نشر الكاتب الصحفي محمد منير، حوارا قديما أجراه مع الفنان المصري صلاح عبدالله، بعد مشاركته في مسلسل "سنبل بعد المليون" بطولة الفنان محمد صبحي.
ويرجع تاريخ الحوار الذي نُشر في مجلة "زهرة الشرق"، إلى عام 1994، حيث يقول "منير"، على صفحته الشخصية عبر "فيس بوك": "كان المشهد الذي علق في ذاكرتي وذاكرة الجمهورفي مسلسل "سنبل بعد المليون" مع الفنان محمد صبحي، عندما خرج من الطائرة وبدأ يُردد لبيك اللهم لبيك، وكانت طريقته الخاصة في الكلام ونكاته وإفيهاته التلقائية، تجعلك تضحك من قلبك كلما تذكرتها أو تذكرته، وكنا أحياناً نتناقلها فيما بيننا".
وأضاف: "أذكر خلال فترة الدراسة في الجامعة كان فيه صديق لي اسمه محمد إبراهيم في كلية الأداب قسم الإعلام كان بارعاً في تقليد شخصية عم صلاح عبدالله، ويحفظ جميع إفيهاته ونكاته عن ظهر قلب، وزمان لأننا كان عندنا دراما حقيقية فكان فيه مشاهدين حقيقيين أيضاً، كانت الصدفة دائماً تجمعني بأعماله وأتابعها، وكنت أراه دائماً امتداداً لمدرسة العملاق نجيب الريحاني".
وأكمل محمد منير قائلا: "في أواخر عام 1993 قررت أنا ومجموعة من أصدقائي أن نُصدر مجلة شهرية كان أسمها "زهرة الشرق" -(حكاية سوف أرويها لاحقاً)- التي تقرر أن أكون أنا مدير تحريرها وكنت وقتها في السنة الأولى بكلية الأداب قسم الإعلام، وفي أول اجتماع لأسرة التحرير كان عم صلاح أول أسم أمام عيني اقترحته لأجري معه حوار، وأيضاً الفنانة والصديقة العزيزة ليلى علوي (ولنا قصة أخرى لاحقاً)، وبالفعل اتصلت بالفنان صلاح عبدالله، وقدمت له نفسي، ورحب بإجراء الحوار.
وأشار إلى "أنه بعد موافقته وفي نفس المكالمة رأيت أنني يجب أن أوضح له أن هذا العدد الأول، وأنني طالب في السنة الأولى في الكلية، ربما لا تروقه الفكرة، وبالفعل قلت له، وكان رده: ديه حاجه جميلة خالص، يعني أنا حكون في العدد الأول، برافوا عليك يا محمد ربنا يوفقك أنت وزمايلك، وإلتقيت بعم صلاح في بيته على ما أذكر في الهرم وقتها، وبعدها دعاني لحضور مسرحية حمري جمري، ومنذ هذا اللقاء وعلاقتي لم تنقطع بعم صلاح".
وكشف أنه عندما التحق بالعمل في الأهرام كمتدرب عام 1996، وفي مجلة نصف الدنيا عام 1998، أجرى حوارات أخرى مع عم صلاح، قائلا" "ولا أذكر أنني اتصلت به مرة سواء لإجراء حوار أو لاستضافته في برنامج تليفزيوني أرأس تحريره إلا وكان دائماً مٌرحباً، وأذكر في إحدى المرات استضفته في برنامج تليفزيون كنت رئيس تحريره، كان أسمه "سنة أولى هوا" كان يقدمه الفنان والإعلامي القدير سمير صبري، وكان يُخرجه الصديق العزيز محمد دنيا، وكان من إنتاج شركة صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، وطبعاً كان فيه ميزانية للضيوف، وكنا بنصور في مسرح وزارة الشباب والرياضة في المهندسين، وأبلغني مدير الإنتاج إن الاستاذ صلاح عبدالله رفض الأجر، فاعتقدت بالخطأ إنه "فيه مشكلة مع الإنتاج" فهرولت وراءه قبل أن يصل سيارته، وسألته "هل فيه مشكلة أستاذ صلاح مع الإنتاج؟"، قال لي: خالص يا حبيبي بس ده برنامج أنت بتعده علشان كده أنا مش حاخد أي مقابل، وأحاول أقنعه إن البرنامج فيه ميزانية، وإن لو هو ما أخدش الفلوس في النهاية أنا مش حاخدها"، وإنتهى الحوار، بعد ان قال لي بشكل حاسم: ما تزعلنيش منك يا محمد، وكانت تجمعني لقاءات في المسرح وأماكن التصوير، وغيرها.
وعلق الكاتب الصحفي محمد منير على هذ الموقف واصفا "عبدالله" بأنه حالة إنسانية تُشعرك طول الوقت بأنه أخ أكبر أو أب لكل من حوله، تُشعر أحياناً أن جزء من تكوينه الإنساني توزيع المشاعر على البشر من حوله، تجد نفسك أحياناً تتصل به لتشكو له من مشكلة تواجهك في عملك أو مع أصدقائك أو أي شئ، لا تعرف ما هو السر الذي يجعله يتراءى أمام عينك في مواقف معينة.
وتابع: "حتى عندما سافرت ومرت سنوات لم يحدث بيننا أي تواصل، لأنني كنت فقدت هاتفي وكذلك كل الأرقام المسجلة عليه، وجاءت فرصة وحصلت على رقمه، وعلى الفور اتصلت به، فكان هو نفسه عم صلاح الذي عرفته عام 1993، بنفس كلماته، بنفس تعبيراته، بنفس مشاعره الذي يُغرقك فيضها".
ولفت "منير"، إلى أن الدرس الجميل الذي نتعلمه من "عم صلاح" النهاردة في عيد ميلاده، إن الإنسان عندما يغمر من حوله بمشاعره الطيبة، فإن هذا دائماً يبقى ويعيش، حتى لو مر عليه ربع قرن.
وكشف الكاتب الصحفي عن أمنيات عم صلاح عام 1993 كما ذكرها له في الحوار عندما سأله ما هي أمنياتك في عام 1994، ورد قائلا: "أدعو الله أن يُبارك لي في صحتي وبيتي وبناتي (دنيا وشروق)، لأنهم بالنسبة لي كل شئ وهما دنيتي وحياتي كلها، وعلى فكرة لقد اعتدت في نهاية كل عام ان أقول (ربنا يجعل 94 أحلى من 93 ويجعل 95 أحلى من 94) وهكذا".
ولفت إلى عندما طلب منه أن يُرسل برقية قال له: "أرسها لبناتي (دنيا وشروق) وأقول لهم انا بأتمنى النجاح من أجلكم لكي أوفر لكم حياة طيبة لإنكم بالنسبة لي كل حياتي (وهذه أهم برقية)".
وختم محمد منير كلامه عن صلاح عبدالله، موجه رسالة تهنئة في عيد ميلاده قائلا: "كل سنة وأنت بألف خير وسعادة ومحبة ونجاح وتألق وتوفيق يا عم صلاح عبدالله، وربنا يجعل كل السنين إللي جاية أحلى من كل السنين إللى فاتت، ويحفظ دنيا وشروق ويحفظ ويبارك في أحفادك، ويحفظك ويبارك فيك، قدر القلب الطيب الذي يسكنك، وقدر صدق مشاعرك وحبك لكل من حولك".
التعليقات