اللعاب هو مزيج سائل يتكون من الماء، والذي يشكل حوالي 98% منه، والمعادن، والبروتينات، والإنزيمات، ويقوم اللعاب بالعديد من الوظائف من أهمها ترطيب الفم وإبقائه نظيفاً، كما أنه يساعد على هضم الطعام لكونه جزءاً من الجهاز الهضمي، وذلك لاحتوائه على الإنزيمات التي تساعد على تحليل الطعام والبدء بعملية الهضم، ويقوم أيضاً بترطيب الطعام لتسهيل بلعه، كما أنه يحمي الأسنان، وبالإضافة لذلك يحارب اللعاب الجراثيم والميكروبات ويقضي على رائحة الفم الكريهة، وتسمى الغدد التي تفرز اللعاب الغدد اللعابية والتي تقع في الخد وفي أسفل الفم، حيث تفرز هذه الغدد ما يقرب على 1-2 لتر من اللعاب يومياً، ولكن ذلك يختلف من شخص إلى آخر، وبسبب التفاوت في كمية اللعاب بين الأشخاص فإنه يصعب تحديد الكمية الطبيعية، وبالتالي يكون تشخيص المشاكل المتعلقة بكميات اللعاب عند الأشخاص أمراً صعباً.
سيلان اللعاب
سيلان اللعاب هو خروج اللعاب خارج الفم، وذلك إما بسبب خلل في القدرة على الحفاظ على اللعاب داخل الفم، أو بسبب وجود مشكلة في البلع، أو بسبب زيادة في إفراز اللعاب.
علاج سيلان اللعاب أثناء النوم
ترتخي العضلات أثناء النوم وعادة في مرحلة معينة من مراحل النوم تصبح العضلات الهيكلية أقرب ما تكون للشلل، هذا طبعاً باستثناء عضلات العينين والعضلات المسؤولة عن التنفس، وقد يكون الفم مفتوحاً أثناء هذه المرحلة، ويكون هذا مربوطاً بوضعية الرأس والرقبة والجسم، وفي هذه الحالة فإن سيلان اللعاب يعد أمراً طبيعياً وليس بحاجة للمعالجة، ولكن لا بد من الانتباه إلى أن سيلان اللعاب أثناء النوم يكون في بعض الأحيان ناتجاً من بعض الاختلالات المتعلقة بالنوم، مثل ارتجاع الحمض من المعدة، والصرع الذي يحدث أثناء النوم، وأمراض الجيوب التي تزداد سوءاً أثناء النوم على الظهر، وفي هذه الحالات لا بد من استشارة أخصائي للنوم لتحديد المشكلة وعلاجها.
من الممكن أخذ الأدوية التي تقلل من إنتاج اللعاب، ولكن لا ينصح بها في علاج سيلان اللعاب أثناء النوم؛ إذ إن آثارها الجانبية تفوق الفائدة المرجوة منها، فقد تسبب جفاف الفم أثناء ساعات الاستيقاظ، وبالتالي تتعارض مع الكلام والطعام، هذا بالإضافة إلى تأثيرها في صحة الأسنان.
علاج سيلان اللعاب بشكل عام
هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتباعها من أجل التقليل من حدة سيلان اللعاب، منها ما يأتي:
- إبقاء الفم مغلقاً ومحاولة رفع الذقن للأعلى.
- الحد من تناول الأطعمة السكرية، لأن من شأنها زيادة إفراز اللعاب.
- التأكد من عدم وجود شقوق حول الفم.
- استخدام المصاصات أو القطع المجمدة للأطفال قد تساعد فيما يخص سيلان اللعاب المصاحب للتسنين.
وهناك العديد من طرق العلاج من أهمها ما يأتي:
الأدوية:
من الأدوية المساعدة على تقليل إفراز اللعاب السكوبولامين (Scopolamine)، وجليكوبيرولات (Glycopyrrolate)، ومن الأعراض الجانبية لاستخدام هذه الأدوية سرعة خفقان القلب، والرؤية المزدوجة، والدوار، وقلة النوم.
حقن البوتوكس:
يتم اللجوء لهذا النوع من العلاج في حالات سيلان اللعاب الشديدة، ويعد هذا العلاج آمناً إلا أن مفعوله لا يدوم إلا بضعة أشهر، وعلى المريض القيام بحقن البوتوكس ثانية.
العلاج الجراحي:
يكون إما بتغيير مسار قناة اللعاب وإما بإزالة الغدد اللعابية بشكل كامل في الحالات المستعصية.
العلاج الشعاعي:
حيث يتمّ تسليط الاشعة على الغدد اللعابية الرئيسية من أجل تقليل معدل إفراز اللعاب منها.
تمرين عضلات الفم:
هي عبارة عن تمارين تهدف لجعل انقباض العضلات طبيعياً، وتعمل على تحسين استقرار الفك ووضع الرأس والرقبة، وتحسين إغلاق الفم، ومنع تكون فطريات الفم، وتعزيز البلع.
أسباب سيلان اللعاب
يعد سيلان اللعاب عند الأطفال أمراً طبيعياً، وبالأخص عند بداية بزوغ الأسنان، وقد يزداد سيلان اللعاب لديهم في حالات إصابتهم بالحساسية أو الزكام، ومن الأمراض التي قد تؤدي لحدوث السيلان بشكل عام ما يأتي:
- التهاب الجيوب الأنفية.
- التهاب اللوزتين.
- التهاب الحلق.
- الحساسية.
- الارتجاع المعدي المريئي.
- التسمم وخاصة التسمم بالمبيدات.
- الحمل وذلك نتيجة للتقيؤ.
وهناك أمراض عصبية تسبب سيلان اللعاب لأنها تحدث خللاً في البلع مثل التوحد (Autism)، والشلل الدماغي (Cerebral palsy)، ومتلازمة داون (Down syndrome)، والتصلب اللويحي (Multiple sclerosis)، والشلل الارتعاشي أو داء باركنسون (Parkinson's disease).
جفاف الفم
يصاحب نقصان اللعاب عند عدم إنتاج كميات كافية منه حدوث جفاف الفم، وتترافق هذه المشكلة مع بعض أنواع الأمراض، وقد تسببها بعض أنواع الأدوية، ويؤدي جفاف الفم إلى انتفاخ اللثة والإحساس بعدم الرحة، كما أن قلة اللعاب تهيئ وسطاً مناسباً لنمو الجراثيم والتي تسبب رائحة الفم الكريهة، وجفاف الفم يزيد من احتمالية تكون التسوس وأمراض اللثة، ولأن اللعاب يساعد على عملية التذوق، فإن جفاف الفم يقلل من إحساس الشخص بالطعم كما في المعتاد.
يعاني كبار السن عادة من جفاف الفم، بالرغم من عدم معرفة السبب المباشر وراء ذلك، ومن الأسباب الواضحة التي من شأنها أن تسبب جفاف الفم ما يأتي:
- بعض الأمراض: مثل الإيدز، والسكري، ومرض الشلل الرعاشي.
- انسداد في إحدى القنوات التي تنقل اللعاب.
- الجفاف.
- العلاج الكيميائي والإشعاعي.
- التدخين.
- التوتر.
- بعض الأدوية: مثل مضادات الهستامين (Antihistamines)، ومعظم أدوية الاكتئاب، وأدوية القلق، والأدوية المدرة للبول، والأدوية الخافضة للشهية، وبعض أنواع المسكنات.
توجد بعض الإجراءات التي يُنصَح بها المريض للمساعدة على تخفيف جفاف الفم، منها ما ياتي:
- مضغ اللبان غير المحتوي على السكر.
- تناول كميات أقل من المشروبات المحتوية على الكافيين، لأن الكافيين يزيد من جفاف الفم.
- عدم استخدام غسولات الفم المحتوية على الكحول.
- شرب كميات أكبر من الماء.
- الامتناع عن التدخين.
- استخدام بدائل اللعاب، وهي مواد تباع بالصيدلية من غير وصفة طبية.
- محاولة التنفس من خلال الأنف وليس الفم.
التعليقات