يترقب أولياء الأمور والطلبة الشكل النهائي للعام الدراسي المقبل والإجراءات الاحترازية التي ستصاحب رحلة الطلبة من و إلى المدرسة حول العالم و ذلك بعد أشهر من العزل و تطبيق سياسات التباعد البدني جراء تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد19 ).
وتبقى مسؤولية تهيئة الأطراف المعنية بالمنظومة التعليمية ابتداء بهيئات التدريس و أولياء الأمور وصولا للطلبة التحدي الأبرز حاليا، خصوصا للأطفال في المراحل التعليمية التأسيسية.
وقالت الدكتورة منى البحر مستشار رئيس دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي الأستاذ المساعد بجامعة الإمارات إن تهيئة الطلبة نفسيا يتطلب ضرورة البدء في خطة متكاملة تعتمد مبدأ الشراكة بين الأسرة و المدرسة.
وأكدت ضرورة البدء بإطلاق حملات إعلامية توعوية لإحداث الفارق المطلوب وتحقيق تقدم في مستوى الوعي لدى الهيئات التدريسية، وأولياء الأمور، والطلبة، وضمان أفضل إعداد نفسي لأطراف المنظومة التعليمية.
وأوضحت أن نتائج استبانة ( كوفيد19 ) التي أجرتها دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، ومركز إحصاء أبوظبي أظهرت ثقة أغلب الأسر في العودة إلى المدارس سواء عبر العودة الكاملة أو الجزئية.. مشيرة إلى أهمية تعزيز هذه الثقة بخطط توعوية واضحة وفورية.
وفي الإطار ذاته أشارت إلى أهمية اختيار اللغة و الوسيلة التي يتوقع وصولها للطلبة، والتعامل معهم بوضوح ومرونة حول أهمية اتباع سياسات التباعد الجسدي، والالتزام بعملية غسل اليدين مع رفع الوعي لدى الأهالي بأهمية المساهمة في تعزيز منظومة الإجراءات الاحترازية والالتزام بالبروتوكولات الخاصة في هذا الإطار.
و أشارت منظمة الأمم المتحدة للطفولة " يونيسيف" في تقرير لها على موقعها الإلكتروني إلى أن هناك تفاوتا في حماسة الأطفال لفكرة العودة إلى المدارس ففي حين يشعر العديد منهم بالحماس للعودة إلى المدارس يشعر آخرون بالقلق أو الخوف من هذه الخطوة مستعرضة مجموعة من النصائح لمساعدة الأطفال على التعامل مع بعض المشاعر المعقدة التي قد يواجهونها عند عودتهم إلى المدارس.
و نوه التقرير إلى أهمية إجراء حوارات موسعة مع الأطفال لطمأنتهم ومعالجة القلق الذي قد يشعرون به مؤكدة أهمية البدء في عمليات التهيئة النفسية للطلاب قبل بدء العودة للمدارس بفترة كافية عبر شرح و استعراض التغييرات التي قد يواجهونها في المدرسة من قبيل الحاجة إلى ارتداء لباس موحد أو أدوات حماية كالكمامات.. و استيعاب أهمية المحافظة على مسافة تباعد بدني عن الأصدقاء و المعلمين أثناء وجودهم في المدرسة.
و أكد التقرير أن الأسر قادرة على إحداث حالة من الوعي القيادي لتتحول الأفكار التي تزرعها لدى الطفل إلى قناعات تمكنه من مساعدة وتشجيع زملائه على تبنيها كتوضيح أساليب منع انتشار الجراثيم من خلال غسل اليدين بالماء والصابون، واحتواء العطس والسعال من خلال ثني الكوع وتغطية الفم بالذراع.
و في الإطار نفسه أكد التقرير أهمية رفع حماسة الطلاب للعودة إلى المدارس بالنظر إلى الجوانب الإيجابية والمتمثلة بأجواء المدرسة والصف، ورؤية الأصدقاء والمعلمين، واكتساب معارف جديدة.
و شدد التقرير على أهمية تهيئة الطلاب للسيناريوهات المحتملة كمنع أحد الطلاب من الحضور للمدرسة لحالة اشتباه أو مخالطة و إمكانية إيقاف قرار العودة للمدارس و العودة لنظام التعلم عن بعد و إرسال التطمينات بأنهم لن ينقطعوا عن زملائهم إذا حدث ذلك وذلك عبر ضمان استخدامهم للبرامج و التطبيقات المتخصصة.
وأكد التقرير أهمية تعزيز المعرفة المرتبطة بفيروس كورونا المستجد و حماية الأطفال من أي مظاهر تنمر قد يواجهونها في المدرسة بسبب بعض المعلومات المضللة بشأن كوفيد-19 كارتباط الإصابة بهيئة الشخص أو الفئة التي ينحدر منها أو اللغة التي يتحدثها.
وختاما خلص التقرير إلى أنه من المهم التعرف على السياسة الخاصة بمدرسة أطفالك و الإجراءات التي تعتزم تطبيقها حتى يتم دراستها وشرحها خطوة بخطوة للطلاب و مناقشتهم في جميع السيناريوهات المتوقعة لكل إجراء.
التعليقات