أثارت أنباء انتشار الحصبة الفزع في الولايات المتحدة بعد اكتشافها في 25 ولاية أمريكية، حيث وصل ت أعداد الإصابات حتى وقت كتابة التقرير إلى 712 إصابة بين الأطفال.
تطورات الحصبة في أمريكا
وفي ولاية تكساس أبلغت إدارة الصحة، أمس الجمعة، عن 541 حالة إصابة بالحصبة في الولاية اليوم الجمعة، بزيادة 36 حالة عن إحصائها السابق في الثامن من أبريل، كانت لمقاطعة جاينز، وهي مركز تفشي المرض، النصيب الأكبر حيث ارتفعت الأعداد إلى 355، في زيادة عن 328 يوم الثلاثاء.

شهدت تكساس وفاة 3 أطفال لم يحصلوا على التطعيم من المرض، ولم يكونوا يعانون من أي مشكلات صحية كامنة، أحدهم فتاة تبلغ من العمر ثماني سنوات، فيما قالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية، إن المرض انتشر هذا العام في 25 ولاية، منها تكساس ونيو مكسيكو.
مرض الحصبة
الحصبة هو مرض فيروسي شديد العدوى، ينتقل عبر الهواء عبر شخص مصاب بعدواه أو يسعل أو يعطس، ويؤدي إلى الإصابة بمضاعفات وخيمة تؤدي إلى الوفاة ومعظم ضحاياها من الأطفال، برغم توافر لقاح آمن وفعال ضده، تسنى بفضله تجنب أكثر من 60 مليون وفاة بين عامي 2000 و2023.
يظل الفيروس نشطاً ومعدياً في الهواء أو على السطوح الملوثة بعدواه لمدة تصل إلى ساعتين، وبإمكان شخص واحد مصاب بعدواه أن ينقله إلى تسعة أشخاص من أصل 10 أشخاص من مخالطيه المقربين غير المُلقّحين.
ويمكن أن ينقله أي شخص مصاب بعدواه إلى شخص آخر في غضون مدة تتراوح بين أربعة أيام تسبق ظهور الطفح الجلدي وأربعة أيام تلي ظهوره.

مازالت الحصبة مرضاً شائعاً في العديد من البلدان النامية، وخاصة في أجزاء من أفريقيا وآسيا، حيث وقعت الغالبية العظمى من وفيات الحصبة بنسبة أكثر من 95% في بلدان ينخفض فيها دخل الفرد وتعاني بنيتها التحتية الصحية من الضعف.
اعتمدت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية بجميع أقاليم المنظمة أهدافاً بشأن التخلص من الحصبة، فيما تتولى المنظمة دور الوكالة التقنية الرائدة المسؤولة عن تنسيق أنشطة التمنيع والترصد دعماً لجميع البلدان في تحقيق هذه الأهداف.
في 2023 أشارت التقديرات إلى وقوع نحو 107 آلاف حالة وفاة بسبب الحصبة في العالم، معظمها بين أطفال دون سن الخامسة من غير المُلقّحين أو المنقوصي التلقيح، فيما بلغت نسبة الأطفال الحاصلين على أول جرعة من لقاح الحصبة 83% في عام 2023، وهي أقل بكثير من نسبتهم في عام 2019 البالغة 86%.
أعراض الحصبة
تصيب الحصبة الجهاز التنفسي ومن ثم تنتشر في جميع أنحاء الجسم، ومن أعراضها الحمى العالية والسعال وسيلان الأنف وانتشار الطفح الجلدي في جميع أنحاء الجسم.
- ارتفاع درجة الحرارة لمدة ثلاثة أيام.
- زكام شديد وسيلان الأنف.
- سعال جاف.
- التهاب الحلق.
- إحمرار وحرقان بالعينين.
- وجع في العضلات.
- عند نهاية اليوم الثالث تظهر بقع بيضاء داخل الفم وعلى اللسان وعلى الخدين تشبه ذرات الملح.

تستمر في العادة أعراض المرض المبكرة لمدة تتراوح بين 4 و7 أيام، وعادةً ما تبدأ أعراض الإصابة بالحصبة بعد فترة تتراوح بين 10 أيام و14 يوماً من التعرّض للفيروس، ومن أبرز علامات المرض ظهور الطفح الجلدي على الجسم.
ويبدأ ظهور الطفح الجلدي بعد حوالي 7 أيام و18 يوماً من التعرّض للفيروس، وعادةً ما يظهر على الوجه وأعلى الرقبة. ومن ثم ينتشر في نهاية المطاف على اليدين والقدمين بعد حوالي 3 أيام، ويستمر عادةً لمدة تتراوح بين 5 و6 أيام قبل أن يتلاشى.
والتلقيح هو أفضل سبيل للوقاية من الإصابة بالحصبة أو نقلها إلى أشخاص آخرين، علماً بأن اللقاح المضاد لها مأمون ويساعد الجسم على مكافحة الفيروس.
قلّل التلقيح عدد الوفيات الناجمة عن الحصبة من عددها المُقدّر بنحو 800 وفاة في عام 2000 إلى 107 آلاف وفاة في عام 2023.

مضاعفات الحصبة
تظهر مضاعفاته لدى الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، وخصوصاً منهم غير الحاصلين على قدر كاف من فيتامين "ألف" أو من يعانون من ضعف جهاز المناعة لديهم بسبب فيروس العوز المناعي البشري أو بسبب أمراض أخرى.
- العمى
- التهاب الدماغ (عدوى تسبّب تورم الدماغ ومن المحتمل أن تتلفه)
- الإسهال الشديد والتجفاف الناجم عنه
- التهابات الأذن
- مشاكل التنفس الحادة بما فيها الالتهاب الرئوي.
المعرّضون للحصبة
يمكن أن تصيب عدوى المرض أي شخص غير ممنع (غير مُلقّح أو منقوص التلقيح ولكن لم تتولد لديه المناعة اللازمة)، علماً بأن صغار الأطفال والحوامل من غير المُلقّحين هم الأشد عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات وخيمة بسبب الحصبة.
وتتعرقل جهود التمنيع الروتيني بفعل تضرر البنية التحتية الصحّية والخدمات الصحّية في البلدان التي تعاني من الكوارث الطبّيعة أو النزاعات أو تتعافى منها، كما تزداد خطورة الإصابة بعدوى المرض في المخيمات السكنية المكتظة بالسكان. والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أو من أسباب أخرى تضعف جهاز المناعة لديهم هم الأشد عرضة للوفاة بسبب الحصبة.

علاج الحصبة
تقول منظمة الصحة العالمية إنه "لا يوجد علاج محدّد للحصبة" وينبغي أن تركز عملية تقديم الرعاية على تخفيف حدة الأعراض لكي يشعر المريض بالارتياح ويُحال دون تعرّضه لمضاعفات، عن طريق:
- شرب كميات كافية من الماء
- أخذ علاجات التجفاف إلى تعويض المريض عمّا يفقده من سوائل بسبب الإسهال أو التقيؤ
- تناول أطعمة مغذية في إطار اتباع نظام غذائي صحّي.
- استعمال المضادات الحيوية لعلاج الالتهاب الرئوي والتهابات الأذن والعين.
- جرعتين من المكملات الغذائية الفموية بفيتامين "ألف"، على أن تُعطى لهم بفارق زمني مدته 24 ساعة.
التعليقات