلك الحب وتفتح الهويس الذي قفله عقابًا لأهل القرية، فيمنعه حبه من قتلها، فيقرر الزواج منها رغمًا عنها، بموافقة أبيها الذي لا يستطيع معارضة عتريس وبشهادة شهود باطلة.
وبسبب هذا الزواج الباطل يتصدى الشيخ إبراهيم لعتريس، فينتقم منه عتريس بقتل ابنه محمود.
وينتهي الفيلم بتوجه أهل القرية جميعًا مع الشيخ إبراهيم بجنازة ابنه محمود لمنزل عتريس ومحاصرته، فلا يستطيع المقاومة ويحرقون البيت وهو بداخله.
يتمتع الفيلم بقدر كبير من الرمزية، حيث أن عتريس رمز للحاكم الديكتاتور، وأهل القرية هم الشعب، وفؤاده هي مصر التي لم يهنأ بها الديكتاتور.
الفيلم من بطولة محمود مرسي، شادية، يحيي شاهين، محمود توفيق. سيناريو عبدالرحمن الأبنودي وصبري عزت. وإخراج حسين كمال.
بئر الحرمان (1969)
بئر الحرمان فيلم عن رواية للكاتب إحسان عبدالقدوس، ويعد الفيلم من أوائل الأفلام النفسية في السينما المصرية، حيث تدول أحداثه حول الفتاة "ناهد" المريضة بازدواجية الشخصية، فتكون الفتاة الرقيقة صاحبة الأخلاق، بينما تتحول ليلًا لتلك الفتاة اللعوب بائعة الهوى.
تذهب لطبيب نفسي تطلب العلاج، وتزوره من خلال الشخصيتين، فيكتشف أن مرضها نتيجة عقده نفسية منذ الطفولة سببها قسوة والدها على والدتها، عندما اكتشف خيانتها له، وجعلها تعيش باقي حياتها معه تعانى من الحرمان العاطفي، مما ترك أثره في نفس ناهد، التي تتعاطف مع والدتها فتكبر لتعيش رغمًا عنها المرض النفسي بازدواجية الشخصية، فصباحًا تكون ناهد بشخصيتها الحقيقية، وفي المساء تحل شخصية والدتها المتعطشة للعاطفة، فتكون ناهد بائعة الهوى.
الفيلم من بطولة سعاد حسني، مريم فخر الدين، محمود المليجي، نور الشريف، صلاح نظمي، عبدالرحمن أبو زهرة، محيي إسماعيل. سيناريو وحوار يوسف فرنسيس. وإخراج كمال الشيخ.
التعليقات