داود عبد السيد واحد من أكثر المخرجين تميزًا ضمن مدرسة السينما الواقعية، وأكثر ما يميز سينماه ما تمكن من تقديمه للمشاهد من مشهد يدور حواره بالصورة لا الصوت، فيقدم لك مشهد متكامل يتخلل مشاعرك دون أن ينطق ابطاله بحرف واحد، كانت بدايته كمساعد مخرج وكانت أهم الأفلام التي شارك فيها "الأرض"، "الرجل الذي فقد ظله"، "أوهام الحب"، وكان يمكنه من خلال عمله كمساعد مخرج أن ينفرد ويصبح مخرجًا، لكنه قرر عد الاستمرار، وسلك درب الأفلام التسجيلية والتي قدم من خلالها واحد من أهم أفلامه التسجيلية، وهو "وصية رجل حكيم في شؤون القرية والتعليم"، والذي حصل من خلاله على جائزة لجنة التحكيم الخاصة "الأفنجدلين" من مهرجان أوبر هاوزن بألمانيا، وجائزة جمعية النقاد.
قدم داود عبد السيد، للسينما التسجيلية 3 أفلام وهي "وصية رجل حكيم في شؤون القرية والتعليم"، "العمل في الحقل"، "عن الناس والأنبياء والفنانين"، والتي قال عن تلك المرحلة في احد ندواته "ماكانش ممكن استمر أني أعمل أفلام تسجيلية ماحدش بيشوفها".
داود عبد السيد مخرجًا للسينما الروائية الطويلة
اتجه داود، بعد ذلك للسينما الروائية الطويلة فقدم 9 أفلام، ومما ميز عبد السيد أيضًا هو اعتماده على فكرة المخرج المؤلف فجميع ما قدمه من أفلام كان من تأليفه ماعدا فيلم "أرض الأحلام" فجاء من تأليف هاني فوزي.
كانت بداية العبقري داود عبد السيد، من فيلم "الصعاليك" عام 1985، من بطولة نور الشريف، محمود عبد العزيز، يسرا، ومها أبو عوف، والذي حصل من خلاله على جائزة العمل الأول في مهرجان أسوان الأكاديمي.
وبعد مرور ست سنوات تعاون عبد السيد مرة أخرى مع نور الشريف من خلال فيلم "البحث عن سيد مرزوق" عام 1991، وكان من بطولة آثار الحكيم ولوسي وعلي حسنين شوقي شامخ، وحصل من خلاله على جائزة الهرم الفضي من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 15 عام 1991.
وقدم على مدار سنوات نشاطه السينمائي "سارق الفرح" المأخوذة عن قصة للكاتب خيري شلبي، وكان من بطولة محمد هنيدي، لطفي لبيب، لوسي، حنان ترك، ماجد المصري، كما "أرض الأحلام" الأول والأخير الذي لم يؤلفه داود عبد السيد، والذي حصل من خلاله على جائزة الإنتاج الثانية من المهرجان القومي للسينما عام 1993، وفي بدايات الألفية الثالثة قدم "مواطن ومخبر وحرامي" من بطولة خالد أبو النجا، صلاح عبدالله، شعبان عبد الرحيم، وهند صبري، وحصل من خلاله على جائزة أفضل فيلم وأحسن إخراج من المهرجان القومي للسينما، وجائزة أحسن فيلم وأحسن إخراج وأحسن سيناريو من مهرجان جمعية الفيلم، عام 2001، وجاء "قدرات غير عادية" آخر ما قدمه داود عبد السيد للسينما من بطولة خالد أبو النجا ونجلاء بدر عام 2015.
3 أفلام ضمن أهم 100 فيلم عربي
كلها علامات مضيئة تاريخ السينما المصرية، ولكن كانت في تاريخه ثلاثة ومضات جاءت ضمن أهم 100 فيلم عربي، التي أصدرها مهرجان دبي السينمائي الدولي عام 2013، وهي "الكيت كات" عام 1991، "أرض الخوف" عام 2000، و"رسائل البحر" عام 2010.
ويعد "الكيت كات" واحد من روائع السينما المصرية، حيث يقع ترتيبه في المرتبة 24 من ضمن قائمة أفضل 100 فيلم مصري، والذي حصل من خلاله عبد السيد على جائزة التفوق في السيناريو من المهرجان القومي عام 1992، وجائزة الإنتاج الأولى من المهرجان القومي، كما حصل على الجائزة الذهبية من مهرجان دمشق الدولي، وجائزة السيناريو من مهرجان الإسكندرية والبحر المتوسط.
والفيلم مأخوذ عن رواية "مالك الحزين" للأديب إبراهيم إصلان، ومن بطولة الراحل محمود عبد العزيز، أمينة رزق، شريف منير، نجاح الموجي، عايدة رياض.
وقد قال داود عبد السيد، عن تصوير "الكيت كات"، أن الفيلم قد تم تصويره بين الاستوديوهات وشوارع حي الكيت كات، لكن المشاهد لا يستطيع التفرقة بين ما تم تصويره بالاستوديو وما صُور في الشوارع.
وقد عرف المخرج الكبير داود عبد السيد، بتفضيله التصوير في الاستوديو، حيث قال في أحد لقاءاته أن السينما لا تنقل الواقع مباشرة لكنها تصنع شيء يشابه الواقع، وذلك ما نقوم بصنعه خلال التصوير.
ويأتي "أرض الخوف" عام 2000 كواحد من أبرز الأفلام في مسيرة كل من داوود عبد السيد، والنجم أحمد زكي، فقد حصل الفيلم على جائزة الهرم الفضي من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وجائزة السيناريو من مهرجان البحرين الأول، كما حصل على جائزة أحسن فيلم من مهرجان جمعية الفيلم، وجائزة أحسن إخراج من مهرجان جمعية الفيلم، عام 1999.
وفي 2010 يأتي "رسائل البحر" والذي كان ضمن بدايات آسر ياسين، والذي قال عنه داود عبد السيد، حينها إنه كانت لديه شكوك ومخاوف من أداء الفنان آسر ياسين في فيلم "رسائل البحر"، موضحًا أنه فوجئ بعد تجميع الفيلم بتمكن آسر ياسين من الشخصية واتقانه لها في كل المشاهد، وشارك آسر ياسين البطولة بسمة ومحمد لطفي.
التعليقات