يصادف اليوم ذكرى وفاة أمير الشعراء أحمد شوقي الـ 87، الذي يعد من أعظم شعراء العربية في العصور الحديثة، ولد شوقي في 16 أكتوبر 1868، في الحنفي بالقاهرة، لأب شركسي وأم يونانية، وكانت جدته لأمه تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل، وعلى جانب من الغنى والثراء، فتكفلت بتربية حفيدها ونشأ معها في القصر.
نظم الشعر العربي في كل أغراضه من مديح ورثاء وغزل، ووصف وحكمة وكذلك المسرحيات الشعرية، لكنه بدأ في كتابة الشعر الغنائي خلال فترة الثلاثينات، وأنطلق بعد ذلك وتعاون مع العديد من النجوم الغناء في أغنياتهم أبرزهم محمد عبد الوهاب، وأم كلثوم، وناظم الغزالي وغيرهم.
ولأحمد شوقي ومحمد عبدالوهاب قصة أبوة وبنوة، وكانت بداية معرفتهما أثناء حفل بأحد الكازينوهات، وكان عبدالوهاب يغني بكازينو سان ستيفانو بالإسكندرية، وكان يعمل مدرس أناشيد بمدارس الأوقاف في القاهرة.
أعجب شوقي بصوت عبدالوهاب، ورأى فيه موهبة تحتاج للرعاية والتوجيه الصحيح، فتبناه حينها وقضى عبدالوهاب معه 7 سنوات، تعلم خلالها طريقة الكلام الصحيحة، وإتيكيت الأكل والشرب، وأحضر شوقي له مدرس لتعليم الفرنسية، وكانت حينها لغة الطبقات الراقية؛ وبذلك تعلم كل شيء يجعله رجل أرستقراطي.
يذكر أن شوقي تدخل في تفاصيل حياة عبدالوهاب الشخصية، وأخذه للأطباء ليعالجوه، وكان له رأي في اختيار ملابس عبدالوهاب، وأشرف على أنواع طعامه، وأبدى رأيه في الكثير من ألحانه، وكان لشوقي الفضل في تكوين شخصية عبدالوهاب المعتزة النرجسية.
بدأ شوقي باصطحاب عبدالوهاب معه، في كافة الحفلات ليعرفه على الأدباء وكبار الدولة، ورجال السياسة، مثل أحمد ماهر باشا، وعباس محمود العقاد، وطه حسين، وبدأ نجم عبدالوهاب في البزوغ، وتخوف المطربين من شهرته الملحوظة، خاصة منيرة المهدية.
وذكر عبدالوهاب، تلقيه درس من شوقي، إذ غضب عبدالوهاب من إحدى الحملات الصحفية، التي هاجمته فطلب منه شوقي بجمع كل الصحف التي تحدثت عنه، ووضعها على الأرض، وطلب منه الوقوف عليها، وقال له شوقي: "انظر لقد ارتفعت فوق حملاتهم وبسببها".
وقد غنى ولحن عبدالوهاب، قصائد كثيرة من كلمات أمير الشعراء أحمد شوقي، مثل دار البشاير، شبكتي قلبي يا عيني، اللي يحب الجمال، في الليل لما خلى، مضناك جفاه مرقدة، ودمشق، والنيل نجاشي، واعترف عبدالوهاب بفضل شوقي عليه في مذكراته، وذكر هذا في أحاديثه حتى وفاته في 4 مايو 1991.
التعليقات